في أكبر دعمٍ من عاصمة دولة غربية لإيران ومظاهراتها المناهضة للحكومة، تجمع ثمانون ألف شخص في برلين للتضامن مع المتظاهرين في إيران، بينما أضرب أصحاب المتاجر وعمال المصانع في عدة مدن إيرانية، وفق ما ذكرت صحف دولية.
وتظاهر عشرات الآلاف في برلين خلال الساعات الماضية من ليل أمس، السبت، تضامنا مع حركة الاحتجاج في إيران.
80 ألف شخص
وبحسب ما أعلنت الشرطة، شارك حوالي 80 ألف شخص في المسيرة، وهو ما يمثل زيادة في العدد عن التوقعات، التي كانت وفق منظمي الحدث، بأنها إن زادت فلن تزيد على مشاركة 50 ألف مشارك.
في بداية المظاهرة، تجمع آلاف الأشخاص من أجزاء عديدة من أوروبا في ميدان “عمود النصر” في برلين والمنطقة المحيطة به.
وأبلغت الشرطة عن مسيرة "خالية في الغالب من المتاعب".
في بداية الحدث، تم إشعال الألعاب النارية، وقالت الشرطة في وقت لاحق إن بعض الأشخاص فجروا عبوات دخان.
ورفع المشاركون الأعلام الإيرانية ولافتات تنتقد قادة إيران، وكثير من المشاركين حملوا شعارات "المرأة، الحياة، الحرية" باللغتين الإنجليزية والألمانية.
وقالت ناشطة تدعى نينشا سافرت لألمانيا للمشاركة في المسيرة من السويد: "نحن هنا تضامنا مع الشعب الإيراني. لدينا أصدقاء هناك، وقد وعدناهم بأننا لن نتركهم وحدهم. نطالب الدول الأوروبية باتخاذ خطوات واضحة. يجب عليهم التوقف عن التعامل مع النظام، وعليهم دعم دعوات الحرية".
أكبر مسيرة في الشتات
ويُعتقد أن مسيرة السبت في العاصمة الألمانية كانت الأكبر للإيرانيين في الشتات حتى الآن.
وفي إيران نفسها، دخلت الاحتجاجات التي اندلعت بسبب وفاة شابة أثناء احتجازها من قبل الشرطة الأسبوع السادس.
احتجاجات قادتها النساء
قال نشطاء إنه مع دخول الاحتجاجات التي قادتها النساء في جميع أنحاء البلاد بعد وفاة جينا محسا أميني الأسبوع السادس، أضرب أصحاب المتاجر وعمال المصانع في عدة مدن إيرانية.
وذكر شهود أن احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت في عدة جامعات في طهران على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.
بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن احتجاجات يوم الجمعة في زاهدان، وهي مدينة في جنوب شرق البلاد يسكنها البلوش.
وماتت مهسا أميني، 22 عاما، بعد أن اعتقلتها شرطة الآداب في طهران في 13 سبتمبر بزعم ارتدائها الحجاب بشكل فضفاض للغاية.
ونفت الشرطة التقارير التي تفيد بأنها تعرضت للضرب على رأسها بهراوة، وقالت إنها أصيبت بنوبة قلبية.
عواصم العالم تشارك
وعُقدت تجمعات يوم السبت في عدة عواصم في العالم، بما في ذلك واشنطن، حيث شارك الآلاف في مسيرة.
وفي تقدير آخر لمظاهرات برلين، قدر بعض المنظمون أن مسيرة برلين وصل عدد المتظاهرين بها لما يقرب من 100 ألف.
وشملت مطالبهم المزيد من العقوبات الغربية ضد فصيل الحرس الثوري الإيراني القوي.
وقال المحتجون إنه يجب طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من العواصم الغربية.
وذكر أحد المتظاهرين لـ “بي بي سي”: "إنه شيء مثير، إنه مذهل. إنها المرة الأولى التي يتحد فيها الكثير من الناس في أمتنا بغض النظر عن معتقداتهم السياسية قبل الثورة وبعد الثورة. أنا فخور حقا".
وداخل إيران، قطعت السلطات الإنترنت في العديد من المناطق، لكن مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين في عدة مدن على الأقل.
خسائر بالأرواح
وتقدر وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان الإيرانية (HRANA) أن 244 متظاهرا، بينهم 32 طفلا، قتلوا على أيدي قوات الأمن في حملة القمع.
وتقول الوكالة إن أكثر من 12 ألفا وخمسئة آخرين اعتقلوا، كثير منهم من الشباب والأطفال.
إيران: الولايات المتحدة تسعى للحصول على تنازلات
في غضون ذلك، اتهمت إيران الولايات المتحدة بالسعي للحصول على تنازلات في محادثات تهدف إلى استعادة الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، من خلال دعم الاحتجاجات على وفاة محساء أميني.
وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارة لأرمينيا: "يواصل الأمريكيون تبادل الرسائل معنا، لكنهم يحاولون تأجيج نيران ما يجري داخل إيران في الأيام الأخيرة".
وأضاف: "أعتقد أنهم يتطلعون لممارسة ضغوط سياسية ونفسية على إيران للحصول على تنازلات في المفاوضات"، في إشارة إلى محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة الاتحاد الأوروبي، كما قال أمير عبد اللهيان إن إيران لن تقدم أي تنازلات.