قالت دار الإفتاء المصرية إنه يشترط لصحة الأذان أن تكون كلماته متوالية؛ بحيث لا يفصل بينهما بسكوت طويل أو كلام كثير، وأن يقع كله بعد دخول الوقت، فلو وقع بعضه قبل دخول الوقت لم يصح، إلا في أذان الفجر فإنه يصح قبل دخول الوقت على تفصيل في المذاهب، وأن تكون كلماته مرتبة، فلو لم يرتبها؛ كأن ينطق بكلمة حي على الفلاح قبل حي على الصلاة لزمه إعادة ما لم يرتب فيه، فإن لم يعد لم يصح أذانه.
وأوضحت الدار أن يقع من شخص واحد، فلو أذن مؤذن ببعضه ثم أتمه غيره لم يصح، كما لا يصح أذان تناوبه اثنان أو أكثر بحيث يأتي كل واحد بجملة غير التي يأتي بها الآخر، وأن يكون باللغة العربية، إلا إذا كان المؤذن أعجميًّا ويريد أن يؤذن لنفسه أو لجماعة أعاجم مثله، ويشترط النية؛ فإذا أتى بالألفاظ المخصوصة بدون قصد الأذان لم يصح.
قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأذان عبادة من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله -عزوجل-، مشيرًا إلى أن له سننًا يستحب أن يؤتى بها.
وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد»، أنه يستحب للمؤذن أن يكون صيِّتاً، حسن الصوت، يرفع صوته بالأذان، لقوله-صلى الله عليه وسلم-في خبر عبد الله بن زيد: «فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت به، فإنه أندى منك صوتاً» أي أبعد، ولزيادة الإبلاغ، وليرقّ قلب السامع، ويميل إلى الإجابة، أما رفع الصوت: فليكون أبلغ في إعلامه، وأعظم لثوابه، كما في حديث أبي سعيد وحديث أبي هريرة- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: «المؤذن يغفر له مدَّ صوته، ويشهد له كل رطب ويابس».
وأشار إلى أن يؤذن قائماً على حائط أو منارة للإسماع -إلا أن الحائط أو المنارة قد أغنت عنها المبكرات الصوتية في زماننا": قال ابن المنذر: أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم أن السنة أن يؤذن قائما" وجاء في حديث أبي قتادة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لبلال: «قم فأذن»، وكان مؤذنو رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يؤذنون قياماً.فإن كان له عذر كمرض، أذن قاعداً.
وتابع: أن يكون المؤذن حراً بالغاً أميناً صالحاً عالماً بأوقات الصلاة، لحديث ابن عباس: «ليؤذن لكم خياركم ويؤمكم أقراؤكم» وهذا سنة عند الجمهور غير المالكية، أما المالكية فيشترطون العدالة، كما أن الشافعية يشترطون في موظف الأذان العلم بالوقت.
واستكمل: أن يجعل أصبعيه في أذنيه، لأنه أرفع للصوت، ولما روى أبو حنيفة:" أن بلالاً أذن، ووضع إصبعيه في أذنيه"5. وعن سعد مؤذن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمر بلالاً أن يجعل إصبعيه في أذنيه، وقال : (إنه أرفع لصوتك).
واستطرد: أن يترسَّل (يتمهل أو يتأنى) في الأذان بسكته بين كل كلمتين، ويحدر(يسرع) في الإقامة، بأن يجمع بين كل كلمتين، لما روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال لبلال-رضي الله عنه-: (إذا أذنت فترسَّل، وإذا أقمت فاحدر)، ولأن الأذان لإعلام الغائبين بدخول الوقت، والإعلام بالترسل أبلغ، أما الإقامة فلإعلام الحاضرين بالشروع في الصلاة، ويتحقق المقصود بالحدر.
وألمح أن أنه يستحب أن يستقبل المؤذن القبلة في الأذان والإقامة: لأن مؤذني النبي-صلى الله عليه وسلم-كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة ولأن فيه مناجاة فيتوجه بها إلى القبلة.