قرية الخوالد بمركز ساحل سليم في محافظة أسيوط ذاع اسمها ضمن القرى المنتجة بأسيوط بعد إقبال نسائها على صناعة السجاد اليدوي وأصبحت حرفة تميز القرية عن غيرها بالمحافظة تعملن ربات المنازل صباحا لرعاية أسرتها وبعد الظهيرة تجلس في غرفتها للعمل على النول لنسج خيوط السجاد ورغم الفترة التي تستغرقها صناعة السجادة والتي تصل إلى 6 أشهر تخرج في النهاية لوحة فنية من خيوط الصوف والحرير ويصل سعرها من 12 إلى 50 ألف جنيه.
تستغرق صناعتها 6 أشهر
قالت أمل محمد سيد ربة منزل وتعمل في صناعة السجاد اليدوي : أنا اعمل في صناعة السجاد اليدوي منذ عامين لأنه مناسب لنا لأننا نعمل في منازلنا في أوقات تفرغنا خاصة وان هناك عادات وتقاليد تحكمنا في القرية.
وأضافت: "أقوم بالأعمال المنزلية وبعد الانتهاء منها أقوم بنسج السجاد على النول لأنني أجد نفسي في هذه الصناعة رغم صعوبتها لأنها تحتاج إلى تركيز ، لافته إلى أن صناعة نسج السجاد تحتاج إلى التركيز والدقة خلال نسج الخيوط لأنه يعتمد على رسوم يتم صناعتها بدقة عالية حتى تخرج السجادة بشكلها النهائي وهناك أساسيات في صناعة السجاد منها نسج عامود السجادة إذا تم بشكل خاطئ يتسبب في عيب صناعة والذي يعيب السجاد ويقلل من ثمنها عند البيع ويكون معنا لوحة بتصميم السجادة نقوم بالنسج مثل الرسم الموجود باللوحة وأقوم بإملاء زميلاتي التي تعملن معي في السجادة حتى تتناسق الأعمال في السجادة وتخرج بالشكل المطلوب .
وأضافت أمل قائلة : تم تدريبنا على هذه المهنة من خلال مدربين جاءوا إلى القرية وتم تدريب عدد من السيدات على كيفية نسج الخيوط والألوان وعدد العقد في فرد الخيط الواحد لأنه إذا كانت تختلف عدد العقد يحدث خلل في صناعة السجادة ونضطر إلى فك العقد وإعادة صناعتها من جديد كما تعلمنا كيفية الإملاء من اللوحة التي نقوم تطبيق صناعة السجادة منها .
وأشارت أمل إلى أن السجادة تستغرق وقت في صناعتها من 4 إلى 6 أشهر ونعتمد في الصناعة على خيوط الصوف والحرير والقطن .
تعتمد على التركيز والصبر
وقالت أسماء علي سيد ربة منزل وتعمل في صناعة السجاد اليدوي بقرية الخوالد : عندما علمت بمشروع تدريب السيدات على صناعة السجاد أعجبت بالفكرة وقررت أن اعمل بها وحضرت التدريب و الآن اعمل في صناعة السجاد في منزلي أقوم أعمالي المنزلية وفي الوقت الذي لا يوجد به عمل في المنزل أقوم بنسج السجاد على النول وتعلمت معي ابنتي تأتي من المدرسة وتقوم بنسج السجاد معي واستفدنا من هذه الحرفة التحلي بالصبر والتركيز والذكاء لأنها دقيقة جدا في نسج الخيوط والخطأ فيها مكلف جدا من الوقت لأننا نضطر إلى فك عقد الخيوط وإعادة نسجها مرة أخرى فلابد أن يكون التركيز حاضر أثناء عملية النسج حتى تخرج الرسوم بالشكل المطلوب حسب اللوحة التي نقوم برسمها على السجاد .
يتراوح سعرها من 20 إلى 50 ألف جنيه
وقال سيد علي مدير تنفيذي جمعية الخوالد لتنمية المجتمع إن فكرة صناعة السجاد اليدوي جاءت لنا من واقع نعيشه في الريف وعدم وجود فرص عمل للسيدات والعادات والتقاليد التي تحكمنا ومن هنا جاءت الفكرة في هذا المشروع عمل السيدات في منازلهم لتمكين السيدات اقتصاديا دون أي تأثير على دورها في رعاية أسرتها وقمنا بعرض الفكرة على أهل الخير ولقيت ترحيب منهم وقاموا بالتبرع بالأنوال التي يتم نسج السجاد عليها بالإضافة إلى الخامات من خيوط واجر المدربين الذين ظلوا في القرية 4 أشهر لتدريب عدد من نساء القرية على كيفية نسج السجاد اليدوي.
وأضاف :وكان هناك دعم للسيدات التي تدربن أثناء فترة التدريب 300 جنيه شهريا لكل متدربة وبعد انتهاء فترة التدريب بدأ عمل السيدات في الصناعة توقف الدعم الذي كنا نحصل عليه من أهل الخير ونعتمد على التسويق الآن والذي نواجه فيه صعوبات كثيرة لارتفاع سعر السجاد خاصة وان السجادة تستغرق من 4 إلى 6 أشهر في الصناعة وبذلك يرتفع تكلفة صناعتها نظرا لأجور السيدات التي تعمل بها ويبدأ سعر متر السجاد الصوف من 2000 إلى 5000 جنيه ومتوسط سعر السجادة 12 ألف جنيه وسجاد الديكور الذي نقوم بصناعته من الحرير يتراوح سعره من 20 إلى 50 ألف جنية على حسب نوع السجادة ومساحتها" .
تمكين المرأة اقتصاديا
وأضاف سيد أن هناك معوقات تواجه الحرفة خاصة اليد العاملة تستغرق وقت 4 أشهر يعمل بها 3 سيدات ويحتجن إلى مقابل مادي نظر الصناعة والذي كان سببا أساسيا في ارتفاع سعر السجادة ولا يوجد تسويق محلي نتمنى من الدولة تبني فكرتنا ومشاركتنا في معارض دولية وتصدير الإنتاج الذي تقوم به سيدات القرية للمساهمة من تمكينهن اقتصاديا ضمن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي تمكين المرأة اقتصاديا وتنمية هذا النوع من الحرف اليدوية التي أصبحت واقعا نجحت فيه ربات المنازل في قرية الخوالد .