ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، أن الشركات الأمريكية قد تفشل في إطلاق الجيل التالي من محطات الطاقة النووية بمفاعلات معيارية صغيرة جديدة بدون إمدادات من اليورانيوم الروسي.
ووفقا للمطورين، فإن المفاعلات المتقدمة أكثر كفاءة بثلاث مرات من الإصدارات التقليدية، وتستهلك وقودا أقل، وهي حاسمة لجدول أعمال البلاد لتلبية صافي الانبعاثات الصفرية.
وتحتاج المفاعلات المعيارية الصغيرة إلى اليورانيوم منخفض التخصيب عالي الفحص “HALEU”، والذي يتم تخصيبه إلى مستويات تصل إلى 20٪، مقارنة بحوالي 5٪ لليورانيوم الذي يشغل معظم المحطات النووية.
والشركة الوحيدة التي تبيع حاليا هذا النوع من اليورانيوم تجاريا هي “Tenex”، وهي شركة تابعة لشركة الطاقة النووية الروسية المملوكة للدولة “Rosatom”.
وفي حين أن الشركة لم تخضع لعقوبات غربية، كونها جزءا مهما من سلسلة توريد الوقود النووي العالمية، فإن الشركتين الأمريكيتين X-energy و TerraPower اللتين لديهما عقود حكومية لتطوير مفاعلات متقدمة، مترددتان في شراء اليورانيوم الروسي.
وقال متحدث باسم وزارة الطاقة الأمريكية لرويترز، “نحن نتفهم الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحفيز إنشاء إمدادات مستدامة مدفوعة بالسوق من HALEU”.
وليس من الواضح من يمكنه استبدال المفاعل الروسي HALEU اللازم لتزويد تسعة من أصل عشرة من المفاعلات المتقدمة التي تمولها واشنطن بالوقود.
في عام 2019، منحت الحكومة الأمريكية عقدا بتكلفة مشتركة لبناء منشأة تجريبية مع “Centrus”، وهي الشركة الوحيدة خارج روسيا التي لديها ترخيص لإنتاج هذا النوع من اليورانيوم. لكن المشروع، الذي كان من المقرر أن يبدأ هذا العام، تم تأجيله حتى عام 2023 وسيستغرق الأمر خمس سنوات على الأقل قبل أن يبدأ الإنتاج.
وستغطي طاقتها البالغة 13 طنا من HALEU ثلث احتياجات الولايات المتحدة فقط. وهناك منتجون محتملون آخرون لليورانيوم المنخفض التخصيب متأخرون أكثر عن الركب.
وذكرت “رويترز” أن الحاجة الملحة للوقود دفعت الحكومة الأمريكية إلى خفض بعض مخزونها من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، لكن هذه العملية تستغرق وقتا أيضا.
وفي الوقت نفسه، تم تحديد الموعد النهائي للنسختين التجريبيتين من المفاعلات المتقدمة من قبل X-energy و TerraPower في عام 2028. ولكن في غياب مصدر بديل موثوق به لـ HALEU، فمن غير المرجح أن تتمكن الصناعة النووية الجديدة في أمريكا من الإقلاع بدون إمدادات روسية في أي وقت قريب.