قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المنفى الذي أبعد فيه عن السياسة.. حكاية قصر طوسون في الإسكندرية

قصر طوسون بالإسكندرية
قصر طوسون بالإسكندرية

عرف الأمير عمر طوسون، بعشقه لمدينة الإسكندرية ويعود ذلك لجذوره، فجده الأمير سعيد باشا الذي كان أميرالاً للبحرية، عاش ومات في الإسكندرية ودفن في المدافن التي أقامها محمد علي في شارع النبي دانيال لأبنائه الذين توفوا عقب ولادتهم أو في سن مبكرة، وهو قد عاش طفولته بالإسكندرية قبل أن يرحل إلى سويسرا لاستكمال دراسته وعاد إليها ثانية.

واشتهر عمر طوسونابن محمد طوسون باشا ابن محمد سعيد بن محمد، بفضله وكرمه،استجاب لمطالب البسطاء وقضائه لحوائجهم؛ لذلك كان أميرا عليهم لا بفرمان خديو أو ملكي وإنما بقرار شعبي، واعتاد النـاس رؤيتـه وهو يقـود عربته التي تجـرهـا الخيـول أو يسير على طـول شـاطـئ ترعـة المحمودية، وكلما مر من هنا أو هناك بادره الناس بتحية سلام أو استوقفه أحدهم حتى يؤدي له خدمة ما، وزاد تقدير الناس له بمواقفه الوطنية ووقوفه في وجه الاحتلال فخلع عليه الناس ألقابا عديدة؛ فهو أمير وادي النيل أو الأمير الديمقراطي، وهو الأمير العاشق للعلم، وهو أمير الإسكندرية، وهو الأمير المصري، وهو تقدير واعتراف بمصريته كهوية وتوجه، وهو ابو الفلاح؛ لأنه أحس بمعاناته وحاول التخفيف عنه. وفي الإسكندرية قضى الأمير قسطا من حياته عندما أراد الملك فؤاد إقصاء عن السياسة خشية ميوله التركية.

قصر باكوس

وحسب ما جاء في كتاب «قصور مصر» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب لـ سهير عبد الحميد: «كان للأميـر طـوسـون عـدة أنشطة في الإسكندرية؛ فقد تولى الرئاسة الشرفية لفرقة الكشافة المصرية وتعهدها برعايته،وفي حديقة قصره بباكوس كانت تقام أحيانا معارض الجمعية الزراعية الملكية وقد تبرع بجزء من حديقة قصره هذا لبناء كنيسة الفاتيكان ومدرسة سان جوزيف بباكوس جنوب القصر والفيلات التي كان يمتلكها بالقرب من القصر، وهبها جميعا لجمعية «العروة الوثقى» لاستعمالها في أغراض خيرية، ومنها إنشاء مدرسة عمر طوسون التحضيرية "الروضة حاليا"، وكان قصره بباكوس مفتوحا لاستقبال السياسيين والباحثين، وكان الأمير طوسون واسع الثراء ويمتلك عددا من الأراضي الزراعية في الإسكندرية والبحيرة والغربية والجيزة، وكان له عدد من القصور والفيلات في القاهرة والإسكندرية، ففي القاهرة امتلك فيلا بالمعادي في 31 شارع عبد الوهاب، وقصرا في شارع حسن صبري بالزمالك "هو مقر - الآن - لمركز المعلومات بمجلس الوزراء" وهناك قصر بشبرا».

وفي الإسكندرية له قصر في منطقة الحرية تمتلكه الآن وزارة الثقافة، وفيلا بشارع علوي، وقصر في المحمودية، وفيلا في شارع سابا باشا بيعت عامبالإضافة إلى قصره بباكوس الذي شغله في الستينيات المعهد العالي لتمريض، في حين بني على حديقته محطة إذاعة الإسكندرية والقناة الخامسة للتلفزیون، وفي عام۲۰۰۳ انتقلت كلية التمريض من القصر وظل مغلفا حتى عام۱۲۰۰۰ حيث حصلت عليها كلية الفنون الجميلة مؤخرا.

وتقول الكاتبة سهير عبد الحميد: «هذا ما أخبرني به حارس المبنى وألباني أيضا كيف كان القصر الواقع على ربوة أكثر ارتفاعا من مستوى الشارع أمامه، يرى البحر مباشرة قبل أن تحاصره المباني، وكانت حديقته ممتدة على مساحة هائلة قبل أن تقتطع منها عدة أجزاء لمحطة إذاعة وتلفزيون الإسكندرية، كما انتزع اسمه من تلك اللافتة التي كانت تحمله من على الشارع الملاصق لقصره، وكأننا تمحو تاريخ الرجل بممحاة غليظة من عدم الوعي والتقدير، في حين ترفع التماثيل لمن لا يستحقون مثل هذا التبجيل».