كشفت دراسة حديثة أن "خلايا الوقت"، وهي خلايا عصبية في المركز المعروف باسم "قرن آمون" أو "الحُصَين" في منتصف المخ البشري، قد تكون هي المسئولة عن ترتيب أحداث الماضي في الذاكرة بحيث يمكننا استدعاءها وفقًا لترتيبها الزمني الصحيح.
ووفقًا لموقع "ساينس أليرت"، وُجدت سابقًا أدلة على وجود خلايا الوقت المسئولة عن ترتيب تتابع الذاكرة في أمخاخ الفئران، حيث يُعتقد أن تجمعات خلايا عصبية من نوع معين تدعم تذكر الأحداث وتخطيط تسلسل العمل، لكن لم يكن لدى العلماء معرفة كبيرة بآلية عمل الذاكرة العرضية في المخ البشري.
وتوصل إلى هذا الاكتشاف فريق باحثين بمركز أبحاث الدماغ والإدراك في فرنسا بقيادة عالمة الأعصاب ليلا ريدي، حيث راقب الفريق النشاط الكهربي لأدمغة 15 من مرضى الصرع، بواسطة أقطاب كهربائية دقيقة مزروعة في مركز الحصين.
وتشرح الدراسة أن "تكوين الذاكرة العرضية يتطلب ربط الأحداث المميزة لخبرة ما بدقة زمنية، ونظرًا لأهمية مركز الحُصين في التعلم بالترتيب التسلسلي الزمني، اختبرنا ما إذا كانت الخلايا العصبية في الحُصين البشري تمثل معلومات زمنية بينما يتعلم المشاركون ترتيب تسلسل عناصر خبرة ما".
وخلال التجربة، عُرضت على المشاركين سلسلة من الصور بترتيب محدد مسبقًا وطُلب منهم حفظ التسلسل، وسجلت الأقطاب الكهربائية استجابة خلايا عصبية معينة في مركز الحُصين، سواء أثناء عرض الصور، أو أثناء الفجوات التي لم تُعرض فيها أي صور، وفي فترات التوقف المؤقت حيث طُلب من المشاركين التنبؤ بالصورة التي سيتم عرضها.
وقال الباحثون إن بعض هذه الخلايا العصبية تشارك بنشاط في حفظ أو استدعاء تسلسل الصور المعروضة في التجارب، لكن بعضها كان نشطًا أيضًا في حالة عدم وجود محفز بصري، مما يشير إلى أنها كانت تخزن تسلسل الوقت حتى في حالة عدم حدوث أي شيء.
ووفقًا للباحثين، فإن خلايا الوقت في دماغ الإنسان "متعددة الأبعاد"، وقادرة على ترميز المعلومات فيما يتعلق بالوقت ولكنها أيضًا تستجيب لأنواع مختلفة من المعلومات أو المنبهات الحسية.
ويعتقد الفريق أنه من الممكن أن يكون السلوك متعدد الأبعاد لهذه الخلايا العصبية الزمنية هو ما يسجل "ماذا" و"أين" و"متى" من التجارب، ويربط العناصر معًا لتكوين ذكريات متماسكة من خليط من المدخلات.
وخلصت الدراسة إلى أن "من الأمور الأساسية لتجربتنا في استعادة أحداث الماضي قدرتنا على تذكر الأحداث المحددة التي حدثت في مكان معين وبترتيب زمني محدد بشكل واضح. تقدم نتائجنا دليلًا إضافيًا على أن الخلايا العصبية في الحُصين البشري تمثل تسلسل الوقت في خبرة ما".