ما هو أعظم نعيم أهل الجنة .. سؤال يكثر البحث عنه، فما هو أعظم نعيم أهل الجنة، وكيف يدركه المسلمون المتأخرون من أمة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ما هو أعظم نعيم أهل الجنة؟
الجنة هي إحدى دار المستقر والخلود في الآخرة فإما أن يكون الإنسان من أهلها فينعم ويرفه ويكن له خلوداً لا فناء بعده وفضل لم يمسسه سوء ولا نصب ولا حزن ولا هم ولا شقاء، وإما أن يكون عياذاً بالله من أهل النار المسعرة لأهل الكفر والجحود والعصيان.
ورد ذكر الجنة في القرآن الكريم في مواضع عدة، منها قوله تعالى: “إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ* تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ* يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ* خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ*وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ* عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ”، وفي وصف نعيمها قال سبحانه: "مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ".
وحول أعظم نعيم الجنة فقد ورد أن أهل الجنة يرون ربهم فقد أخبر صهيب الرومي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله - تبارك وتعالى - تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل” رواه مسلم .
كما روى الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في بيان هيئة أهل الجنة: «يدخلُ أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ جُردًا مُردًا مُكَحَّلينَ أبناءَ ثلاثينَ، أو ثَلاثٍ وثلاثينَ سنةً».
ما هي الأعمال التي تدخل الجنة من غير حساب؟
وعن كيفية الفوز بالجنة، جاء عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَىَ عَبْدُ اللهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ» أخرجه الشيخان.
وعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قَالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: «تَقْوى اللَّهِ، وَحُسْنُ الخُلُق، وَسُئِلَ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: الفَمُ وَالفَرْجُ» رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي بيانه الأعمال التي تدخل الجنة، أوضح الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن هناك عملاً يجعل الإنسان يدخل الجنة من أعلى أبوابها، مشيراً إلى أن بر الوالدين يجعل الإنسان يدخل الجنة من أفضل أبوابها.
واستدل بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الوالد أوسط أبواب الجنة، فعن أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فحافِظْ على ذلك إنْ شِئْتَ أو دَعْ"، لذا عليك طاعته وعدم عقوقه، منوهاً بأنه قيل أوسط أبواب الجنة هى خير الأبواب وأعلاها.