بعد أن تنفس العالم الصعداء بتوقيع روسيا وأوكرانيا لاتفاقية تصدير الحبوب برعاية تركيا والأمم المتحدة، والتي أمنت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب إلى العالم، خرجت روسيا اليوم من الاتفاقية احتجاجا على استهداف أوكرانيا لسفنها الحربية والمدنية في مدينة سيفاستوبول الساحلية في شبه جزيرة القرم.
وعلى أثر هذا القرار عاد العالم إلى الخوف من أزمة نقص الحبوب والقمح في العالم والتي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستراتيجية مما زاد من مخاطر التضخم الاقتصادي.
وقد أعطى اتفاق نقل الحبوب انطباعا للعالم بوجود بادرة طيبة من الممكن أن يبني عليها التوصل إلى حل لوقف الحرب في أوكرانيا والتوصل لمعاهدة أو اتفاق ينهي حالة الصراع المحتدم بين الدول الغربية وأوكرانيا وروسيا.
أسباب انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب
ومن جانيه، قال الدكتور عمرو الديب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لوباتشوفيسكي بروسيا، إن سبب تعليق روسيا مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب، الهجوم على اسطول البحر الأسود من خلال الطائرات المسيرة وبالتحديد على مدينة سيفاستوبول.
وأضاف الديب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه بعد هذا الهجوم روسيا رأت أن توقف عملية تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى العالم، لافتا إلى أنه حتي الآن لم يتم التعرف حتي الآن على أي من الدول التي لم يتم تصدير الحبوب إليها، ولكن من المؤكد فأن أوروبا لم تحصل على صادرات الحبوب الأوكرانية.
وتابع: "لا ننسي أن الرئيس الروسية فلاديمير بوتين تكلم كثيرا عن أن الغالية العظمي من شحنات الحبوب لا تذهب إلى الدول الأكثر احتياجا ولكن تذهب إلى الدول الكبري، من ثم تقوم الدول الأوروبية بالتحديد ببيع الحبوب إلى العالم مرة أخري لتحقيق المكاسب من فرق الأسعار".
وأكمل: "لذلك كان الرد من جانب بوتين بإيقاف هذه الاتفاقية التي لم تستخدم بشكل فعال لخدمة الدول الأكثر احتياجا في العالم مثل الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط".
ولفت إلى أنه كان لا بد من معاقبة الدول الأوروبية على هذه الأنانية وأيضا لدعم أوكرانيا عن طريق الأسلحة فنيا وعسكريا، لذلك كان يجب أن يكون هناك ردة فعل سريعة وقد جاءت بالانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب والتي بلا شك سيكون لها تأثير لسبي كبير دوليا على الأسعار.
انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب
وقد أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، بأن روسيا أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش، بتعليق مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب بدءا من اليوم ولأجل غير مسمى.
وقالت روسيا للأمم المتحدة، إنه لا يمكنها ضمان أمن وسلامة السفن المدنية في البحر الأسود بعد استهداف أسطول موسكو.
وقال نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، إنه طلب عقد اجتماع بمجلس الأمن يوم الاثنين المقبل بعد استهداف أسطولها في البحر الأسود.
وحسب "روسيا اليوم"، أعلن مصدر في الأمم المتحدة عن عقد اجتماع لمجلس الأمن في الأيام المقبلة على خلفية تعليق مشاركة روسيا في صفقة حبوب البحر الأسود.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، تعليق مشاركتها في صفقة الحبوب عبر البحر الأسود، وذلك بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته كييف على سيفاستوبول.
أوكرانيا تعلق على انسحاب روسيا
وعلى إثرها، علق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، السبت، على تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق صادرات الحبوب، مؤكدًا أن موسكو تهدد الأمن الغذائي العالمي وتنشر الجوع.
وأوضح كوليبا في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أن روسيا تسعى لإغلاق ممرات الحبوب بذريعة كاذبة، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على موسكو للعودة إلى اتفاق صادرات الحبوب.
وأشار إلى أن أوكرانيا حذرت في السابق من عدم التزام موسكو باتفاق الحبوب، وإفساد مبادرة حبوب البحر الأسود.
وكشفت الوزارة في وقت سابق من اليوم أن نظام كييف نفذ هجومًا إرهابيًا على سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية في سيفاستوبول، باستخدام طائرات مسيرة.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن متخصصين بريطانيين شاركوا بشكل مباشر في تنفيذ الهجوم الإرهابي فجر اليوم على سفن البحر الأسود في ميناء سيفاستوبول.