دخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الماضية، مرحلة جديدة تنذر بوقوع سلسلة من الكوارث الإنسانية والطبيعية غير المسبوقة في تاريخ أوروبا، فمنذ أيام يتواصل القصف الروسي على البنية التحتية الخاصة بالطاقة في أوكرانيا، بالتزامن مع تحركات ودفع الجيش الأوكراني باتجاه خيرسون استعدادا لتحريرها، وإنذار بقيام معركة عسكرية كبرى تجدد القتال بين الطرفين.
في الساعات الأولى صباح اليوم السبت، قالت الاستخبارات البريطانية - والتي تراقب مستجدات القتال وتمركزات القوات الروسية والأوكرانية من قبل بدء الحرب - إن القوات الروسية تواصل تعزيز نقاط العبور فوق نهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا نصفين، وينبع في روسيا ويعبر بيلاروسيا قبل أن يجتاز أكثر من ألف كيلومتر في أوكرانيا ليصب في البحر الأسود، ويعد شريان حياة لأوكرانيا، حيث يؤمّن 10% من توليد الكهرباء.
تجهيزات روسيا للحرب القادمة
كما قامت روسيا بتأمين محطة زابوريجيا للطاقة النووية حتى لا تكون هدفا في المعركة القادمة، وتستهدف بشكل يومي مراكز الطاقة في كييف، كما وعززت روسيا قواتها في بيلاروسيا والتي تقدر بحوالي 9000 مقاتل، و 170 دبابة و200 مركبة قتالية مدرعة ونحو 100 مدفع ومدفع هاون من عيار يزيد على 100 ملم.
وأيضا اشتبكت المظلات الروسية، مع الكتيبة الآلية الأولى مدرعة من اللواء الميكاني الـ 28 للجيش الأوكراني المزود بدبابات تي 72.
استعدادات على جبهة خيرسون
أما على جبهة خيرسون والتي تشهد استعدادات ضخمة من الطرفين، فقد ركزت أوكرانيا جهدها الرئيسي في هذه الجبهة، ما دفع السلطات الروسية الأربعاء الماضي بعد حشد كييف قوات كبيرة باتجاه خيرسون من أجل هجوم وشيك، إلى التأكد بأن الجيش الروسي سوف يقاتل حتى الموت، وفق تصريحات حاكم المدينة فولدومير سالدو، موضحا أن حوالي 40٪ من سكان المنطقة قد غادروها.
خيرسون معركة الانتحار وتهديد بكارثة بيئية
في هذا الصدد، قال بسام البني، الباحث المتخصص في الشأن الروسي، إنه بالنسبة لمعركة خيرسون المتوقعة في جنوب أوكرانيا، فالأمر حاليا أن هناك عمليات كر وفر، وتجهيزات من الطرفين، حيث أن موسكو على قناعة بأن الجيش الأوكراني سوف يتم دفعه إلى الانتحار في اتجاه خيرسون لتحقيق التقدم بهدف الوصول إلى بحر أزوف، وهذا الدفع سيكون بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الانتخابات التي ستجرى بعد حوالي 3 أسابيع من الآن، وهذا مفهوم بالنسبة لروسيا.
وأضاف البني، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك تخوفات شديدة لدى روسيا من أن يتم قصف سد كاخوفكا، حيث أنه في حال انهياره سوف يتسبب في كارثة طبيعية كبيرة جدا، وهذه النقطة مأخوذة بعين الاعتبار، كما أن هناك مطالبات روسية للأمم المتحدة بمنع كييف من إجراء استفزازات على هذا الاتجاه لعدم حدوث كارثة طبيعية، خاصة أن هذا النوع من الحروب ممنوع.
روسيا لن تتراجع خطوة واحد من خيرسون
أما عن مسار القتال في خيرسون، أكد الباحث في الشأن الروسي، بسام البني، أن القوات الروسية لن تتراجع في خيرسون حال تقدم الجيش الأوكراني، نحو خيرسون، وسيقف الجيش الروسي في المعركة حتى النهاية ولن يتراجع إلى الوراء خطوة واحدة، متوقعا أن تنشب معارك بالفعل على جبهة خيرسون.
وأوضح أن روسيا أرسلت قواتها شمالا إلى بيلاروسيا لعدة أسباب وهي حماية دول الاتحاد وحماية بيلاروسيا من التهديدات الخارجية في ظل دراسة قيادة الناتو علانية شن هجوم على بيلاروسيا، حيث أن الناتو يخلق توترا على حدود بيلاروسيا، متوقعا أنه رغم التوتر فإنه لن يكون هناك هجوم من الناتو على بيلاروسيا، لأنها تقع تحت المظلة النووية الروسية.
الضغط شمالا للتخفيف على خيرسون
وأشار بسام البني، الباحث في الشأن الروسي إلى أن حجم القوات الروسية في بيلاروسيا هي 9000 جندي، مجهزين بـ 170 دبابة و200 مركبة قتالية مدرعة و100 مدفع، ولكن يمكن زيادة عدد القوات الروسية إذا لزم الأمر.
وأوضح أن هدف هذه القوات أيضا هو الهجوم على كييف من ناحية تشيرنيهيف القريبة جدا من العاصمة الأوكرانية في حال أقدمت أوكرانيا على الهجوم على القوات الروسية باتجاه خيرسون، وذلك بهدف تخفيف الضغط على القوات الروسية جنوبا، كما حدث في بداية الحرب، وهو ما تؤكده كييف نفسها عندما صدرت تصريحات بأنه حدث تشتيت لانتباه الجيش الأوكراني في بداية الحرب بسبب الهجوم من 3 جبهات من دفع الجيش الأوكراني من الانسحاب جنوبا لتدعيم جبهة الشمال والدفاع عن كييف، لتتمكن روسيا من السيطرة على خيرسون.