الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة صحية تضرب لبنان.. كيف تواجه السلطات انتشار وباء الكوليرا

تفشى الكوليرا في
تفشى الكوليرا في لبنان

يعاني لبنان من عدة أزمة آخرها كان صحيا، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار وباء الكوليرا في لبنان خلال الأيام الأخيرة.

تحذير من انتشار الكوليرا في لبنان 

وحذرت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، من انتشار سريع لوباء الكوليرا الفتاك في لبنان، في حين تكافح سوريا المجاورة أيضاً تفشي هذا المرض.

ولأول مرة منذ عقود، سُجلت أول إصابة بالكوليرا في لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، فيما تشهد البلاد أزمة اقتصادياة انعكست سلباً على قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء واستشفاء.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إنها "تحذر من فاشية كوليرا فتاكة في لبنان مع تزايد حالات الإصابة"، موضحا أنه تم تحديد أكثر من 1.4 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا في البلاد منذ 5 أكتوبر الماضي، وتم تأكيد ما يقرب من 400 منهم، وتوفي 17 شخصًا بسبب هذا المرض.

ووعدت منظمة الصحة العالمية بإرسال 600 ألف جرعة من لقاح الكوليرا إلى لبنان للمساعدة في مكافحة انتشار المرض، مشيرة إلى أنه في سبتمبر، بدأ رصد حالات إصابة بالكوليرا في سوريا المجاورة للبنان.

وقال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن من أسباب الهلع العالمي من الكوليرا هو أن عدد حالات الكوليرا هذا العام ثلاثة أضعاف المعدل السنوي المتوسط ​​على مدى السنوات الخمس الماضية. 

الكوليرا تشكل تهديدًا عالميًا للصحة

وأضاف مجدي بدران - خلال تصريحات إعلامية، أن الكوليرا مازالت تشكل تهديدًا عالميًا للصحة العامة وهي مؤشر على عدم المساواة والافتقار إلى التنمية الاجتماعية،  ففي كل عام  هناك 1.3 إلى 4.0 مليون حالة إصابة بـ الكوليرا ، و 21000 إلى 143000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب الكوليرا.

وتابع: "خمسة عشر من 27 حالة تفشي تم الإبلاغ عنها هذا العام تقع في بلدان جنوب شرق إفريقيا، والتي تأثرت بتغيرات مناخية  شديدة فى أنماط الأمطار والأعاصير والجفاف، كما ان تتفشي الكوليرا في أعقاب الكوارث الطبيعية".

الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة
الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة

وسبق، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الخميس الماضي، تسجيل 41 إصابة جديدة بمرض الكوليرا خلال الساعات الـ24 الماضية، بالإضافة إلى 3 حالات وفاة جديدة.

وأفادت الوزارة بارتفاع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 346، والعدد التراكمي للوفيات إلى 14.

وقد أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن "لبنان تلقى من مجموعة التنسيق الدولية لتوفير اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية ردا إيجابيا بالموافقة على طلبه توفير لقاح الكوليرا للبنان بحيث سيصار إلى تأمين 600 ألف جرعة لقاح لمساعدة لبنان على الحد من انتشار الوباء"، مبينا أنه "من المتوقع أن يتم تسلم الكمية في خلال فترة أسبوعين".

انتشار وباء الكوليرا في بلاد الشام

وأوضح أن هناك "ست مستشفيات حكومية تعمل في مجال الكوليرا هي مستشفيات عكار، المنية، طرابلس، الهرمل والحريري الجامعي إضافة إلى مستشفى بعبدا الذي بدأ استقبال مرضى الكوليرا إذا وجدوا أو إذا تبينت حاجة لنقل بعضهم".

كما أن هناك المستشفى الميداني في تبنين ومستشفيات ميدانية أخرى يجري التحضير لها فضلا عن مستشفيات في طور المساهمة في المعركة مثل مستشفى سير الضنية، ومستشفيين في عرسال وبر الياس".

ومن ناحية أخرى،  تشهد سوريا المجاورة منذ سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009، وأدى النزاع الذي بدأ في العام 2011 إلى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.

انتشار وباء الكوليرا في سوريا
انتشار وباء الكوليرا في سوريا

وبدورها دعت وزارة الصحة السورية المواطنين إلى ضرورة اتباع إجراءات الصحة العامة، وشرب المياه من مصدر آمن وطلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.

ومن جانبها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن سلالة الكوليرا المنتشرة في لبنان "مشابهة للنمط المنتشر في سوريا"، كما سُجلت غالبية الإصابات في لبنان لدى لاجئين سوريين يقيمون في مخيمات عشوائية، تفتقد أبسط الخدمات كالمياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي.

مدة ظهور الأعراض بعد الإصابة؟

والجدير بالذكر، أن الكوليرا تظهر عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ. ويمكن علاجه بسهولة، لكنه يمكن أن يفتك خلال ساعات في غياب الرعاية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

والكوليرا مرض إسهالي حاد ينتج عن عدوى الأمعاء ببكتيريا  الضمة الكوليرية  المصلية O1 أو O139، يُقدر أن 1.3 إلى 4 ملايين شخص حول العالم يصابون بالكوليرا كل عام و 21000 إلى 143000 شخص يموت من ذلك.

وغالبًا ما تكون عدوى الكوليرا خفيفة أو بدون أعراض ، ولكنها قد تكون شديدة، حوالي 1 من كل 10 أشخاص يصابون بالكوليرا سيصابون بأعراض حادة مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق، عند هؤلاء الأشخاص ، يؤدي الفقد السريع لسوائل الجسم إلى الجفاف والصدمة، بدون علاج ، يمكن أن تحدث الوفاة في غضون ساعات.

عادة ما يستغرق ظهور الأعراض 2-3 أيام بعد ابتلاع الشخص لبكتيريا الكوليرا ، ولكن يمكن أن يتراوح الوقت من بضع ساعات إلى 5 أيام.

والأشخاص الذين يعيشون في أماكن بها مياه شرب غير آمنة ، وسوء الصرف الصحي ، وعدم كفاية النظافة هم الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.