انطلقت، أمس الثلاثاء، أعمال اجتماع القمة العربية الـ 31 التي تستضيفها العاصمة الجزائرية، والتي تستمر على مدار يومي الأول والثاني من نوفمبر الجاري، وذلك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
اجتماع القمة العربية بحضور السيسي
ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمن وفد مصري كبير في فعاليات القمة العربية للتشاور مع الأشقاء العرب حول عدد من الملفات التي تهم الأمة، وكذلك طرح التحديات التي تواجه شعوب المنطقة العربية.
وفي هذا الصدد، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة للشعوب العربية، قائلًا:" ثقوا في أمتنا العربية فهي صاحبة تاريخ عريق وإسهام حضاري ثري ممتد ومازالت تمتلك المقومات اللازمة لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا وعلى رأسها عزيمتكم و عقولكم وسواعدكم.. و ثقوا دومًا أن مصر ستضع نصب أعينها تماسك الكيان العربي وصونه وحمايته".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن احترام سيادة الدول وتحقيق المنفعة المتبادلة وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل في الشئون العربية مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، مؤكدًا أن مصر تظل طامحة وراغبة في تحقيق شراكة فعلية فيما بين الدول العربية على ما يجمعها من تاريخ مشترك والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
وأضاف "السيسي"، خلال كلمته في القمة العربية الـ 31 بالجزائر، أن تكامل القدرات المتباينة ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة والأزمات الدولية المستجدة، بما في ذلك أزمتا الطاقة والغذاء، بل سيوفر الحماية الرئيسية من الاستقطاب الدولي الآخذ في التصاعد في الفترة الأخيرة.
اهتمام الرئيس باسترجاع الحقوق الفلسطينية
وأكد الرئيس أن الاستقطاب الدولي له تبعات سلبية على التناول الدولي لأزمات المنطقة العربية، وأعاد للأذهان مظاهر حقبة تاريخية عانى فيها العالم بأسره.
وتابع: "قدرتنا على العمل الجماعى فى تسوية القضية الفلسطينية واسترجاع الحقوق الفلسطينية كانت تاريخية وستظل المعيار الحقيقى لمدى تماسكنا، كما تظل المبادرة العربية للسلام تجسيدًا لهذا التماسك ورؤيتنا العربية إزاء الحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام بما يكفل إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية" .
وأردف: "أننا مازلنا نحتاج لمزيد من العمل العربي الجماعي فى التعامل مع الأزمات الجديدة التى جاءت لاحقة على القضية الفلسطينية فى ليبيا، سوريا ، اليمن ، السودان، ونحتاج أيضا إلى احترام سيادة الدول وتحقيق المنفعة المتبادلة وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل في الشئون العربية، هي مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، مؤكدًا أن مصر تظل طامحة وراغبة في تحقيق شراكة فعلية فيما بين الدول العربية على ما يجمعها من تاريخ مشترك والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارًا".
واستكمل: "فى نفس سياق وحدة الأمن القومي العربي أود أن أوجّه لكم إلى مُعضلة الأمن المائي التي تؤثر على عدد من الدول العربية وتُنذر بعواقب وخيمة إذا تم تداولها، ونحن نجدد التأكيد على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحُسن النوايا اللازمين للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي، تنفيذًا للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021 والأخذ بأى من الحلول الكثيرة التي طرحت من العديد من جولات المفاوضات والتي تؤمّن مصالح الشعب الإثيوبي الاقتصادية الآن ومستقبلاً".
السيسي يوجه باتحاد المنطقة العربية
وأوضح: "من واقع الترابط الفعلي ومن حجم التحديات والضغوط الراهنة الذي يفوق قدرة أى دولة يتعين علينا تبني مقاربة مشتركة وشاملة تهدف إلى تعزيز قدراتنا الجماعية على مواجهة كل الأزمات، لا ينفصل تحدي الأمن المائي عن تحديات أخرى تواجهها المنطقة، وفى مقدمتها تغير المناخ والذى أصبح واقعا مفروضا على العالم".
واغتنم الرئيس السيسي الفرصة بتواجده اليوم بالقمة العربية بالجزائر، قائلا: "أعرب عن تطلعي لاستقبالكم فى مصر يومي 7 و8 نوفمبر 2022 بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ، لتحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية أكثر استدامة لصالحنا جميعا".
واختتم: "انعقاد القمة العربية تعد دعوة لاستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود للحفاظ على هويتنا الوطنية والدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها".
وتأتي القمة بعد توقف نحو 3 سنوات حيث كان مقررا عقدها في مارس 2020، إلا أنه تم تأجيلها نظرا لجائحة كورونا، حيث عقدت آخر قمة عربية اعتيادية في تونس عام 2019 وهي القمة العربية الدورية الثلاثون.
وتعقد القمة العربية الحالية وسط تحديات وظروف معقدة تشهدها المنطقة العربية، إضافة لوضع عالمي مضطرب جراء حرب أوكرانيا وتداعياتها من أزمة طاقة وغذاء.
توقيت هام لانعقاد القمة العربية
واستأنفت القمة العربية أعمالها بعقد جلسة تشاورية مغلقة، اليوم، لمدة ساعة ونصف، ثم تجري جلسة عمل أولي علنية، يتحدث فيها القادة العرب حسب أولوية الطلب، يعقبها جلسة عمل ثانية مغلقة، من أجل اعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشة، واعتماد مشاريع القرارات واعتماد مشروع إعلان الجزائر.
وفي هذا الإطار، قال حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة العربية تعتبر قمة استثنائية لأنها تنعقد في ظروف عصيبة وفي ظل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على العالم أجمع وعلى اقتصاديات العالم وزيادة التضخم في جميع البلاد.
وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تلك القمة تساعد على إيجاد حلول سريعة لإزالة العقبات التي تؤثر على حياة الشعوب فيما يخص الغذاء والطاقة والمياه.
وأشار فارس، إلى أن حضور الرئيس السيسي لهذه القمة كان شئ مهما في هذا التوقيت، مما يؤكد حضوره مدى الترابط والعلاقات الثنائية بين مصر والجزائر.