شهد اليوم الثاني من القمّة الثقافية أبوظبي 2022 فعاليات عدّة، أبرزها الكلمة الافتتاحية التي ألقتها وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي، وأكّدت فيها أن القمّة الثقافية أبوظبي "تشهد على إيماننا المطلق في دولة الإمارات بأن الثقافة أسلوب حياة، انطلاقاً من التركيز على العوامل الثلاثة التي تعزّز هذا القطاع، وهي الاستدامة والتنوّع والحوار".
أضافت: " إن دولة الإمارات التي تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية، هي نموذج فريد واستثنائي للتنمية البشرية"، مؤكّدة على أهمّية الجهود المبذولة محلّياً واتحادياً لبناء منظومة إدارية شاملة للقطاع الثقافي في الدولة".
المعماري العالمي
بعدها عُقدت جلسة حوارية جمعت المهندس المعماري العالَمي فرانك جيري ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، تناولت "أثر الهندسة المعمارية على المجتمعات".
وقال جيري في مداخلته "ثمّة بهجة ترافق عملية بناء مساحات ومواقع، تصبح لاحقاً مصدر إلهام للناس، وأماكن لسكنهم وعملهم. وأنا على يقين بأن إنشاء مبنى معيّن قادر على خلق تفاعل وتقارب بين الناس، وهذا بحد ذاته أمر مهم". مضيفاً: "نحن نقدّم مساهمتنا في المجتمعات، وبالنهاية نحن متساوون"..
وقدّم جيري نصيحةً للجيل الصاعد قائلاً: "من المهمّ أن تمثّل نفسك، وأن لا تحاول تقليد أشخاص آخرين، الأمر بحاجة إلى بعض الوقت للوصول إلى هدفك، لكنك في النهاية ستصل".
ويعدّ جيري أحد أهمّ المعماريين المعاصرين، وهو المهندس المسؤول عن أشهر المشاريع المعمارية في العالم، مثل متحف "لوي فيتون" للفن الحديث في فرنسا، ومتحف جوجنهايم بلباو في إسبانيا، وقاعة والت ديزني في لوس أنجلس، ومتحف جوجنهايم أبوظبي، ومتاحف قيد الإنشاء في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات.
مساحات متساوية
وقال محمد خليفة المبارك في مداخلته "عندما بدأنا التفكير بإنشاء متحف جوجنهايم أبوظبي، كنّا نفكّر في إنشاء موقع يجمع الناس ويمكّنهم من التعلّم والاطلاع في بيئة جديدة، تراعي متطلّبات ورسائل الفنّ في القرن الحادي والعشرين، بهدف إنتاج تجارب فريدة وليس مجرد لوحات معلّقة على الجدران".
أضاف: " إنه الوقت الأنسب لتسليط الضوء على الفنون التي تمّ تجاهلها في السابق، وكذلك تسليط الضوء على الفنون في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأميركا الجنوبية، والعالم أجمع، ومنح مساحات متساوية للعرض للفنّانين من جميع أنحاء العالم، وهذا ما يميّز متحف جوجنهايم أبوظبي".
الذكاء الاصطناعي والثقافة
وفي ندوةٍ أخرى حول "الذكاء الاصطناعي ومستقبل الثقافة"، أدارتها بربا خانشانداني مديرة تنظيم المعارض، وتحدّث فيها إبدان ميلر مدير صالة عرض "إيدان ميلر"، وسهير خان مؤسّس ومدير "أوبن أندد" للتصميم، تمّ التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليوم، والتطوّر الذي يشهده العالم في مجال التقنيات الذكية التي تشكّل مستقبلنا.
وأكدت المداخلات على أن "الفنّ الجيد هو فنّ يحمل معاني عميقة، وهو تعبير عن الأشياء بطريقةٍ متفهمة ومتعاطفة".
ثم قدّم تاكاشي كودو، مدير الاتصال في "تيم لاب"، دراسة حالة بحثت مفاهيم الفنّ من خلال البيئة المحيطة، والعلاقة بين الذات والعالم.
كما عقدت ندوة بعنوان "الإرشاد الفنّي لأجل الأثر"، وندوة بعنوان "النظام البيئي الثقافي والإبداعي"، وكذلك ندوة حوارية حول "النظم البيئية الثقافية والإبداعية" (البنى التحتية - التشريعات - والتحديات)، فضلاً عن حوارات الفنّانين والقيّمين الفنّيين، ومناقشة موضوعات ترتبط بصناعة الفضاءات الفنّية، وتطوّر صانعي المعارض، إلى جانب ورش عمل وعدد من الفعاليات.
وضمن العروض الفنّية والأدائية المصاحبة لبرنامج القمّة، قدّم عازف العود وفنّان اليونسكو للسلام نصير شمّة عزفاً منفرداً تضمّن ثلاث مقطوعات موسيقية هي: هنا الحياة، وغارسيا لوركا، وعالَم بلا خوف. كما قدّم راقص الهيب هوب ومصمّم الرقصات الفرنسي قادر عطو عرضاً راقصاً.