قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة: "رافقت بهاء طاهر، قبل حوالي عشرة أعوام، والسيدة المهذبة زوجته لمدة أسبوع تقريبا بالأردن، لعل تهذيبها امتداد لتهذيبه، كان مدعوا لملتقى السرد العربي، ولتسلم جائزة هذا الملتقى واختارني (ويا له من شرف لي) لأكون معه (قال لي إنهم سألوه أن يختار ناقدا يقول شيئا عن عالمه وعن عالم مؤنس الرزاز)، مع المشاركة في المؤتمر صحبتنا المحبة دائما في تنقلاتنا المتعددة.. بين بيت غالب هلسا الذي يطل على مشهد شبه ريفي، والذي أصبح بقايا أطلال لكن محاطة بتدفق الخضرة والحياة التي تطل عليها في سهل واسع.. وبين بيت مؤنس الرزاز وأهله الودودين جدا.. وبين أماكن لمثقفين ومبدعين حقيقيين كثيرين.. وبين شواطئ البحر الميت ومشاهده البعيدة عن الإيحاء بالموت".
وتابع حمودة عبر صفحته الشخصية على فيس بوك: "في السيارة التي كنا نتنقل بينها، من مكان لمكان، كان ينفصل عنا وعن العالم مع أوقات نشرات الأخبار.. وكانت السيدة زوجته تتندر بتهذيبها اللطيف على استغراقه في أخبار يعرفها ويعرف ما سيأتي بعدها ولكن يتوقع جديدا فيها في كل مرة.. عندما تسلم الجائزة تبرع بالجانب المادي فيها وهو يتسلمها.. بعد الأيام الحافلة، وفي طريق رجوعنا لمصر، كنا قد تقاربنا أكثر، وكنت قد اكتشفت فيه أبعادا إنسانية حقيقية تصادت مع الأبعاد الإنسانية التي عشتها وعايشتها في كتاباته.. لا أعرف ماذا أقول الآن.. أنا مع الحالة نفسها المتكررة في السنوات الأخيرة.. حيث الاستيعاب البطئ لرحيل المقربين والمقربات من روحي.. أفكر في مشاهد كنا فيها، وأحاديث تحدثناها، وربما ضحكات ضحكناها.. ولا شيء في هذا كله له صلة بالرحيل الذي أكابر في التسليم به.. الرحيل الذي سوف يظل تصديقه، بالنسبة لي، حقيقة مرجأة".
ولد بهاء طاهر عام 1935، وهو مؤلف روائي وقاص ومترجم ينتمي إلى جيل الستينيات، منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته واحة الغروب، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني حتى عام 1975، سافر في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما، وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة.
حاز بهاء على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، وجائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وجائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى.