قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية إن القوات الروسية تقوم بعمل سري في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا زابورويجيا، في نشاط يسلط الضوء على مزاعم روسيا بأن الجيش الأوكراني يعد "استفزازًا" ما باستخدام جهاز مشع، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
وترى أوكرانيا أن التحرك الروسي في المحطة مريب، كونه يتسم بالسرية، ما يثير المخاوف من إمكانية استخدام روسيا لإدعاءاتها مع أوكرانيا والقيام بأمر ما.
أدلى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بادعاء لا أساس له -وفق رأي الصحف الامريكية- بأن أوكرانيا كانت تستعد لإطلاق ما يسمى بالقنبلة القذرة.
ووجه شويجو الاتهامات خلال مكالمات مع نظرائه البريطانيين والفرنسيين والأتراك والولايات المتحدة.
ورفضت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الادعاءات بشكل قاطع ووصفتها بأنها "كاذبة بشكل واضح".

كما رفضت أوكرانيا مزاعم موسكو باعتبارها محاولة لصرف الانتباه عن خطط الكرملين المزعومة لتفجير قنبلة قذرة تستخدم المتفجرات لنثر النفايات المشعة في محاولة لبث الرعب.

قالت شركة الطاقة الأوكرانية إنرجواتوم ، المؤسسة الحكومية الأوكرانية التي تشغل أربع محطات للطاقة النووية في البلاد، إن القوات الروسية نفذت أعمال بناء سرية خلال الأسبوع الماضي في محطة زابوريجيا للطاقة النووية المحتلة في أوكرانيا.

قالت إنرجواتوم ، إن الضباط الروس الذين يسيطرون على المنطقة لن يسمحوا بالوصول إلى الموظفين الأوكرانيين الذين يديرون المحطة أو المراقبين من وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، حتى لا يعلم أحد ما يفعله الروس.

وقالت إنرجواتوم إنها "تفترض" أن الروس "يعدون لعمل إرهابي باستخدام المواد النووية والنفايات المشعة المخزنة في" المحطة.
وذكرت، إنه كان هناك 174 حاوية في منشأة تخزين الوقود الجاف المستهلك بالمحطة تحتوي كل منها على 24 مجموعة من الوقود النووي المستهلك، وهذا أمر خطير جدا.

وحذرت الشركة "تدمير هذه الحاويات نتيجة الانفجار سيؤدي إلى وقوع حادث إشعاعي وتلوث إشعاعي لعدة مئات من الكيلومترات المربعة من المنطقة المجاورة".

وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقييم ما يجري.

هل تستخدم روسيا أسلحة إيران في حرب أوكرانيا؟

هل تستخدم روسيا الأسلحة النووية في أوكرانيا؟

وكان قد أجرى مجلس الأمن الدولى امس الثلاثاء مشاورات مغلقة حول مزاعم وجود قنبلة قذرة بناء على طلب روسيا.

أرسل سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا رسالة من خمس صفحات إلى أعضاء المجلس قبل الاجتماع مدعيًا أنه وفقًا لوزارة الدفاع الروسية ، تلقى المعهد الأوكراني للأبحاث النووية التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في كييف ومحطة فوستوشني للتعدين والمعالجة " أوامر من نظام (الرئيس فولوديمير) زيلينسكي لتطوير مثل هذه القنبلة القذرة "و" الأعمال في مرحلتها النهائية ".

ذكر نيبينزيا إن الوزارة تلقت أيضًا كلمة مفادها أن هذا العمل "يمكن تنفيذه بدعم من الدول الغربية".
وحذر من أن السلطات في كييف وداعميها الغربيين "سيتحملون المسؤولية الكاملة عن كل عواقب" استخدام "القنبلة القذرة" ، والتي ستعتبرها روسيا "عملاً من أعمال الإرهاب النووي".

وسأل الصحفيون نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي بعد اجتماع المجلس عن الدليل الذي تمتلكه روسيا على أن زيلينسكي أصدر أوامر بتطوير "قنبلة قذرة". فأجاب: "إنها معلومات استخباراتية".
وقال بوليانسكي إن بإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال مفتشين للتحقيق في مزاعم "القنبلة القذرة".

وقال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي للصحفيين بعد الاجتماع "لقد رأينا ولم نسمع أي دليل جديد" ، وأوضحت المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة "هذا ادعاء كاذب بشكل واضح" و "معلومات مضللة روسية خالصة".
ولفت إلى أن : "أوكرانيا كانت واضحة أنه ليس لديها ما تخفيه" و "مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الطريق".

وفي موضوع متصل ، طلبت روسيا من مجلس الأمن تشكيل لجنة للتحقيق في مزاعمها بأن الولايات المتحدة وأوكرانيا تنتهكان الاتفاقية التي تحظر استخدام الأسلحة البيولوجية في المعامل في أوكرانيا.

بعد فترة وجيزة من الدخول الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير ، ادعى سفيرها لدى الأمم المتحدة ، فاسيلي نيبينزيا ، أن المعامل الأمريكية السرية في أوكرانيا كانت منخرطة في حرب بيولوجية - وهي تهمة نفتها الولايات المتحدة وأوكرانيا.

ودعت روسيا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن يوم الخميس بشأن المختبرات البيولوجية الأوكرانية ومزاعمها.

أصر الكرملين على أن تحذيره من خطة أوكرانية مزعومة لاستخدام قنبلة قذرة يجب أن يؤخذ على محمل الجد وانتقد الدول الغربية لتجاهلها.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن رفض تحذير موسكو "غير مقبول في ضوء خطورة الخطر الذي تحدثنا عنه".

وأضاف بيسكوف متحدثًا خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: "نؤكد مرة أخرى على الخطر الجسيم الذي تشكله الخطط التي وضعها الأوكرانيون".

في البيت الأبيض ، سُئل الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أمس الثلاثاء عما إذا كانت روسيا تستعد لنشر سلاح نووي تكتيكي بعد أن ادعت أن أوكرانيا ستستخدم قنبلة قذرة.

وقال بايدن للصحفيين "قضيت الكثير من الوقت اليوم أتحدث عن ذلك.".

وسئل الرئيس أيضا عما إذا كانت المزاعم بشأن قنبلة أوكرانية قذرة ترقى إلى مستوى عملية كاذبة.

قال بايدن: "دعني أقول فقط ، إن روسيا سترتكب خطأ جسيمًا بشكل لا يصدق إذا كانت ستستخدم سلاحًا نوويًا تكتيكيًا". "أنا لا أضمن لك أنها عملية كاذبة حتى الآن ... لكنها ستكون خطأ فادحًا وخطيرًا.".

ولا تسبب القنابل القذرة دمار واسعا كمثل الانفجار النووي ولكنها قد تعرض مناطق واسعة للتلوث الإشعاعي.