EN
باتت الصين مرغمة على فرض القيود والإغلاقات الصارمة باستمرار في سلسلة من محاولاتها لكبح تفشي كورونا في البلاد إلا أنها ورغم محاولاتها المستميتة لم تتمكن من كبح جماحه نهائيا، فقد اتجهت المدن الصينية من ووهان في وسط الصين إلى شينينج في الشمال الغربي إلى مضاعفة قيود كوفيد-19 مجددا، وقامت بإغلاق المباني وإغلاق المناطق وسط صراع الملايين لوقف انتشار تفشي المرض.
وأعلنت الصين يوم الخميس عن اليوم الثالث على التوالي لأكثر من 1000 حالة إصابة جديدة بكورونا في جميع أنحاء البلاد، وهو رقم متواضع مقارنة بعشرات الآلاف في شنجهاي والذي أدى إلى إغلاق كامل في وقت سابق من هذا العام، لكنه يكفي لإطلاق المزيد من القيود في جميع أنحاء البلاد.
وظل عبء حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين صغيرا وفقًا للمعايير العالمية، إلا أن إجراءات الاحتواء الصارمة والمدمرة التي اتخذتها هذا العام ضد متحور أوميكرون القابل للانتقال بشكل كبير ألقت بثقلها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأغلقت مدينة قوانجتشو، رابع أكبر مدينة في الصين من حيث الناتج الاقتصادي وعاصمة المقاطعة قوانجدونغ، اليوم الخميس المزيد من الشوارع والأحياء وأبقت الناس في منازلهم حيث اعتبرت مناطق جديدة عالية الخطورة في تفشي كورونا الذي استمر حتى أسبوعه الرابع.
واعتبارًا من 24 أكتوبر، كانت 28 مدينة تنفذ درجات متفاوتة من إجراءات الإغلاق، حيث تأثر حوالي 207.7 مليون شخص في المناطق التي تضم حوالي 25.6 تريليون يوان (3.55 تريليون دولار) من الناتج المحلي الإجمالي للصين، وهذا يعادل ما يقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2021.
وتراجعت الأسهم في البر الرئيسي الصيني اليوم الخميس حيث أثر تفشي المرض على المعنويات، في حين ألقت البيانات القاتمة بشأن القطاع الصناعي المتضرر من فيروس كورونا بظلال أخرى على الأسواق.
وأبلغت مدينة ووهان، موقع أول انتشار لفيروس كوفيد -19 في العالم في أواخر عام 2019، عن حوالي 20 إلى 25 إصابة جديدة يوميا هذا الأسبوع، مما دفع السلطات المحلية إلى إصدار أوامر لأكثر من 800 ألف شخص في منطقة واحدة بالبقاء في منازلهم حتى يوم الأحد.
كما أوقفت ووهان بيع لحم الخنزير في أجزاء من المدينة، وفقًا للصور والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد اكتشاف حالة إصابة واحدة بفيروس كوفيد قالت السلطات إنها مرتبطة بسلسلة توريد لحم الخنزير المحلية.
وفي شينينج، عاصمة مقاطعة تشينجهاي ، تحدثت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عن نقص الغذاء وتضخم أسعار السلع الأساسية حيث تسابقت السلطات الصحية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون شخص لاحتواء تفشي كورونا بعد عطلة العيد الوطني التي استمرت أسبوعًا في أوائل أكتوبر. وقال مسؤول حكومي في شينينج يوم الأربعاء "للحد من مخاطر انتقال العدوى، تم إغلاق بعض متاجر الخضار والفاكهة ووضعها تحت الحجر الصحي".
ونفذت مدن كبيرة أخرى في جميع أنحاء الصين، بما في ذلك تشنغتشو وداتونغ وشيان، قيودا جديدة هذا الأسبوع لكبح تفشي المرض المحلي.
وفي بكين، تم إغلاق منتزه يونيفرسال ريزورت الترفيهي يوم الأربعاء بعد أن ثبتت إصابة زائر واحد على الأقل بفيروس كورونا.
وتعهدت الصين مرارا وتكرارا بالتمسك باستجابة عدم التسامح مطلقا مع كوفيد-19 وتنفيذ ما تقول السلطات إنها تدابير ضرورية لاحتواء الفيروس.
