هنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ الجمهورية الجزائرية باسم الجامعة العربية، في ذكرى اندلاع ثورة التحرير منذ 68 عاماً؛ مؤكدا أنها ثورة عزيزة على قلوب العرب جميعاً و أعلت من قيم الحرية وحق تقرير المصير إلى حدِ تقديم تضحياتٍ لا توصف لتصيرَ نموذجاً نادراً ومثالاً باهراً على ما يمكن أن تفعله الشعوب وتحققه إن هي أرادت والحرية والكرامة.
وخلال كلمته بالقمة العربية التي انطلقت اليوم بالجمهورية الجزائرية؛ قال "لنترحم جميعا ًعلى القادة العرب الذين رحلوا عن عالمنا منذ انعقاد القمة الماضية، وكانوا في موقع المسئولية وقت أن وافتهم المنية؛ الرئيس الباجي قايد السبسي- رئيس تونس الراحل، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الراحل.. وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- سلطان عمان الراحل وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل؛ معربا عن فخره وتشرفه بلقاء ومعرفة هؤلاء القادة العظام، متذكرا بكل تقدير وعرفان عطاءهم السخي لبلادهم وللأمة العربية جمعاء.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ أن هذه القمة تلتئم بعد ثلاثة أعوام من انقطاعٍ فرضته ظروف الجائحة؛ لافتا إلى أن ما يشهده العالم من تغيرات غير مسبوقة منذ عقود وما ترتبه هذه التغيرات في الظروف الدولية من تبعات هائلة على الشعوب والدول عبر العالم يجعل القمة ضرورةً واجبة، وفرصة سانحة لترتيب الأوراق ومناقشة قضايانا ومواقفنا العربية في عالمٍ تتحرك أحداثه في سيولة مخيفة وتتوالى أزماته في تتابع مروِّع.
ولفت أبو الغيط؛ إلى أن المنطقة العربية، شئنا أم أبينا، تقع في قلب الأزمات فهي، من ناحية، ركيزةٌ أساسية في معادلة إمدادات الطاقة وأسعارها العالمية ومن ناحية أخرى، هي ضحية أولى للتغير المناخي وآثاره المُدمرة، من حيث الجفاف وغيره ومن ناحية ثالثة، تُعاني المنطقة من تهديد خطير لأمنها الغذائي، كما تقع غالبية دولُها في نطاق الفقر المائي فضلاً عما تواجهه بعض دولها من تصرفات غير قانونية من جانب جيرانها من شأنها تعريض أمنها المائي للخطر؛ لافتا إلى أن هذه الثلاثية الخطيرة الغذاء والطاقة والمناخ تُمثل حلقة متصلة، ومنظومة مترابطة فإنتاج الغذاء يعتمد على أسعار الطاقة واستقرار المناخ والتغير المناخي يتأثر في الأساس بالانبعاثات المتولدة عن انتاج الطاقة والعناصر الثلاثة صارت عنواناً للأزمة العالمية التي نشهدها حالياً بكل تبعاتها الاقتصادية والإنسانية التي تتحملها الشعوب، والتي قد تشتد وطأتها في هذا الشتاء ولا شك أننا نتابع جميعاً الآثار المزدوجة للجائحة والحرب في أوكرانيا وما أفرزته ولا تزال من تبعاتٍ اقتصادية سلبية صار واضحاً أن العالم أجمع سيضطر للتعامل معها لفترةٍ طويلة قادمة.