للأزهر الشريف مكانة كبيرة في قلوب الطلاب الوافدين من دول العالم، والذي يتجاوز عددهم الأربعين ألف طالب وطالبة من أكثر من 110 دولة حول العالم، ولذا قررنا معرفة ما يدور في أذهان الطلاب الوافدين عن دراستهم في الأزهر الشريف، فماذا يقولون؟
في البداية، قال الدكتور سيمور نصيروف- خريج كليه الدراسات الاسلامية والعربية، وأستاذ اللغة الأذربيجانية بجامعة القاهرة ورئيس جمعية الصداقة الأذربيجانية المصرية، إن مبادرة أنا أزهري ضد التطرف، تأكيد على رسالة الأزهر الشريف الوسطية، خاصةً أن الأزهر منارة للإنسانية جمعاء منذ إنشائه .
وتابع: نحن أزهريون نساهم في ترسيخ وسطية الأزهر في العالم أجمع وفي شتى مناحي الحياة، خاصة أننا نسير على نهج القرآن الكريم بتفسيره المنضبط المبني على إعمال العقل وفهم النصوص من خلال العلوم الأزهرية، فضلا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي ترسخ أن التطرف أو التعصب, ليس يمت بصلة إلى رسالة الإسلام السمحة.
وقال محمد جبرين المخزومي- وافد ليبي مقيد بمرحلة الماجستير بكلية الدعوة الإسلامية ورئيس إتحاد الطلاب العرب بالأزهر الشريف، إن رسالة الأزهر الشريف إلى الأمم والشعوب والتي تعلمناها كأبناء وافدين ، يؤكد علينا عزمه الشديد ونيته الصادقة وسعيه الدؤوب لمواصلة جهوده من أجل نشر السلام والتسامح في كافة ربوع العالم ، فإنه يدعو العالم أجمع وفي مقدمته القوى العظمى والمنظمات الإقليمية والدولية، والهيئات الدينية والإنسانية والاجتماعية إلى العمل على ترسيخ السلام والأمن، و والتنسيق المشترك لمواجهة التطرف والإرهاب، وبذل مزيد من الجهود للقضاء على الفقر والجهل والمرض، مؤكدا استعداده للتعاون مع الدعوات الجادة التي تسعى لتحقيق الوسطية والاعتدال والخير للبشرية جمعاء، متمنيًا أن يحل السلام والأمن في مختلف أنحاء العالم.
وقال الوافد التايلاندي/ أنس هأميى_ مقيد بمرحلة الدراسات العليا قسم اللغة العربية، إنه لا شك أن للأزهر الشريف مكانة رفيعة لدي المسلمين -حيث يقصده طلاب العلم من جميع أنحاء العالم- وله دور بارز ورسالة واضحة في نشر قيم التسامح بين الناس جميعا ورعايته للفكر الإسلامي الوسطي في مصر والعالم أجمع، ففي مؤسسة الأزهر تعلمنا أن الإسلام ونبينا نزل رحمة للعالمين، بعيدا عن الغلو والتفريط والتطرف العنيف، داعيا إلى حسن التعامل مع البشر وحفظ حقوق الإنسان وكرامته وبث روح التآلف والتآخى بين الشعوب المختلفة لبناء السلام في كافة ربوع العالم، وإذا نظرنا إلى مدينة البعوث الإسلامية (سكن الطلاب ) التي جمع فيها الطلاب الوافدون من كل أنحاء العالم تحت سقف واحد فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على نجاح الأزهر في تحقيق ذلك، ومن خلال مشاركتي للندوات والمنتديات العالمية نحو منتدى شباب العالم ومنحة الزعيم جمال عبد الناصر للقيادة الدولية يؤكد لي مدى أهمية الأزهر الشريف وقيمته وعظمة جهوده في ترسيخ الأمن والسلام حول العالم.
وأضاف، الوافد الموريتاني/ عبد الرحمن النحوي_ باحث دكتوراه في كلية أصول الدين، إن الأزهر الشرِيف معلمَة الوسَطية في العالم، ورسالَة الأزهر الشريف وإمَامه الأكبر والمنهَجية الأزهرية في الجامعة المبجَّلة رسالة واضحة في تجنب الإِفراط والتفريط، والتهوِين والتهْويل، والتحرِيف والتبديل، رسالةٌ عظيمة في حفظِ السلامِ والبعدِ عن التكفير والتفجير، ولم شمل المسلِمين من كل الطوائف، والبعد عن الغُلو والتطرف، عملاً بقول اللَّـه عز من قائل: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
وأوضح، الوافد الاسترالي/ عبد العزيز صدفي- المقيد بمرحلة الماجستير بكلية الشريعة والقانون قسم أصول الفقه، إنه يكفي ما قاله أهل العلم عن الأزهر الشريف - من أنه قبلة للمسلمين في العلم ومنصة للعلماء في التعليم - شهادةً على مكانته وضرورة وجوده؛ ذلك أنّه منذ أن وجد أخذ يحمل على عاتقه المسؤولية لنشر رسالة الإسلام ومنهجه الوسطي؛ تلك الرسالة التي يحتاجها في هذا الزمان العالم الإسلامي، وذلك المنهج الوسطي الذي يسلكها الأزهر في تعليمه ودعوته ويلتزمها الأزاهرة في كل مكان، المنهج الذي يهدف إلى تحقيق مقاصد الشارع من العبادة والعمارة والبناء ورفع الحرج والمشقة وتزكية النفوس وتطهيرها ومحاربة التطرف وتكفير المسلمين.
وتابع: كل ذلك من خلال التعليم والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة اقتداء بقوله الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". وإيمانا بهذه الرسالة جاء دور الأزهر الشريف بتأسيس مؤسسات مهمة لخدمة حاجة المسلمين في العالم وحاجة الوافدين إلى الأزهر الشريف كمجمع البحوث، والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وغيرها من المؤسسات التي أنشئت لهدف واحد وهو نشر رسالة "الوسطية" إلى العالم ومحاربة التطرف والتكفير؛ بل كل عناصر الفساد، وذلك من خلال توفير التعليم والدورات العلمية والتوعية وإقامة المؤتمرات وغيرها من الوسائل
وقال علي محمد مرتلا الأزهري من دولة الكاميرون خريج كلية التربية جامعة الأزهر: أنا من خلال خبرتي المتواضعة في مجال التربية والتعليم، أعتقد أن الأزهر الشريف هو أكبر مؤسسة علمية دينية على وجه الأرض، فالأزهر الشريف قلعة الإسلام المنيع وحصنه الحصين، والمجتمع المسلم الإفريقي يضع ثقة كبيرة على هذه المؤسسة وخريجو أزهر ينشرون الفهم الإسلامي الوسطي الصحيح كما أنهم يحاربون الأفكار الهدامة المعوجة.
وقال الوافد الأفغاني/ محمد ياسر غلام يحيي، الباحث بمرحلة الماجيستير تخصص قانون عام في كلية الدراسات العليا، إنه تنطلق أهمية الموضوع من الدور الكبير الذي يمثله المنهج الأزهري تحديدا و مكانة جامعة الأزهر الشريف عموما في تشكيل وعي الناس الصحيح في المجتمع وفي التأثير على المفاهم و تبين الشريعة الإسلامية على مستوى الافراد و العالم بشكل يهئ الحياة ضد التطرف و التشدد، كما أن الخطاب الديني الإسلامي المتطابق مع منهج الأزهر الشريف يمثل أحد آليات تشكيل العقل لدى الإنسان بشكل عام، و المسلمين تحديدا ، كما أن ثمة تحولات إيجابية قد جرت على صعيد الخطاب الديني ودعوات أخرى قد انطلق لإصلاحه وتجديده، وهي متزامنه مع مستجدات الزمان والمكان.. مما يفتح أمام الباحث وصانع القرار أيضا أبوابا واسعة لفهم الحالة الدينية في العالم الإسلامي.. ومعرفة دور المنهج الأزهري في إنتاج الخطاب السائد المشتق من جهابذة الأزهر ومدى مطابقة مواصفاته لمقاصد الدين وحاجيات المجتمع.
وقال الوافد النيجيري/ أحمد داود الكنوي، المقيد بالفرقة الثانية بكلية أصول الدين، إن رسالة الأزهر واضحة من مئات السنين، وهي نشر الرسالة السمحاء والوسطية في شتى بقاع الأرض، عبر الوفود الخارجية واستقبالها للطلاب الوافدين وتعليمهم الدين الوسطي الذي يهدف السلم المجتمعي العالمي بين جميع الشعوب؛ ومما يؤكد عظمة هذه الرسالة، فإن جامعة الأزهر لها خير شاهد على عنايتها بالدعاة والوُعّاظ والأئمة ليخرجوا إلى الناس متسلحين بالعلم والدين الوسطي والقدرة على مواجهة الأفكار المنحرفة والمتطرفة والإرهاب التي تنال من الدين وثوابته ومن الوطن واستقراره.
إذ أن الدعوة إلى الله تعالى هي من أشرف الأعمال وأجلها وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين يقول الله تعالى: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)؛ ولأن هذه الدعوة ثوابها كبير وأجرها عظيم قال صلى الله عليه وسلم :(لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النَّعم )
وقالت الطالبة زهراء حبيب الله يوفا دولة : قاراقلفاقستان ماجستير في قسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إنه دائما ما يؤكد الأزهر الشريف في رسالته السمحة العالمية للناس عامة ولنا نحن الوافدين خاصة عزمه الأكيد وتأكيده الشديد ونيته الصادقة وسعيه الدؤوب الواضح في نشر الإسلام والسلام العالمي .
وأوضحت، أن رسالة الأزهر تستهدف محاربة التطرف والانحراف الديني، من خلال منهجه الوسطي الذي يدعو إلى التقارب والتعايش بين كل الشعوب على اختلاف أديانهم، فالأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام يدافع عن الإسلام ووسطيته واعتداله ونشره في مختلف دول العالم باعتباره مؤسسه واقعية متفاعلة مع الزمان والمكان، حيث تعمل علي حماية الهوية الثقافية العربية الأسلامية من محاولات التغريب ويكفى الإسلام ما أصابه من تشويه صورته على يد من يرفعون راية الإسلام ويتسترون به مرتكبين أعمالًا إجرامية وإرهابية باسم الإسلام وهو منهم براء.
وقال محمد ركاد أكبر، من أندونيسيا ، باحث ماجستير في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف، إنه قد صحح الأزهر كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام في نظر كثير من شباب المسلمين، كنت أفكر -مثل كثير من الشباب الاندونيسيين- بأن الإسلام هو أن لبس الجبة وتطويل اللحية وترك معاملة الناس للعبادة، وأنه لا قيمة للوطن، وأن غير المسلمين لا ينبغي أن يكونوا في وطن واحد مع المسلمين، وغير ذلك من المفاهيم الخطيرة التي تسببت في والحرب التناحر بين الأمة، حتى جئت إلى أرض الكنانة مصر، وتعلمت في أزهرها المعمور، فأدركت أنا وأصحابي- الطلاب الوافدون- بأن الإسلام هو دين الحب، حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وحب الناس جميعا لأنهم خلق الله تعالى وبناءه، وحب الوطن لأنه بيت كبير يجمع كل أبناءه تحت سقفه، فنحب الكل في حبنا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فلهذا حصل السلام والوئام في العالمين.
شكرا لمصرنا العزيزة، شكرا لأزهرها المعمور، شكرا للإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وقال الوافد الماليزي، محمد عزالدين بن محمد قاسم، باحث قسم تمهيدي الشريعة الإسلامية، شعبة أصول الفقه بجامعة الأزهر، ورئيس جمعية الطلبة الماليزين الأزهريين، إن للأزهر دوره في نشر المنهج التعليم الصحيح وفي تعزيز قيم التسامح والاعتدال والوسطية وكفالة الحقوق والحريات لجميع المواطنين دون تفرقة بين أبناء الجماعة الوطنية وغير الوطينة، وأستطيع أن أحدّد نقطة تحوّل معينة لنشاط هذه المؤسسة العريقة العظيمة من بدء رائدة الامام الأكبر الشيخ مصطفى المراغي رحمه الله إلى الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله (الملقب بأبي الوافدين لشدة عنايته ورعايته بشؤون الطلبة الوافدين مثلنا) وتوجد لحظة عندما ننظر إليها ونقول، "هذه لحظة بداية تغير الأشياء".
وأكد أن الأزهر الشريف صنع الصور الرائعة في تاريخه وحضارته، ويكفي الأزهري فخراً لاتصال أسانيده بجماهير أتباع الأئمة الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، فإنه لا يتبناه تعصبا لمذهب ولا لإمام معين منها، وفخراً لاتصال مركزية مناهجه، ولا غرو أنْ يحتلّ الأزهر هذه المكانة البارزة في العالم المعاصر، فهو رمز للعالمية والترابط، وقلما تجد أزهرياً غير معتز بتراث آبائه وأجداده، وقد كان الأزهر وما زال فوق الجميع.
وقال عبد الصمد عمر غوني، من جمهورية أفريقيا الوسطي، ويدرس في كلية أصول الدين، إن الأزهر الشريف قد لعب دروا كبيرا في مكافحة التطرف والعنف، بطرق كثيرة منها، منوها أن مؤسسات الأزهر تقيم الندوات والمؤتمرات ومن ثما المجلات الشهرية، الخطب والمحاضرات، والمناقشات العلمية، التي تسهم في اثقالنا بالمواهب والمهارات التي تمكنا من الدعوة إلى الوسطية والسلام العالمي.
وذكر أن كل هذه الفعليات التي امتاز بها الأزهر الشريف ساعدتها على هدم هذه الفكرة المشوهة المتطرفة، وشعار الأزهر دائما السلام و الوسطية والإعتدال والتسامح، وفي التسامح سلامة للصدر وسمو للأخلاق وطريق لعفو الله وليعفوا وليصفحوا .
وقال الوافد النيجيري/ عمر بللو يوسف_باحث ماجستير في فقه المقارن، إن رسالة الأزهر الوسطية تعتبر من أبرز خصائص هذا الدين وأيضًا هي ركيزة الكبرى لهذه الأمة التي ارتضت بالإسلام وشريعته وأحكامه وأن هذا المنهج الوسطي هو الذي حافظ على التعايش والتماسك المجتمعي في بلاد المسلمين وجميع الدول العالم المعروفة بتنوعها وثرائها الثقافي وأيضا تدعم تعزيز الاستقرار والأمن المجتمعي .