الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤلف هاني فوزي: قرار اعتزال داود عبد السيد «أغضبني».. وفكرت في الانسحاب من «أرض الأحلام».. وفاتن حمامة لم تَرضَ عنه لـ3 أسباب| حوار

هانى فوزى
هانى فوزى

المؤلف هاني فوزي في حواره لـ صدى البلد: 

 قرار اعتزال داود عبد السيد «أغضبني».. وكان مفاجأة لي 

داود عبد السيد أخرج 4 أفلام من تأليفي.. ولكن الإنتاج تسبب في الفصل بيننا

أقرضني أموالا لأشتري شقة.. وساعدني في أزمة ولادة زوجتي 

ساهم في زيادة أجري وتعلمت منه الكتابة والإخراج وكيفية التعامل داخل الوسط الفني 

فكرت في الانسحاب من فيلم «أرض الأحلام».. وفاتن حمامة لم تكن راضية عنه لـ 3 أسباب  

 

يعد المؤلف هاني فوزي، الكاتب الوحيد الذى شارك المخرج داود عبد السيد في أحد أعماله السينمائية، خاصة وأن من المعروف أن داود عبد السيد من المخرجين الذين يفضلون كتابة أعمالهم وإخراجها، إلا أن هاني فوزي استطاع أن يقنع داود عبد السيد، بـ سيناريو فيلم «أرض الأحلام»، الذي جمع بين فاتن حمامة ويحيى الفخراني.

موقع صدى البلد، التقى هاني فوزي؛ ليتحدث عن هذه التجربة الفريدة، التي جمعت بينه وبين داود عبد السيد، بالتزامن مع لحظة تكريم المخرج في مهرجان أيام قرطاج السينمائية. 

أرض الأحلام

حدثنا عن بداية التعارف بينك وبين المخرج داود عبد السيد؟ 

تعرفت على داود عبد السيد من خلال فيلم “أرض الحلام” والذى قادني للقاء هذا المخرج الكبير، كنت أمتلك سيناريو أرض الأحلام حيث قمت بكتابة معالجة له وقررت أن أتوجه إلى داود عبد السيد على الرغم من معرفتي بأنه من المخرجين الذين يفضلون كتابة وتقديم أعمالهم، ولكن كانت لدى رغبة في تقديم “أرض الاحلام ” له وهو ما تحقق بالفعل، وكان اللقاء الأول بيننا مثمرا للغاية، حيث تناقشنا في عديد من الأمور، منها بعض التفاصيل الخاصة بالفيلم، وكانت مثمرة للغاية.

وفي أثناء حديثنا سويا، قال لي: فكر تكتب سيناريو عن الهجرة؛ وهو ما كنت أمر به بشكل شخصي أيضا، ولكنني لم أهاجر، وكانت هناك بعض النماذج الأخرى الذين يسافرون من أجل أشخاص آخرين، وليس لتحقيق ذاتهم، وكانت تلك تسمى “الهجرة العائلية”. 

أرض الأحلام

وتعلمت الكثير من داود عبد السيد، ولعل من أهم ما تعلمته؛ هو: الكتابة، وربما يمكن أن أقول أيضا أننى تعلمت منه السينما أيضا، سواء كان في الكتابة أو الإخراج أو التعامل مع الناس داخل الوسط الفني، وكيفية التعامل مع النجوم وباقي فريق العمل الفني.

وسبب ارتباطي بالمخرج داود عبد السيد؛ هو فيلم “أرض الاحلام”، لأنني مهما أشاهده مرارا وتكرارا، تنتابني- فى كل مرة- حالة من السعادة والمتعة؛ بسبب الجمال والإبداع الفني من جانبه، وهو نفس الشعور الذي ينتابني عند مشاهدتي لأفلامه، مثل: “أرض الخوف” و"الكيت كات" و"رسائل البحر" و"سارق الفرح" وغيرها.

أرض الأحلام

وهل استغرق التحضير لهذا العمل وكتابة السيناريو وقتا طويلا من أجل تنفيذه؟ 

هذا الفيلم كان أول أعمالي في السينما، فالعمل منذ كتابته وحتى التحضير قبل التصوير؛ استغرق عاما ونصف العام، حيث قمت بكتابة سيناريو هذا العمل 3 مرات تقريبا، وفي خلال هذه الفترة، فكرت فى الانسحاب والاعتذار عن استكماله، ولكن حبي له؛ دفعني لتقديمه، وكانت هناك بعض التعديلات التي طلبها المخرج داود عبد السيد، إلى جانب بعض التعديلات الخاصة برؤية الفنانة فاتن حمامة، وأرى أن هذه ليست تدخلات؛ ولكنها تعاون بين جميع الأطراف، من أجل الوصول إلى صيغة مناسبة للعمل.

وكان داود عبد السيد حريص على الحديث مع الإنتاج؛ من أجل زيادة أجري، نتيجة المجهود الكبير الذي بذلته.

داود عبد السيد

وكيف كان التعاون مع فاتن حمامة خاصة وأن داود عبد السيد صرح من قبل بأنها لم تكن راضية عن العمل؟ 

فاتن حمامة لها تفكيرها المختلف إلى حد ما، عن فِكر داود عبد السيد، وعندما عرضت على فاتن حمامة الفكرة العامة للفيلم أو المضمون الخاص به؛ كانت رؤيتها أنه عمل إنساني رومانسي كوميدي، وهو أمر ليس بالخطأ، ولكن وجهة نظر داود عبد السيد كانت مختلفة إلى حد ما، وبها عمق أكبر في الأحداث.

فاتن حمامة كانت تنظر إلى السينما من منظور مختلف تماما عما كانت تقدمه وتخطط له؛ من أجل عودتها إلى السينما بعد غياب، فضلا عن حالة المنافسة القوية التي كانت تشهدها الساحة في هذه الفترة، حيث كان الفنان عادل إمام يسيطر على شباك التذاكر، لذا كان داود عبد السيد يفضل أن يعزف من خلال هذا العمل، على وتر “الاختيار”، وهى الأفكار التي يراها جمهور داود عبد السيد في جميع أفلامه، ولم تكن فاتن حمامة تهضم هذا النوع من الأعمال، وكان ذلك أول الأسباب.

أما السبب الثاني؛ هو أن الفيلم تم تصوير معظم أحداثه في شوارع القاهرة، وهو أمر لم تحبذه فاتن، التي كانت ترغب في تصوير العمل داخل استوديو.

وثالثا وأخيرا؛ كانت فاتن حمامة تفضل تقديم الشخصيات المثالية؛ مثلما قدمتها فى مسلسل “ضمير أبلة حكمت”، ولكنها في الفيلم لم تكن مثالية، على الرغم من أنها لم ترتكب أخطاء، ولكنها كانت تهدر حقها كأنثى. 

داود عبد السيد 

لماذا لم يتم يتجدد التعاون بينك وبينه بعد فيلم أرض الأحلام؟ 

كانت هناك كثير من المشروعات السينمائية التي كانت تجمع بيننا، إلا أن هناك بعض الظروف التي تتسبب في عدم اكتمالها، ولعل من أبرز الأعمال التي كانت ستشهد تعاونا بيننا، أفلام: “بحب السيما” و"بالألوان الطبيعية" و"كرسي في الكلوب" و"فيلم هندي"، ولكن لظروف إنتاجية وخارجة عن إرادتنا، لم يكتمل التعاون بيننا، وتم إسناد تلك الأعمال إلى مخرجين آخرين، وهو كان ينصحني بالبحث عن مخرج آخر؛ من أجل استكمال المشروع.

وبخلاف الأزمة الإنتاجية؛ كان هناك عامل الوقت أيضا في كتابة السيناريو، وإجراء التعديلات المطلوبة، فعلى سبيل المثال؛ سيناريو “فيلم هندي” لأحمد آدم، استغرق 5 سنوات حتى يخرج إلى النور، وكان مع داود، وبعد ذلك حاولنا مع آخرين، سواء جهة إنتاجية، أو مخرجين، وفي النهاية، خرج إلى النور بعد 8 سنوات من كتابته.

وأتصور أن الذى انقذ فيلم “بحب السيما” من شبح التأجيل؛ هو وجود ليلى علوي، ومحمود حميدة، كبطلين للعمل، وعلى الرغم من أن هذه الفترة شهدت “هوجة الكوميديانات الجدد”؛ إلا أن أبطال الفيلم ساهموا فى خروجه إلى النور. 

هانى فوزى

كيف ترى قرار اعتزال داود عبد السيد؟ وهل تحدثت معه بشأنه؟ 

هذا القرار أغضبني؛ لأنني كنت أتمنى أن يتواجد داود عبد السيد باستمرار في الوسط السينمائي، ولا أعلم هل القرار الذي اتخذه بالاعتزال، هو نوع من الحلول التي يمكن أن تغير من الأسلوب المتبع داخل الوسط الفني أم ماذا؟.

والغريب أنني فوجئت بقرار اعتزاله على الهواء، وتحدثت معه بعد ذلك، ولكن كان قرارا وتم اتخاذه وأُعلن على جمهوره. 

حدثنا عن طبيعة داود عبد السيد داخل «اللوكيشن»؟

داود عبد السيد داخل اللوكيشن هادئ الطباع، وكان يحب التركيز فى كل مشهد، ويفضل أن يسود الهدوء أيضا جميع أركان اللوكيشن.

هانى فوزى 

اذكر لنا بعض المواقف التي جمعت بينكما سواء خلال تعاونك معه في فيلم «أرض الأحلام» أو كـ صديقين؟ 

أتذكر عديد من المواقف التي جمعتني به، ولعل من أبرز هذه المواقف، أنه أقرضني أموالا؛ لأشتري شقة خاصة بي.

كما تحدث مع منتج فيلم “أرض الأحلام”؛ من أجل منحي الأجر مبكرًا؛ نظرا لظروف ولادة زوجتي، وكانت هذه أمور شخصية، إلا أنه كان يشرع في حلِّها؛ كتعامل إنساني، فهو قبل أن يكون مخرجا؛ هو إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وأتذكر أنه تعثر في سداد مصاريف مدرسة ابنه الوحيد، وذلك في أثناء تصوير فيلمه “أرض الخوف”، وعلى الرغم من ذلك؛ لم يتخلَّ عن الفيلم، واستكمله، وتم حل الأزمة المادية بعد ذلك.