الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

50 عاما من الدعم والمساندة.. مواقف تاريخية تجلت بها العلاقات المصرية الإماراتية|تفاصيل

مصر والإمارات
مصر والإمارات

في ظل الاحتفال بمرور 50 عاما على العلاقات المصرية الإماراتية وخلال تلك الفترة، ظهر التحالف المصري الإماراتي في العديد من المواقف الداعمة والمساندة في أصعب الأوقات التي مرت على الدولة المصرية منذ حرب أكتوبر حتى الآن.

فلم تتراجع دولة الإمارات عن تقديم يد العون والمساندة والدعم لمصر والوقوف بجانبها في أصعب أيامها سواء سياسيا أو اقتصاديا، وهذا ينبع من العلاقات الأخوية ووحدة المصير المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف من جانب كلا الدولتين، وعرفانا بالدور المصري الداعم والمساند لدولة الإمارات الشقيقة في مختلف المجالات والأوقات.

حرب أكتوبر 1973

بعد أقل من عامين من قيام دولة الإمارات جاءت حرب أكتوبر 1973، ظهر خلالها الدعم الإماراتي لمصر، فكان قرار الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات حينها، بوقف تصدير البترول إلى الدول المساندة لإسرائيل، معلنا أمام العالم أجمع مقولته التاريخية بأن "النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي".

لم يتوقف الدعم عند هذا الحد، بل وضع الشيخ زايد، كل إمكانات دولة الإمارات لدعم المجهود الحربي في معركة الكرامة.

وأرسل الشيخ زايد سرية مشاة ميكانيكا في الجيش الثالث الميداني بقيادة نجله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل، عندما كان ولياً لعهد أبوظبي آنذاك لمشاركة أشقائه المصريين في تحرير الأرض.

وتم توثيق هذا الموقف التاريخي بالتقاط صورة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على الجبهة مرتديا الزي العسكري المصري، في موقف يسجل أقوى معاني الأخوة.

كما قام الشيخ زايد بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا، ليُعالج فيها الجنود المصريون.

وكان الشيخ زايد موجوداً في لندن عقب اندلاع الحرب، وعقد مؤتمراً صحفياً، وحشد له شعوب العالم لتأييد مصر في حربها ضد إسرائيل، وكانت له مقولة مشهورة في ذلك الوقت، حيث قال: "سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك"، وتبرع بـ 100 مليون جنيه إسترليني لصالح المعارك في ثالث أيام المعركة، ولم يكن المبلغ متوافراً في خزينة دولة الإمارات العربية المتحدة في ذلك الوقت، إلا أنه استدان من بنوك لندن لتوفير المبلغ، كما تبرع شعب دولة الإمارات بمرتب شهر لصالح دعم مصر.

وكان الشيخ زايد يتابع سير المعركة لحظة بلحظة، وعندما لاحظ عدم تغطية وسائل الإعلام العالمية لوقائع الحرب إلا من وجهة النظر الإسرائيلية فسارع بالاتصال بالرئيس أنور السادات آنذاك أنور السادات ليستفسر عن ذلك حيث أطلعه الأخير على أن الوسائل الإعلامية تعمل من مدينة تل أبيب نظرا لضعف الإمكانات المادية في مصر حينها.

وعلى الفور أمر الشيخ زايد بتوفير طائرة خاصة لنقل المراسلين على نفقته ليطلعوا بشكل حقيقي وواقعي على تلك الحرب ما وفر رواية مختلفة عنها أكثر وضوحا وعدلا وتوازنا.

نظرا لهذا الدور الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في دعم مصر، كانت مقولة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بأن "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بطلا من أبطال حرب أكتوبر عام 1973 ".

اتفاقية كامب ديفيد

وكما كان الشيخ زايد مساندا لمصر في الحرب، فكان داعما لها أيضا في نشر السلام، حيث وقف الشيخ زايد إلى جانب مصر عندما تم مقاطعتها من قبل بعض الدول العربية بعد القمة العربية في بغداد عام 1978 بسبب توقيعه اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.

حينها قال الشيخ زايد مقولته الشهيرة: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود من دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تستغني عن الأمة العربية".

وظل الشيخ زايد على تواصل مع مصر رغم مقاطعة عدد كبير من الدول العربية، ولعب دوراً بارزاً في إعادة الوئام بين الأمة العربية ومصر.

ثورة 30 يونيو 

وعلى درب الوالد المؤسس، كان أبناؤه سباقين في دعم مصر، وهو ما ظهر جليا في أعقاب ثورة 30 يونيو بمصر عام 2013، وما عانته مصر آنذاك من ظروف اقتصادية صعبة.

وكانت دولة الإمارات بقيادتها ودبلوماسيتها وأموالها في طليعة الدول الداعمة لها لتنهض مجددا وتستعيد دورها.

آنذاك دعا الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصري بما يعزز مسيرتها نحو التقدم والازدهار، وهو ذات العام الذي شهد زيارة مهمة قام بها إلى مصر.

وبادرت دولة الإمارات في مساعدة الجانب المصري فضلاً عن الاشتراك في استثمارات كبرى لدعم الدولة، ففي عام 2013 وقع البلدان اتفاقية لدعم البرنامج التنموي المصري، قدمت بموجبها دولة الإمارات 4.9 مليار دولار لتنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية في مصر.

وفي كلمة تاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس السيسي عقب توليه رئاسة مصر في يونيو 2014، بأن "الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها ".

كما أكد علي هذا الدعم أيضا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال مشاركته في المؤتمر الاقتصادي المصري في مارس 2015، حينما قال "إن وقوفنا مع مصر في هذه الظروف ليس كرهاً في أحد ولكن حباً في شعبها، وليس منّةً على أحد بل واجب في حقها" وأكد مجددا على أن "دولة الإمارات ستبقى دائماً مع مصر".

وقدمت الإمارات في عام 2015 حزمة دعم جديدة بقيمة 14.7 مليار درهم للشعب المصري تتكون من شريحتين متساويتين في القيمة إحداهما وديعة في المصرف المركزي المصري والثانية لصالح مشاريع متنوعة في قطاعات متنوعة، كما أعلنت خلال مشاركتها في القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، أن إجمالي ما قدمته خلال العامين الأخيرين لمصر-في ذاك الوقت- بلغ نحو 51 مليار درهم.

وعلى مدار اللقاءات المتعاقبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السيسي كان تأكيده دائما حول أهمية مصر وخصوصية العلاقات بين البلدين، مؤكدا بأن "مصر ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي.. وأن دولة الإمارات حريصة دائماً على التنسيق معها".

لذلك كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حريصا على مشاركة مصر في كل إنجاز تحققه على طريق استعادة مصر دورها الريادي، فشارك في افتتاح وتدشين القواعد العسكرية المصرية الجديدة، بداية من مشاركته في افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية"» في يوليو 2017، مروراً بمشاركته في افتتاح قاعدة "برنيس" على البحر الأحمر في يناير 2020، وحتى حضوره افتتاح قاعدة "3 يوليو" العملاقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط 2021، وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية الإماراتية في جميع الأوقات.