يفتح لك كل الأبواب المغلقة ، لا شك أنها جملة سحرية تثير سعي الجميع وتزيد السؤال عن ذلك المفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب المغلقة ، حيث إن الدنيا دار شقاء وعناء وليست دار راحة ونعيم، ففيها تكثر الأبواب المغلقة ، سواء كانت أبوب رزق أو خير أو فرج وما نحوها، وهذا ما يضفي أهمية كبيرة لمعرفة ذلك المفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب المغلقة.
يفتح لك كل الأبواب
يفتح لك كل الأبواب المغلقة ، عن ذلك المفتاح قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه كلما صلىٰ العبد علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو قبلة المؤمنين وقبلة أرواحهم، وقطب الرحى ، ونقطة الدائرة، وهو الباب إلىٰ الله، سدت كل الأبواب إلا بابه الكريم، منوهًا بأن الصلاة علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هي بعض حقه، والصلاة علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- تقبل من كل أحد، من المنافق ومن الفاسق، ومن المؤمن ومن التقي، ومن غيرهم.
وأضاف أن ذلك لتعلقها بالمقام الأجل، فمن يئس من نفسه ورأىٰ أنه لا يطيع ربه إلا قليلاً فليشرع في الصلاة علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- مستحضراً حقه ووجوب الأدب معه، فإن ذلك يحمله علىٰ القيام بالفرائض، واجتناب المناهي، والتقرب إلىٰ الله تعالىٰ، وكلما صلىٰ علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.
وأكد أنه ينبغي أن يكثر من الصلاة علىٰ سيدنا رسول الله أيضاً تكثيراً للثواب؛ لأنها جمعت فأوعت، فهى ذكر لله في نفسها، وهى مع ذلك امتثال لأمره تعالىٰ حيث أمرنا أن نصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل علىٰ تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل علىٰ أشرف كلمة وهى: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله).
وتابع: فالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأننا نبدأها بأن نطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- ، مشيرًا إلى أن هذا بعض شأن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهى الوقاية، وهى الكفاية، وهى الشفاء، وهى الحصن الحصين، وهى التي تولد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قلوب المؤمنين، فيقبلون علىٰ الطاعة ويتركون المعصية.
واستطرد : وهى التي تحافظ علىٰ ذلك الحب وتصونه، وهى التي يترقىٰ بها العبد عند ربه، وهى التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه، حيث إنه يجيب علىٰ من صلىٰ عليه، وهى مدخل صحيح، للدخول علىٰ السيد المليح الفصيح -صلى الله عليه وسلم- ، فالدخول علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.