هل بكى ملك الموت ؟، لا شك أن هناك عدة اعتقادات شائعة حول بكاء ملك الموت عند قبض روح سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ، فضلاً عن قصة المرأة التي أبكت ملك الموت ، وكذلك قصص الأنبياء مع ملك الموت ، لعلها جميعًا من الأسرار الخفية والمخيفة ، التي لا يعلمها كثيرون ، ومع ذلك يتداولونها دون التحقق من صحتها ، لنشر فكرة معينة ، لذا ينبغي كشف حقيقة هل بكى ملك الموت ؟.
هل بكى ملك الموت
هل بكى ملك الموت ؟، شاعت قصة منكرة من وضع القصاص ، في حديث لم نجد له أصلا في كتب السنة، فيه روي أن الله تبارك وتعالي وجه تساؤلا لملك الموت هذا نصه : ألم تبك مرة وأنت تقبض روح بنى أدم؟ فأجاب ملك الموت مستجيبًا لأمر ربه ضحكت مرة وبكيت مرة وفزعت مرة، والله تعالى رد علي كلام ملك الموت : وما الذي أضحكك ؟، فقال : كنت استعد لأقبض رجل وجدته يقول لصانع أحذية أتقن صنع الحذاء ليكفى من اللبس سنة، فضحكت وقبضته قبل أن يلبسه ، والله تبارك وتعالي واصل طرح الأسئلة علي ملك الموت قائلا علا شأنه فقال له الله: وما أبكاك ؟، فرد ملك الموت : بكيت عندما أمرتنى أن أقبض روح امرأة وذهبت إليها وهى في صحراء جرداء وكانت تضع مولودها . فانتظرت حتى وضعت طفلها في الصحراء الجرداء وقبضتها وأنا ابكي لصراخ طفلها وحيدا دون إن يدرى به احد ، وهذا عن ضحك ملك الموت وبكائه فماذا أفزعه كان هذا هو السؤال الثالث الذي يوجهه الله لملك الموت قائلا وهو ما رد عليه فقال : فزعت عندما امرتنى أن اقبض روح رجل عالما من علمائك وجدت نور يخرج من غرفته كلما اقتربت من غرفته فج النور ليرجعنى وفزعت من نوره وأنا اقبضه، الله تبارك وتعالي فسر الأمر لملك الموت عبر تساؤل : أتدرى من هو الرجل ? انه ذاك الطفل الذي قبضت أمه وتركته في الصحراء تكفلت به ولم اتركه لأحد ، وعن صحة هذا الحوار ، ورد أنه لا تصح هذه القصة، ولم نجد لها أصلا في كتب السنة، وجاء أنها قصة منكرة من وضع القصاص وكذلك الحديث المذكور لم نجد له أصلا في كتب السنة.
قصة المرأة التي أبكت ملك الموت
قصة المرأة التي أبكت ملك الموت ، ورد فيها أنه لاوجود لها في كتب السنة النبوية جميعها، لاوجود لها في كتب السنة النبوية جميعها، هذه القصة منكرة من وضع القصاص وصنفها في قسم “أحاديث منتشرة لا تصح“، ورد في بعض الآثار أنَّ الله عز وجل أرسل ملك الموت ليقبض روح امرأة من الناس، فلما أتاها ملك الموت ليقبض روحها وجدها وحيدة مع رضيعاً لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما أحد، عندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهما أحد وهو قد أتى لقبض روحها، هنا لم يتمالك نفسه فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع، غير أنه مأمور للمضي لما أرسل له، فقبض روح الأم ومضى، كما أمره ربه: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)، بعد هذا الموقف – لملك الموت – بسنوات طويلة أرسله الله ليقبض روح رجل من الناس، فلما أتى ملك الموت إلى الرجل المأمور بقبض روحه وجده شيخاً طاعناً في السن، متوكئاً على عصاه عند حداد، ويطلب من الحداد أن يصنع له قاعدة من الحديد يضعها في أسفل العصى حتى لا تأكله الأرض ويوصي الحداد بأن تكون قوية لتبقى عصاه سنين طويلة.
عند ذلك لم يتمالك ملك الموت نفسه ضاحكاً و متعجباً من شدة تمسك وحرص هذا وطول أمله بالعيش بعد هذا العمر المديد، ولم يعلم بأنه لم يتبقى من عمره إلاَّ لحظات، فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً: فبعزتي وجلالي إنَّ الذي أبكاك هو الذي أضحكك سبحانك ربي ما أحكمك .. سبحانك ربي ما أعدلك.. سبحانك ربي ما أرحمك.. نعم ذلك الرضيع الذي بكى ملك الموت عندما قبض روح أمه.. هو ذلك الذي ضحك ملك الموت من شدة حرصه وطول أمله.