ربنا نجا البلد.. ماذا حدث في مصر من 2011 - 2013

استضافت العاصمة الإدارية الجديدة، اليوم الأحد، أولى فعاليات المؤتمر الاقتصادي مصر 2022، الذي تنظمه الحكومة على مدار 3 أيام.

وبدأت أولى جلساته بعرض فيلم تسجيلي عن الاقتصاد المصري وما مر به من تحديات كبيرة، وسلط الضوء على أن مصر بقيادتها الرشيدة تمكنت من محاربة الإرهاب وإعادة الأمن وبناء مؤسسات الدولة وإنشاء قناة السويس الجديدة، ووضع خطة إصلاح شاملة وتطوير منظومة النقل وإطلاق مشروع قومي للطرق في كل مكان بتكلفة نحو 310 مليارات جنيه.

المؤتمر الاقتصادي مصر 2022

وأشار الفيلم إلى أنه تم تحقيق إنجازات كبيرة بتطوير منظومة الطاقة الكهربائية بتكلفة نحو 1.5 تريليون جنيه، كما تم دعم الصناعة من خلال بناء 17 مجمعاً صناعياً و4 مدن صناعية متكاملة ومجهزة، ورفع كفاءة الموانئ بتكلفة 129 مليار جنيه، وتطوير المناطق الآمنة بتكلفة 318 مليار جنيه فضلاً عن بناء 30 مدينة جديدة.

وأوضح أنه تم إعادة هيكلة الاقتصاد بشكل جذري حيث تم تحرير سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء لجذب الاستثمارات الأجنبية ودعم الصناعة الوطنية.

وأكد الفيلم التسجيلي أنه بالتوازي مع خطة الإصلاح تم تنفيذ مبادرات اجتماعية لدعم الفئات الأولى بالرعاية حيث تم إعادة هيكلة منظومة الدعم بميزانية بلغت 87 مليار جنيه سنوياً، كما بلغت ميزانية (تكافل وكرامة) 25 مليار جنيه، كما تم إطلاق مبادرة (حياة كريمة) لتحسين جودة حياة أكثر من 60 مليون مواطن في قرى الريف، فضلاً عن حملة 100 مليون صحة، وإطلاق المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحي الشامل في ست محافظات بتكلفة 23 مليار جنيه.

وذكر الفيلم أن عجز الموازنة انخفض من 12.3% خلال 2016 إلى 8.2% في 2019، كما انخفضت نسبة التضخم من 14.5% إلى 9.2% خلال تلك الفترة، مشيراً إلى أن الاحتياطي النقدي وصل إلى 45.5 مليار دولار، كما وصل معدل نمو الناتج المحلي في 2022 إلى 6.6%.

ولفت إلى أن خطة الإصلاح جعلت الاقتصاد المصري قوياً ومرناً في مواجهة الأزمات مثل حادثة انفجار الطائرة الروسية 2015 التي أثرت على قطاع السياحة، وأزمة كورونا التي لم توقف عجلة الإنتاج في مصر، والحرب الروسية الأوكرانية التي سببت أزمة عنيفة على مستوى العالم ومع ذلك استطاعت مصر توفير كل السلع الاستراتيجية حيث تم التركيز على توطين الصناعة وتشجيع الشباب على ريادة الأعمال.

وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن الأوضاع الخاصة بالدولة خلال عامي 2011 و2013، قائلا: "جاءت أحداث 2011 و2013 لتقضي على ما تبقي.. وكادت أن تقضي تماما على حاضر ومستقبل هذه الأمة.. الحقيقة الفترة دي كانت كاشفة وربنا نجا البلد من مصير صعب .. أنتو بتتكلموا بعد ما عدت.. بقالنا 8 سنين كان فيه إرهاب وتفجيرات في الكنائس والمنشأت الحيوية".

خسارة 200 مليار للبورصة

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في المؤتمر الاقتصادي: "لما بدأت تروق يتقال تعالي ورينا عملت إيه.. كان ممكن اخليه مسار اقتصاد حرب.. بنحارب بقي والميديا تشتغل اللى بيحصل.. وأي حادثة واحدة كانت البلد بتحزن عليها.. ولا ناسينا".

ومن جانبه قال الباحث الاقتصادي، محسن قلادة، إن المؤشر الاقتصادي تأثر بأحداث  ٢٥ يناير ٢٠١١، وما أعقبها من أحداث انفلات أمني، أدت الى تراجع الاقتصاد وكادت أن تقضي على النمو، وكلمة الرئيس السيسي اليوم أمام المؤتمر الاقتصادي ، كانت تشخيص للحالة التى وصلت اليها الدولة المصرية.

وأضاف قلادة - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، نتج عن أحداث ٢٥ يناير خسارة البورصة المصرية ٢٠٠ مليار جنيه نتيجة توقفها شهرا و توقف حركة بنوك لمدة أسبوعين، مؤكدا أن الاحتياطي النقدي كان ٣٦ مليار دولار وتلك الاحداث أدت  لتراجعه  إلى ١٤.٥ مليار دولار، والدين الداخلي تخطي عجز الموازنة ليبلُغ تريليون و١٠٠ مليار جنيه.

وأشار إلى فترة حكم الجماعة الإرهابية، أدت لارتفاع معدل الانفلات الأمنين الذى بدأ مع أحداث ٢٥ يناير، وأضرت أيضا قطاع السياحة بشكل كبير، بل انها توقفت  تماما، مما زاد من تدهور الوضع الاقتصادي المصري.

وتابع قلادة، السياحة كانت تجلب لمصر ١٢.٥ مليار دولار سنويا وتمثل ١٢٪ من الناتج المحلى، ويعمل بها أكثر 5 ملايين مصري ، اصبحوا بعد تلك الاحداث يعانون من البطالة.

وأشاد قلادة بالقرارات الاقتصادية التى وصفها بالقاسية، خلال السنوات الأخيرة، لأنها جعلت الاقتصاد المصري قادر على مواجهة الصدمات والتي من بينها أزمة كورونا "كوفيد-19"، لافتا لأهمية "المشروعات التي نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة حيث ساهمت في جذب الاستثمارات".