حصد الروائي المصري محمد عاشور جائزة كتارا للرواية العربية فرع روايات الفتيان غير المنشورة عن روايته “حروب صغيرة”.
بدأ عاشور الكتابة منذ عام 2006، وقد صدرت له روايتين للكبار، الأولى كانت برفقة أحمد سعيد عن دار نهضة مصر 2013، وهي الرواية التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد سنة 2014، فرع المؤلف الشاب، كما صدر له رواية “رجل القصر” عام 2021 عن دار الفاروق، وله إصدارات أخرى مثل المجموعة القصصية " في لوحته وحيدا" والتي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2011؛ لذلك كان هذا الحوار والذي أردنا من خلاله الاقتراب أكثر من تجربته الأدبية، وكذلك الحديث عن روايته الفائزة بـ كتارا.
في البداية أريد أن أعرف.. كيف استقبلت نبأ الفوز بجائزة كتارا هل كنت تتوقع أن تفوز روايتك؟
تلقيت خبر الفوز بسعادة كبيرة، فجائزة كتارا واحدة من كبريات الجوائز في الوطن العربي، وينال الحاصلون عليها نصيبًا كبيرًا من القراءة ومن تسليط الأضواء عليهم، كما أن فوزي بالجائزة يعد إجابة على سؤال قديم لطاما سألته لنفسي، ما هي الاستفادة التي تنالها من كتابتك؟ فحصولي على الجائزة هو جواب شاف لهذا السؤال، فمن خلال الكتابة يمكن للكاتب أن ينال الكثير من المكاسب الأدبية والمادية أيضًا. والحقيقة أنني لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة، فجائزة كتارا جائزة كبيرة ويتقدم إليها كل عام أعداد كبيرة، وكل المتقدمين أعمالهم متميزة، إضافة إلى أن القائمين على الجائزة قللوا عدد الجوائز في كل فئة هذا العام من خمس جوائز إلى ثلاث فقط، وهكذا أصبح الفوز أكثر صعوبة، ولكن الحمد لله، بتوفيق الله نلت الجائزة.
محمد عاشور: روايتي الفائزة هي رواية أصوات تعج بالكثير من الشخصيات
ماذا عن روايتك الفائزة.. عن ماذا تدور أحداثها؟
للأسف لن أستطيع التكلم عن أحداث الرواية، فالقائمون على الجائزة ينبهون على عدم نشر أي شيء يتعلق بمضمون الرواية، ولكنى أستطيع أن أتكلم عنها: هي رواية للفتيان، والحقيقة أن كل من قرأوها أخبروني أنها رواية للكبار، والكثير منهم أشاروا عليّ بنشرها كرواية للكبار، وعدم تصنيفها تحت بند رواية فتيان، وقد أتتني فكرتها من خلال مشاهدتي لعالم القطط والكلاب، فأحببت أن أعبر عن بعض المضايقات التي يتعرضون لها، بطريقة فنية بالطبع، وهو ما تحقق بالفعل.
الروايةبدأت في كتابتها نهاية العام 2021م، ولم تكن مكتملة في ذهني، كانت تنمو في عقلي ببطء، إلى أن انتهيت منها بعد أربعة شهور تقريبًا من الكتابة المستمرة. وهي رواية أصوات، تعج بالكثير من الشخصيات التي يؤرقها حدث واحد يدفع بكل التطورات، كل شخصية تحكي أحداث الرواية من منظورها الخاص، وعدد كلماتها بلغ أربعين ألف كلمة، وهو عدد كبير نسبيًا في روايات الفتيان واليافعين.
لمن تكتب.. هل تهتم لرأي النقاد؟
بالطبع أكتب لجميع الفئات التي يمكن أن تقرأ الأدب، أكتب للصغار والكبار، فأنا أكتب الرواية والقصة، وأدب الأطفال، ولي إصدارات في كل هذه المجالات، في الرواية لي روايتان "برفقة أحمد سعيد" و"رجل القش" ووصلت برفقة أحمد سعيد للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 2014م، وفي القصة القصيرة لي مجموعة بعنوان "في لوحته وحيدًا" وفي أدب الطفل لي أكثر من سبعة كتب منوعة، ومن خلال هذا التنوع في الكتابة أخاطب فئات عريضة من القراء، أطفالًا وبالغين. أما بالنسبة للنقاد، فهم لا يشغلون حيزا كبيرا من تفكيري، وظيفة الناقد هي تبيان جوانب التميز في كتابة أي كاتب، وتبيان جوانب القصور إن وجدت، وإن قام الناقد بذلك تجاه أعمالي فسأكون ممتنا له، أما أن يهاجم الناقد عملًا ما من باب الهجوم فقط أو من باب تسفيه العمل وهو ما يقوم به بعض النقاد للأسف فهذا ما لا أهتم به ولا ألقي إليه بالًا.
لم يحالفك الحظ من قبل عندما تأهلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.. هل توقعت الفوز هذه المرة؟
لا كما سبق وأوضحت لك، لأن المنافسة في كلا الجائزتين شديدة، وأسماء قليلة جدا هي التي تفوز في النهاية.
تأثرت بمن من الكتاب؟
تأثرت بأسماء كثيرة من الكتاب، وكان على رأسهم يوسف إدريس والذي أعتبره أكثر من عبّر عن المجتمع المصري وعن أفراده وخاصة أهل الريف خلال خمسينيات القرن الماضي، كما أنني تأثرت بـ نجيب محفوظ، ومحمد البساطي، وبهاء طاهر، ويوسف زيدان، وأيضًا محمد المنسي قنديل. وبالنسبة للأدب العالمي فقد تأثرت بكتابات الروائي الصيني مويان والذي أحس أن كتاباته وكأنه يتحدث من خلالها عن مصر والبلاد العربية.
ما هو عملك القادم؟
حاليا أقوم بكتابة رواية للكبار، تتكلم عن القرية المصرية، القرية المصرية الجديدة بالذات، إذ أحاول أن أعبر عنها في كتاباتي كما سبق وأن عبر عن القرية القديمة لكبار الكتاب مثل يحيى حقي ويوسف إدريس في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وأنا بدوري أحاول في أعمالي أن أعبر عن القرية المصرية الجديدة، وما حدث لها من تغيرات اجتماعية وسلوكية وحضارية وأتمنى أن أوفق في ذلك.