محافظة أسوان أرض بلاد الذهب، والتى تعد غنية بما تمتلكه من مقومات طبيعية، وتنوع هائل فى المنتج السياحى ما بين سياحة أثرية وثقافية وترفيهية وبيئية وعلاجية ورياضية ، فضلاً عن سياحة المؤتمرات والمهرجانات، علاوة على السياحة النيلية والشلالات المائية والصيد والسفارى.
وفى هذا الصدد نستعرض اليوم عبر موقع "صدى البلد" أحد المعالم الأثرية العريقة وهو الذى يتمثل فى "هرم الكولا" بمدينة البصيلية بمركز إدفو شمال أسوان.
وكما يقول العمدة بدوى أبو عمار فى تصريحات خاصة "لصدى البلد" أحد أبرز القيادات الطبيعية بمدينة البصيلية بأن هرم الكولا ينتمى لأسرة تاريخية عريقة تضرب بجذورها لعبق التاريخ وهى الأسرة الثانية ، وأننا نحن كأبناء هذه المدينة نسعى جاهدين للاهتمام بهذا الأثر التاريخي الذى يقع فىمدينتا بالتعاون مع الجهات المعنية.
تنوع المنتج السياحى
وأوضح العمدة بدوى أبو عمار أننا نعمل خلال الفترة الحالية على بناء سور حول هرم الكولا لتحويل المكان إلى منطقة جاذبة للحركة السياحية، ويتم بالتوازى وضع اللمسات الجمالية بمنطقة الهرم، وأيضاً بالمنطقة المحيطة حوله من الإنارة والتجميل والتشجير لتتحول منطقة هرم الكولا التاريخية لبانوراما جمالية متكاملة تعبر عن عظمة الهرم ومدينة البصيلية التاريخية.
فيما قال سيد سليم أحد أبناء مدينة البصيلية إن هرم الكولا يعود إلى الأسرة الثانية خلال فترة عهد الملك سنفرو، ويعتبر أثراً ، وهوليس مقبرة مثل أهرامات الجيزة، حيث إن لفظ "الكولا" يعنى" جزء مرتفع من الأرض"، ويبلغ طوله 12 مترًا، وهو أمر مقبول لبناية مصمتة، أي لا تحتوي على مسارات أو مقبرة بالداخل..وهرم الكولا تم إنشاؤه من الحجر الجيرى، والمستعمل لأول مرة فى تلك الفترة، حيث إن طبيعة أى بناء كان يتم إنشاؤه من الطوب اللبن قبل عهد الملك زوسر، وهو به تدرج لثلاث مصاطب، ويعود لفكرة المصاطب فى زمن الأسر المصرية، قبل بناء هرم سقارة فى عهد الملك زوسر.
وفى نفس السياق أشار المرشد السياحى مصطفى محمد بأنه يعود إكتشاف هرم الكولا إلى عام 1842 عندما شاهده عالم الآثار "فايزا" وكتب عنه تقريراً، وفى عام 1882 جاء عالم المصريات الشهير "ماسبيرو"، وآخرون مثل "بروجيش" و"نافيل"، الذين حفروا فى البناية ظنًامنهم أن بها مسارات وقبرا لملك بالداخل، وهو ما تسبب في تحطم الجانب الشمالي منه، وكان آخر الأجانب الذين اهتموا بالأمر هو الإنجليزى "كوبار" الذى جاء فى 1946، وبعد 3 سنوات أتى تلميذ له يُدعى "ستينون" وأجرى أبحاثه.
وفى تكوين هرم الكولا، تجد عبقرية المصريين القدماء، حيثإن اتجاه زوايا أركان الهرم تتطابق مع الاتجاهات الأصلية الأربعة، وحسب ما نعرف، يمثل ذلك معجزة لعدم وجود وسيلة يحددون بها الاتجاهات وقت إنشائه، كما أن محورالهرم يوازى اتجاه جريان مياه النيل من الجنوب إلى الشمال.
وشيد هذا الهرم ليكون هرم مدرج يتكون من نواة وثلاث طبقات، الأولى مكونة من 12 مدماكاً من الأحجار وارتفاعها 4.30 متر، والثانية 10مدماكات ، أما الثالثة فقد تهدم جزء كبير منها، وقد حصل البناءون القدماء على الأحجارالصغيرة التي شيد منها الهرم من محجر قريب منه، ولوحظ أن هذه الأحجار مرصوصة بميلفي الداخل.
وصنع هذا الهرم من الطين المخلوط بالتبن وقليل من الجير، وطول الضلع في الناحية الشمالية البحرية 18.60 متر، وله قاعدة مربعة وارتفاعه كانفى الأصل 9.40 متر، وبه ظاهرة غير عادية، حيث إن زواياه وليست أضلاع قاعدته هيالتي تتجه نحو الجهات الأربع الأصلية، وربما كان ذلك راجع إلى الاتجاه الذي يسيرفيه النيل في هذه المنطقة.
وجاءت العديد من الأبحاث من إنجلترا وأسبانيا ، كان كل هدفها الوصول إلى البوابة الرئيسية لهرم الكولا ، ولكن لم تكتشف هذه البوابة حتى الآن ، والسر مدفون تحت هرم الكولا .وتعتبر مدينة البصيلية من أقدم مدن مصر التاريخية ، وهى المدينة التى انطلق منها الملك مينا ليوحد مصر ، وكان يوجد هناك مملكتان مملكة الشمال ومملكة الجنوب، وكانت العاصمة الدينية لمصر.