تستضيف مصر حدثا فريدا خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو انعقاد قمة المناخ cop 27 التي يشارك فيها أكثر من 127 دولة تحت مظلة الأمم المتحدة، لمناقشة عدد من الموضوعات الهامة منها الهجرة وتقليل معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض.
قمة المناخ
وتستضيف مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء أعمال القمة التي تعقد في فترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، حيث أنهت استعداداتها - بحسب ما كشف اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، قائلا: إن مدينة شرم الشيخ على أتم الاستعداد لعقد فعاليات قمة المناخ (cop 27) واستقبال ضيوفه.
وتابع محافظ جنوب سيناء، أنه تم وصول أول دفعة من الأتوبيسات الكهربائية وبدأ التشغيل التجريبي لها من إجمالي 300 أتوبيس متعاقد عليهم للعمل في شرم الشيخ، إضافة إلى منح 79 فندق النجمة الخضراء، وبدء إنشاء محطات طاقة شمسية بكافة الفنادق بشكل عاجل.
وأوضح أنه تم الانتهاء من مشروع زيادة سرعات النت فائق السرعة داخل الفنادق، إذ يتبقى فقط مرحلة التشغيل داخل الغرف، لافتًا إلى أن مجلس الوزراء يوفر كافة المطالب لسرعة إنهاء تلك التجهيزات؛ لبدء استقبال الوفود المشاركة والتي تتجاوز الآلاف.
وأكد أن الحكومة تنفذ مشروعات التنمية المستدامة في المحافظة، مشيرًا إلى مشروعات جبارة تنفذ حاليًا في المحافظة.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء زار مطلع الشهر الحالي مدينة شرم الشيخ، لمدة يومين، حيث تفقد من خلال الزيارة مشروعات تطوير المدينة في إطار الاستعدادات الجارية لقمة المناخ المقرر عقدها في نوفمبر المقبل.
جولة مدبولي
وتفقد رئيس الوزراء عددًا من المشروعات، وهي حديقة السلام البيئية، وقاعة المؤتمرات، وميدان السلام، والممشى السياحي، وأعمال تطوير خليج نعمة.
والقمة سيشارك فيها مجموعة كبيرة من زعماء العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث أن وجوده في مصر يعطي أهمية للقمة على مستوي المسؤلين المشاركين.
وأعلن البيت الأبيض، أمس السبت، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيزور مصر للمشاركة في قمة المناخ (COP27)، التي تعقد خلال نوفمبر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان، إن بايدن سيحضر في يوم 11 نوفمبر قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأضافت أن حضور بايدن "سيستند إلى العمل الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة للمضي في مكافحة تغير المناخ على المستوى العالمي، وأن (الرئيس الأمريكي) سيؤكد أن العالم يتوجب عليه أن يتحرك في هذا العقد الحاسم".
مصر وcop 27
وفي هذا الصدد، قال المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، إن العالم يترقب وبالأخص المهتمين بالشأن البيئي دوليا قمة المناخ القادمة "COP 27" المقرر عقدها في شرم الشيخ بعد أيام قليلة، في ظل التعويل على هذه القمة للوصول إلى بناء إجماع دولي بشأن جهود مواجهة ظاهرة “التغيرات المناخية” التي تهدد استمرار وسلامة الحياة البشرية علي كوكب الأرض نظرا لتسارع الآثار البيئية الخطيرة لتلك الظاهرة.
وأشار محرم -في تصريحات لـ "صدى البلد" - إلى ما ينتج عن التغيرات المناخية من تداعيات خطيرة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والعمراني ومن ثم الإنساني، والذي يجعلها أكبر تهديد وجودي للبشرية خلال العقود القادمة خاصة في ظل التراخي النسبي الذي ساد التحركات الدولية بشأن التصدي لتلك الظاهرة.
وأضاف: "بالنسبة للجهود المصرية على المستوي السياسي، فقد شاركت مصر مؤخرا بعدد من الفعاليات الدولية التي تخدم استعدادات مصر والمجتمع الدولي لقمة المناخ من بينها مشاركة مصر في عدد من المؤتمرات التحضيرية للقمة ومنها مؤتمر باريس محيط واحد، وجولات وزير الخارجية في عدد من الدول بما يمثل تحضيرا قويا للقمة المناخية المرتقبة خلال أيام ويجعل القمة مشرفة لمصر في عيون العالم".
وأكد محرم أنه على الصعيد التنظيمي، فمن الواضح حرص الحكومة على إخراج القمة بشكل لائق أمام العالم، حيث جري الكثير والعديد من التحضيرات خاصة في شرم الشيخ التي تم التنفيذ بها بعدد من المشروعات المتنوعة بهدف تعميق هويتها كمدينة خضراء لكي تكون لائقة لاستضافة قمة ينتظر العالم أن تعطي دفعة قوية لجهود حماية الكوكب من تداعيات التغيرات المناخية وفي إطار سياسات التنمية المستدامة.
ولفت أن “الجهات المختصة أعلنت أنها تسعى لتعزيز استخدامات النقل النظيف في شرم الشيخ ودعم استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة”.
قمة جلاسكو
واختتم: ولكن ينبغي الفصل بين البعد التنظيمي للقمة وبين قدرة قمة المناخ على الوصول إلى تفاهمات بشأن ما ينبغي فعله والتزامات كل دولة تجاه خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة التغيرات المناخية.
والجدير بالذكر، يتم اختيار الدولة المستضيفة للمؤتمر وفقا لنظام التناوب بين القارات المختلفة، وقد تقدمت مصر العام الماضي بطلب لاستضافة دورة هذا العام من المؤتمر، ووقع الاختيار عليها باعتبارها الدولة الأفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافته.
ووقتها أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستعمل على جعل المؤتمر "نقطة تحول جذرية في جهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح إفريقيا والعالم بأسره".
وفي قمة العام الماضي التي عقدت في جلاسكو بالمملكة المتحدة، توصل المشاركون لاتفاق يهدف لتقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض.
الاتفاقية هي الأولى من نوعها التي تنص صراحة على تقليل استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي.
وتنص الاتفاقية أيضا على العمل على تقليل معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض.
وتعهدت الدول المشاركة بالعودة إلى الاجتماع هذا العام، للاتفاق على زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات غازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.