الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شتاء أوروبي وترقب دولي

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

فى عالم تتأهب فيه قارته العجوز لاحتمالية حرب عالمية ثالثة ، وفى نفس العالم ونفس القارة تتصاعد مخاوفها من شتاء بلا وقود ناتجا عن الحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها الوخيمة على العالم أجمع ؛ وهذا العالم نفسه يتوقع فيه المراقبون الدوليون أن يعلو نجم دولة الصين وتنازع الولايات المتحدة فى قطبية الكرة الأرضية. 

وليس بغريب ما أنتجته هذه الصراعات على تغير نظرة القوى العظمى لمناطق النفط فى منطقة الشرق الأوسط ؛ وكيف أن هذه القوى التى قد تصبح بين ليلة وضحاها ليست كما كانت متحكمة فى مقاييس العالم وتوجهاته فتصبح من المحكوم عليهم ومن الباحثين عن مصادر للدفء ووسائل للأمان والأمن الاقتصادي. 

وجنبا إلى جنب تسعى الولايات المتحدة حفاظا على نهجها وترتيب أولوياتها وحرصها على استرضاء اللوبى اليهودى أو أيا ما كان اسمه ووصفه ليفاجئنا الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريح لا محل له من الإعراب يقول فيه متباهيًا أنه لو لم تكن هناك دولة إسرائيل لسعينا لإيجادها . 

تصريح بايدن لم يكن غريبا وإنما الغريب مهاجمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكى للحياد الإسرائيلي فى تعاملها مع حرب روسيا ضد بلاده، التصريحات المتلاحقة أضافت إليها المظاهرات البريطانية الفرنسية ثقلا كبيرا لأنها جاءت تخوفا من مصير غامض لم يضع فيه المسؤولون حلولا لمشاكل جمة ناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية أهمها نقص الوقود المتزامن مع شتاء ضرب أوصال القارة العجوز وربما أصابها فى مقتل عدم إحساس شعوبها بالأمان وجعلهم يرتعدون من شبح هتلر وويلات حرب عالمية ثالثة لن تُبقى ولا تذر من حجر أو بشر.

المظاهرات الفرنسية البريطانية أكملها القلق الألماني من امتداد آثار هذه المأساة الأوكرانية الروسية إلى الحدود الألمانية ونزوح الفارين من ويلات الحرب إلى برلين التى فيها ما يكفيها من التزامات وقيود وتعهدات اقتصادية وعسكرية فرضت عليها فرضًا عقب هزيمة هتلر فى الحرب العالمية الثانية وتقسيم الألمانيتين ودول أوروبا كلها. 

على الطرف الآخر من هذه الأحداث تضع كوريا الشمالية يدها بثقة وثبات فى يد الدب الروسي فلاديمير بوتين ليشكلا معا حائطا قويا يحول دون أحلام العم سام ومصالحه فى القارة العجوز والعالم أجمع.

ووسط كل هذه الأحداث العجاف يترقب القاصي والدانى ما ستحمله الأنباء والأحداث ويتساءل السائلون هل ستخيب التوقعات ؟ أم ستتحقق النبوءات وتتأكد ؟ إن غدا لناظره قريب.