رحل عن عالمنا أمس الأول الخميس الأديب الكاتب والروائي الكبير بهاء طاهر، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 87 عامًا.
قال الروائي و الكاتب الصحفي عادل سعد عن بهاء طاهر :" بهاء طاهر يمتلك حسا صوفيا عميقا ينعكس على أسلوبه في الكتابة ويساعده في الوصول بأعماق الشخصيات، انا شخصيا أحببت شغله لكنني لم اتأثر به كثيرا".
وأضاف عادل متابعا:" أفضل أعماله “بالأمس حلمت بك”و "نقطة ضوء" فى كلا العملين يبدو بوضوح قدرته الشفافة على الوصول لداخل الشخصيات، هو ينسج حريرا من لا شيء والحقيقة موهبته تكمن في ذلك وبهاء طاهر يصعب تقليد أسلوبه على المبتدئين والبعض حاول ذلك وفشل فشلا ذريعا".
وتابع قائلا:" كان بهاء طاهر في أعماله الأقل صداما مع السلطة مع انه اصطدم بها في الواقع على عكس نجيب محفوظ ،الذي حرص على تفادى الاصطدام بالسلطة في الواقع وانتقدها بقوة في أعماله".
بهاء طاهر.. مسيرة عطاء
ولد بهاء طاهر بتاريخ 13 يناير 1935، لأسرة تعود جذورها إلى محافظة الأقصر، وهو ما ظهر تأثره به خلال العديد من أعماله الأدبية.
وقد حصل على شهادة البكالوريوس من قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1956، وبعدها عمل لفترة قصيرة مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات، ثم عمل مخرجًا ومذيعًا في البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية حتى عام 1975.
وقد تناولت مجموعته القصصية الأولى "الخطوبة"، صراع الإنسان من أجل التعبير عن نفسه في مواجهة القمع، وقد صدرت 1972.
بدأ العمل خارج مصر بشكل متقطع منذ منتصف السبعينيات، قبل أن يستقر في جنيف للعمل بالترجمة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بين عامي 1981 و1995.
وتحولت أعمال عديدة له إلى مسلسلات تلفزيونية، مثل: رواية (خالتي صفية والدير)، وقصة (بيت الجمالية)، ورواية (واحة الغروب) التي نال عنها الجائزة العالمية للرواية العربية في أولى دوراتها عام 2008.
وإلى جانب الأعمال الأدبية ألّف طاهر كتبا في الفكر والنقد، منها (في مديح الرواية) و(أبناء رفاعة.. الثقافة والحرية).
وقد حصل بهاء طاهر خلال مسيرته على جائزة الدولة التقديرية عام 1998 وكذلك جائزة مبارك عام 2009 والتي كانت أرفع جائزة تقدم في البلاد وتحول اسمها والتي تحولت حاليًا إلى جائزة النيل. كما كرمته مصر بإقامة قصر ثقافة يحمل اسمه داخل محافظة الأقصر.