فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. أمر يكثر البحث عنه وهل فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بزمان ومكان مخصوص.
وفي فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ما لا يعد ولا يحصى، وهي من النعم التي اصطفى بها المولى تبارك وتعالى أمة نبيه الخاتم، فصلي على نبيك واعلم أن صلاتك معروضة عليه وهي الصلاة الوحيدة المقبولة من المؤمن والعاصي، البر والفاجر.
فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيمالعميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هنك خمس من أعظم فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فما أحسن أن تكثروا من الصلاة والسلام على خير الأنام صلى الله عليه وسلم .
وتابع: في كل مرة تصلون على النبي صلى الله عليه وسلم تنالون الخير الكثير ومن ذلك هذه الفوائد الأربع الثابتة في ذلك الحديث الشريف عن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أتاني آت من عند ربي عز وجل فقال من صلي عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها ) رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
وأشار إلى أن الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلة الجمعة لأن ذلك يعرض عليه صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا) رواه البيهقي في السنن الكبرى وهو حديث حسن.
كما جاء عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أفضل أيامكم يوم الجمعة في خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي . قالوا يارسول وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يعني بليت - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) رواه أحمد وأبوداود ولبن ماجة وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح .
إحسان الصلاة على النبي
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه» فما كيفية هذا الإحسان؟ وهل يجب الالتزام بالوارد فقط؟، قالت دار الإفتاء إن الشرع أمر بإحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا ومرفوعًا: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه» رواه ابن ماجه في "السنن"، وعبد بن حميد وأبو يعلى في "المسند"، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"، وغيرهم، وحسّنه جمعٌ من الحفّاظ؛ كالمنذري، وابن حجر، وصححه الحافظ مغلطاي.
وإحسان الصلاة: يحصل بكل ما يؤكد مقاصدها، ويبلغ مرادها، ويفصح عن الشرف النبوي، ويبين مظاهر الكمال المحمدي؛ اعتناءً واقتداءً، وتمجيدًا وثناءً. وفي ذلك إذنٌ بالصلاة عليه بكل ما يمكن ذكره به من صيغ حسان، وأوصافٍ ومعان، وإذنٌ باستحداث ما يُسْتَطَاعُ من الصيغِ الفصيحة المعبرة عن ذلك؛ على وسع ما تصل إليه بلاغة المرء في التعبير اللائق عن خير الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم من غير تقيد بالوارد؛ كما قرره المحققون ودرج عليه العلماء والصالحون سلفًا وخلفًا من غير نكير؛ حتى فعل ذلك الصحابة والتابعون، وتتابع عليه العلماء والأولياء والعارفون عبر الأعصار والقرون، وتفنَّن علماء الأمة وأولياؤها وعارفوها في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم نثرًا ونظمًا بما لم تبلغه أمة من الأمم في حق نبي من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.
قال الحافظ جمال الدين بن مُسْدِي [ت: 663هـ] -فيما نقله عنه الحافظ السخاوي في "القول البديع" (ص: 146، ط. الريان)-: [ وذهب جماعة من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم: إلى أن هذا الباب لا يوقف فيه مع المنصوص، وأن مَنْ رزقه الله بيانًا فأبان عن المعاني بالألفاظ الفصيحة المباني، الصريحة المعاني، مما يُعرِب عن كمال شرفه صلى الله عليه وآله وسلم وعظيم حرمته، كان ذلك واسعًا، واحتجّوا بقول ابن مسعود رضي الله عنه: "أحسنوا الصلاة على نبيكم؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعرَض عليه"] اهـ.