الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتنياهو يجهز نخب النصر .. اليمين المتشدد في إسرائيل يقترب من الفوز بأغلبية مقاعد الكنيست

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو

بات من شبه المؤكد بعد فرز أغلبية صناديق الاقتراع في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، التي أجريت أمس الثلاثاء، فوز تكتل يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو بأغلبية مقاعد الكنيست، فاتحًا الباب على مصراعيه لعودة نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء على رأس حكومة ائتلاف مكون من أحزاب يمينية متشددة يتقدمها الليككود.

نتنياهو يعلن النصر مبكرًا

وأظهرت بيانات لجنة الانتخابات المركزية، بعد فرز 87.2 في المئة من الأصوات حصول تحالف نتنياهو على 65 مقعدا. ويخول ذلك نتانياهو العودة إلى مقدمة الساحة السياسية. وقال نتنياهو لمؤيديه فجر الأربعاء في القدس "نحن قريبون جدا من نصر كبير".

إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لبيد قال في تل أبيب "لم يتقرر شيء بعد" وإن حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل)، "سينتظر بصبر النتائج النهائية".

ويظهر فرز الأصوات حتى الآن حصول حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 32 مقعدا، وحزب لبيد على 24 مقعدا، وتحالف "الصهيونية الدينية" بزعامة اليميني المتشدد بن غفير على 14 مقعدا، و"المعسكر الوطني" بقيادة وزير الدفاع بيني جانتس على 12 مقعدا، بالإضافة إلى حزب "شاس" الديني الشرقي على 12 مقعدا.

وفي المقابل حصل حزب "يهدوت هتوراه" الديني المتشدد لليهود الغربيين على 8 مقاعد، والجبهة والعربية للتغيير على 5 مقاعد (أيمن عودة وأحمد الطيبي) والقائمة الموحدة بقيادة منصور عباس على 5 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" على 5 مقاعد، وحزب العمل على 4 مقاعد، أما حزب ميرتس اليساري فلم يجتز نسبة الحسم شأنه في ذلك شأن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وكذلك يتوقع ألا يتجاوز حزب البيت اليهودي برئاسة ايليت شاكيد نسبة الحسم.

لكن لا تزال هناك صناديق اقتراع مغلقة مثل أصوات الجيش والمستشفيات، وقد تحدث فروقات طفيفة في الأرقام مع فرز الأصوات وصدور النتائج الرسمية.

صعود اليمين الإسرائيلي المتشدد

تقول يائيل شومر الأستاذة في جامعة تل أبيب إن "مرحلة عد الاصوات يسودها توتر شد الأعصاب فبضعة آلاف من الأصوات تؤثر على المقاعد وقد تغير النتيجة النهائية".

وحذر وزير العدل الحالي جدعون ساعر زعيم حزب "الأمل الجديد" الذي انشق عن حزب الليكود سابقا من خطر رؤية إسرائيل تتجه نحو "تحالف من المتطرفين" بقيادة نتانياهو وحلفائه.

وقال زعيم اليمين المتشدد إيتمار بن غفير رئيس حزب "الصهيونية الدينية" مخاطبا مناصريه بعد صدور النتائج الأولية "صوّت الجمهور للهوية اليهودية. حان الوقت أن نعود لنكون أسياد بلدنا".

وأضاف بن غفير "الناس يريدون السير في الشوارع بأمان وألا يكون جنودنا وشرطتنا مقيدي الأيدي" مكررا دعوته لاستخدام القوة، خصوصا ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية المحتلة.

ووصفت المحاضرة السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية يوليا إلعاد سترينجر بن غفير بأنه "الفائز الأكبر في هذه الانتخابات".

وقالت "لقد حصل على أصوات من الحريديم (اليهود المتزمتين) ومن الليكود ومن ناخبين شباب جدد وأشخاص لا يعرفون لمن يصوتون".

وكتبت صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء "إسرائيل على وشك أن تبدأ ثورة يمينية ودينية وسلطوية هدفها تدمير البنية التحتية الديموقراطية التي بنيت عليها الدولة... قد يكون هذا يوما أسود في تاريخ إسرائيل".

الإقبال على التصويت.. إصرار يميني وتشتت عربي

بسبب تكرار الانتخابات، كان السياسيون الإسرائيليون يخشون أن يصاب الناخبون الإسرائيليون البالغ عددهم 6.8 ملايين شخص بالارهاق إذ يتوجهون لصناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات. إلا أنّ نسبة المشاركة بلغت نحو 71.3 %. وتجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 4.8 ملايين وهي الأعلى منذ 2015، بحسب لجنة الانتخابات المركزية.

وشرّع الكنيست قانون نسبة الحسم لدخول البرلمان باقتراح عضو الكنيست أفيجدور ليبرمان لمنع القوائم العربية من دخول الكنيست، حيث يجب أن تحصل كل قائمة انتخابية على نسبة الحسم وهي 3.25% من نسبة الأصوات التي تؤهل للدخول الى الكنيست بأربعة أعضاء دفعة واحدة.

ويشكل السكان العرب في إسرائيل نسبة 20% وهم من أبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين بقوا في أرضهم عند قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وبعد صدور قانون نسبة الحسم تشكلت القائمة العربية المشتركة والتي حصلت على 15 مقعدا في العام 2015 وضمت أربعة أحزاب. لكن القائمة العربية بدأت بالتفكك بعد انفصال منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة الإسلامية العام 2021.

وفي الانتخابات الأخيرة شغلت الأحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان. لكن العرب خاضوا انتخابات الثلاثاء بثلاث قوائم منفصلة، هي الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والعربية للتغير وقائمة برئاسة أيمن عودة وقائمة حزب التجمع الديموقراطي برئاسة سامي أبو شحادة والقائمة الموحدة الحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس.

وقالت المرشحة من حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة عايدة توما سليمان إن "وجود الفاشيين إلى جانبه (نتانياهو) يقلقنا أكثر من أي شيء آخر". وأضافت "إنه يوضح توجه الدولة وما ينتظر الفلسطينيين الذين يعيشون في هذا البلد".