"النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" مقولة شهيرة قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة دولة الإمارات العربية المتحدة، مقولة تعكس موقف الإمارات الداعم وبقوة لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، وظلت هذه المقولة في قلب كل مصري وعربي.
العلاقات المصرية الإماراتية
وكانت من ضمن مواقف الشيخ زايد رحمه الله إرساله ولي عهده حين ذاك الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله؛ ليشارك في المعركة مع الجنود المصريين على الجبهة.
فالعلاقات المصرية الإماراتية هي علاقات تاريخية وقوية تعود إلى عام 1971، وتتطور العلاقات بين البلدين بشكل مستمر، حيث يحافظ كل من البلدين على علاقات مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة التي تكون دائماً على أفضل المستويات، فضلاً عن علاقات الصداقة القوية بين قادة البلدين.
وكان لذلك تأثيراً إيجاباً على مختلف الأصعدة، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأيضاً على المستويات التجارية والاجتماعية والثقافية.
وانطلقت اليوم فعاليات احتفالية مرور 50 عامًا على العلاقات المصرية الإماراتية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت عنوان "50 عامًا مصر والإمارات- قلب واحد".
وألقى الرئيس السيسي كلمة، احتفالاً بهذه المناسبة، قال بها: "نحتفل اليوم بمناسبة غالية وعزيزة على قلب كل مصري، وهي مرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية"، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجا مثاليا للعلاقات القوية الطيبة التي تجمع دولتين وشعبين شقيقين، حيث تسود القيم الصادقة الحقيقية من الأخوة والمودة والتوافق بين الشعبين والتي نلمسها ونقدرها ونعتز بها.
وأكد الرئيس السيسي، أن الشعبين المصري والإماراتي دائما على قلب رجل واحد، العلاقات بين الدولتين وعلى اختلاف القيادات والحكومات "تظل نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات المتميزة بين الدول العربية الشقيقية".
تطابق رؤي قيادات البلدين
كما شدد على تطابق الرؤى مع قيادات دولة الإمارات، مضيفا بأن التفاهم وتطابق الرؤي مع قيادات دولة الإمارات الشقيقية هي مما نفخر به فى مصر.. بداية من المؤسس العظيم للدولة سمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، صاحب الموقف والمقولة التاريخية أبان حرب أكتوبر 1973 بأن البترول العربي ليس أغلي من الدم العربي. والمغفور له بإذن الله سمو الشيخ خليفة بن زايد.
وأضاف الرئيس السيسى: كذلك جميع أصحاب السمو من حكام الإمارات.. وصولاً إلى رئيس الدولة الأخ والصديق العزيز سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأخ والصديق العزيز سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، حيث على مدار تلك العقود لم تتغير قوة العلاقات المصرية والاماراتية بل زادت رسوخا.. وظل التفاهم والإخاء والتوافق بين البلدين هو عنوان مسيرة العلاقات بينهم.
وأكد الرئيس السيسي على عمق العلاقة المصرية – الإماراتية، معلقاً: "في الواقع فإن العلاقات بين مصر والإمارات تتميز دائما أنها قائمة ليس فقط على مشاعر الحب والأخوة والصداقة الحقيقية، بل كذلك على الفهم الواقعي المتعمق والدقيق لظروف المنطقة والعالم وعلى التكامل، مشيرا إلى أن تعزيز التعاون والمصالح المشتركة يمنح هذه العلاقات قوة واستدامة عبر الزمن.
وأضاف الرئيس السيسي، أن التعاون الاقتصادي والاستثماري وفى جميع المجالات دائما يسير على أعلي مستوي، والأفاق المستقبلية للتعاون الشامل بين الدولتين واعدة ومزدهرة وستعود بالخير الوفير على شعبي الدولتين وشعوب الوطن العربي جميعا.
وتابع: "أخيرا واستمرارا لمواقف المؤسس العظيم زايد الخير..لا يفوتني هنا أن أتذكر بالتقدير والعرفان الموقف التاريخي الداعم لدولة الإمارات الشقيقة خلال الفترة العصبية التى مرت بها مصر منذ 10 سنوات .. والذي جاء تعزيزا لخصوصية العلاقات بين مصر والإمارات وبرهانا واضحا على ما يجمع الدولتين والقيادتين والشعبين من روابط وثيقة وانهما بمثابة شعب واحد وبلد واحد وهو العهد الذي أجدد التمسك به".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على المصير المشترك بين البلدين قائلا: "عهد الأخوة والخير والتعاون والبناء والمصير الواحد.. داعين الله أن يعيننا على صون وتعزيز هذه العلاقات القوية والمتميزة بما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين".
علاقات على مختلف الأصعدة
في هذا الصدد قال إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات بين مصر والإمارات وثيقة وترجع إلى خمسين عاماً، فمصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة عقب إنشائها وتبادلت معها التمثيل الدبلوماسي، حيث إنه من الممكن ملاحظة قوة واستمرار العلاقات بين البلدين على جوانب مختلفة ومتعددة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وأضاف بدر الدين - خلال تصريحات لـ"صد البلد"، أن مصر لديها جالية كبيرة في الإمارات تمثل حوالي ربع مليون مواطن مصري مقيمين ويعملون في مختلف المهن: الفنية والتخصصية، ومنهم أساتذة جامعات وأطباء، مما كان له "إسهاما كبيرا في نهضة الإمارات وفي عملية التنمية داخلها".
وأكد أستاذ العلوم السياسية - أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، أول رئيس لدولة الامارات العربية المتحدة كان له دورا كبيرا في تطوير دولة الإمارات من جانب، وتقوية العلاقات بين بلاده ومصر من جانب آخر، ويظهر هذا في "حب المصريين له وتذكر دوره ودعمه دائما".
وأشار: العلاقات بين البلدين تغطي عددا من الجوانب السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، فضلا عن الاستثمارات، لافتا أن الاستثمارات الإمارتية كبيرة بمصر، وهناك تقارب كبير في المواقف بين البلدين سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، كما أن هناك درجة كبيرة من التقارب على مستوى القيادة في الدولتين حيث اللقاءات التي "تعقد بينهما تتم على فترات متقاربة".
ولفت أستاذ العلوم السياسة، أن قضية أمن الخليج قضية تهتم بها مصر في إطار اهتمامها بالأمن القومي للمنطقة العربية والقضايا الموجودة في المنطقة؛ لأن مصر تهتم اهتماما بالغا بالحفاظ على أمن الخليج من أي تهديدات خارجية، مختتما أن المواقف متقاربة بين الدولتين في قضية الإرهاب، والعلاقات بين البلدين "مرشحة للاستمرار بقوة بما يعود بالمنفعة على الدولتين وعلى شعبي البلدين".