اقترب الشتاء واقتربت برودته القارصة، فقررت الأم أن تأخذ نجلتيها لغسل البطاطين والألحفة، على ضفاف نهر النيل، بقرية البلابيش بحري، دائرة مركز شرطة دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج.
لم يكن في حسبان الأم الأربعينية أنها تأخذ أنجالها بأيديها إلى مثواهم الأخير، حيث ذهب معهن نجلها الصغير الطفل إسلام حماد، البالغ من العُمر 13 عامًا، وخطيب نجلتها آية حماد البالغة من العُمر 18 عامًا، الشاب حمام رفعت، البالغ من العُمر 24 عامًا، بخلاف نجلتها التي صاحبتهم لغسل الفِراش، شيرين حماد، التي لم تُكمل سوى عامها 17.
لتدق الساعة الثانية بعد الظهر، وتحدث الواقعة الآليمة، التي عم بها الحزن والسواد على أهالي قرية البلابيش بحري خاصة وأهالي دار السلام عامة، حيث خطفت أمواج نهر النيل روح الأشقاء الثلاثة والشاب العشريني "خطيب الابنة الكبرى"، وتمكن الأهالي بمساعدة قوات الإنقاذ النهري من إنقاذ الأم الأربعينية قبل أن تلحق بأنجالها وخطيب نجلتها.
ليكن بذلك آخر غسيل شتوي تشهده أسرة العروس التي كان ينتظر فرحتها جميع عائلتها، غسيل خطف روح أربعة شباب وذبح قلب أم، ظلت على قيد الحياة لتموت بكل لحظة تمر عليها بعد وداعها لأنجالها الثلاثة.
تمكنت قوات الإنقاذ النهري بمديرية أمن سوهاج، من انتشال جثماني الطفل إسلام حماد، وخطيب شقيقته حمام رفعت، وجاري البحث عن جثمان الشقيقتين، عقب إنقاذ والدتهم السيدة الأربعينية.
تفاصيل الواقعة
وكان قد شهد مركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، واقعة غرق أم وأنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها، أثناء غسيلها الفِراش الشتوي "البطاطين"، بنهر النيل دائرة مركز شرطة دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج.
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة دار السلام، يفيد بورود بلاغًا من الأهالي مفاده غرق أم وأنجالها الثلاثة وخطيب نجلتها، بنهر النيل دائرة المركز.
وتمكنت عناصر قوات الإنقاذ النهري من إنقاذ الأم، وانتشال جثماني الشابين، وجاري البحث عن جثامي الشقيقتين.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.