هل سماع سورة الكهف ليلة الجمعة يغني عن قراءتها أربعون يوما ؟، سورة الكهف من السنن الثابتة في يوم الجمعة والتي يبدأ وقتها من مغيب شمس الخميس وحتى مغيب شمس يوم الجمعة.
هل سماع سورة الكهف ليلة الجمعة يغني عن قراءتها أربعون يوما ؟
ويسن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم – {من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين} روى الحاكم فى المستدرك.
ولمن كان أميًّا لا يقرأ، وأن يستمع إليها مبتغيًا الأجر والثواب الوارد في فضلها، وذلك لأن الميسور لا يسقط بالمعسور كما نص الفقهاء، بينما من كان يحسن القراءة فعليه بقراءتها، ولا يكتفى بالاستماع إليها؛ لأن الأجر ورد على القراءة، وليس على الاستماع.
وقد ورود الفضل في قراءتها كل أسبوع؛ العديد من الأحاديث النبوية الشريفة كونها تعطى العديد من الدروس، وتضم الكثير من العبر التى ينبغى على كل مسلم الوقوف عليها، منها على سبيل المثال لا الحصر أن الله مع من آمن به، والتزم طاعته، وصار على نهجه، يدافع عنه بطرق ربما يصعب على العقل البشرى إدراكها، وهذا ظاهر جلى فى قصة أصحاب الكهف، هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، وخرجوا من بلادهم فرارًا بدينهم، ولجئوا إلى كهف فى الجبل، ثم مكثوا فيه نيامًا ثلاثمائة وتسع سنين، ثم بعثهم الله بعد تلك المدة الطويلة.
يقول الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء أن سورة الكهف يوم الجمعة قراءتها ورد فيه فضل عظيم والمطلوب وليس سماعها، وذلك حتى يتحقق لصاحبها النور يوم القيامة وتقيه من فتنة الدجال وغيرها.
ماذا يحدث لمن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟
كما يقول الدكتور علي جمعة إن هناك ثلاثة أمور تحدث لمن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، وهي أن الله تعالى يحفظه من الجمعة إلى الجمعة، ويقيه الله تعالى فتنة الدجال ، ويضيء وجهه يوم القيامة، ففيما ورد عن أبي قلابة -رضى الله عنه- قال: " من حفظ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال، ومن قرأ الكهف في يوم الجمعة حفظه من الجمعة إلى الجمعة، وإذا أدرك الدجال لم يضره ، وجاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر".
وسورة الكهف يوم الجمعة مهمة كونها تصحح فهمًا للمؤمن أن الابتلاء كما يكون بالنقم والبلايا يكون بالنعم والعطايا، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]. وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال صاحب الجنتين، الذى كان من الأغنياء؛ ومع ذلك هذه النعمة بدلا من شكرها كفرها، فزالت من بين يده.
تُعَلِّمُنَا السورة أن المعرفة دائما نسبية، وأن الإنسان مهما بلغ من العلم فهو قليل، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، وأن الإنسان مهما أوتى من المعرفة، فهناك من هو أكثر معرفة وعلمًا ودراية منه، { وَفَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]. وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال قصة سيدنا موسى مع الخضر، وما جرى من الأمور الغيبية التى أطلع الله عليها ذلك العبد الصالح" سيدنا الخضر" الذى لم يكن نبيًا، ولم يعرفها، ولم يحط بها علمًا سيدنا موسى الذى كان نبيًا، حتى أعلمه بها ذلك العبد الصالح.
رسائل سورة الكهف
تُعَلِّمُنَا سورة الكهف أن السلطة ابتلاء واختباء فعلى صاحبها حسن استخدامها لخدمة دينه وأمته ومجتمعه من الأخطار التى تحدق بها، وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال قصة ذى القرنين هذا الملك الصالح الذى ملك مشارق الأرض ومغاربها، وبسط عدله على المعمورة كلها، وسخر هذه السلطة، وهذا الملك لخدمة البشرية كلها ببناء السد الذى يمنع من خطر يأجوج ومأجوج.
وسورة الكهف تساعد المؤمن عند قراءتها أن يستخرج منها كثيرًا من الدروس والعبر التى تساهم فى تشكيل حياته نحو طريق البر؛ لهذا ورد الأمر بقراءتها كل جمعة.
كما أن سورة الكهف يوم الجمعة وقاية من فتن المحيا والممات وفي مقدمة تلك الفتن فتنة المسيح الدجال، وما يتبعه من فتن المال والعلم والسلطة وغيرها، حيث قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».
جاء عن البراء بن عازب قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. متفق عليه، وعن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمَ جُمُعَةٍ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ».