حرب أوكرانيا مصدر قلق لإسرائيل إذا ما استمرت فترةكبيرة
دعوة لانحياز إسرائيل لأوكرانيا ونبذ معسكر روسيا
موسكو تستهدف الوكالة اليهودية كوسيلة ضغط
تسبب الدعم الإيراني لروسيا بالطائرات بدون طيار فى وضع إسرائيل في وضع حرج بين روسيا وأمريكا، حيث تحرص تل أبيب على الموازنة بينهما لكن ذلك أصبح صعبا في الوقت الحالي ، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
يقول محللون أن استمرار الحرب الأوكرانية يشكل مصدر قلق لإسرائيل قد يتطور لمصدر خطر.
حافظت إسرائيل منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير الماضي على نقاط توازن، حتى لا تضر بعلاقتها الاستراتيجية مع الكرملين، حيث أرسلت إسرائيل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، إلا أنها رفضت طلبات كييف المتكررة بإرسال أنظمة دفاع جوي ومعدات عسكرية أخرى، وامتنعت كذلك عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا والعديد من المتنفذين الروس اليهود الذين لديهم منازل وممتلكات ثانية في إسرائيل، معتبرة أن فرض عقوبات على من لديهم ممتلكات أمر لا يخدم الكيان.
لكن مع تعميق العلاقات بين موسكو وطهران، العدو اللدود لإسرائيل، يتزايد الضغط على إسرائيل لدعم أوكرانيا في الحرب الطاحنة، علاوة على مطالبة البعض بعدم اللعب على الحبلين ودعم طرف واحد فقط وهو أوكرانيا ونبذ جبهة روسيا.
وخلال السنين الماضية، كثيرا ما قامت إسرائيل بهجمات غامضة (الغموض هنا يعود على كون إسرائيل في كثير من الأحيان لم تعلن وتتبنى ضرباتها) على إيران عبر مناطق عدة في منطقة الشرق الأوسط برا وبحرا وجوا .
وقال المتحدث العسكري لدولة الاحتلال، اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، إن الهجمات الانتحارية بطائرات درون بدون طيار في أوكرانيا أثارت مخاوف جديدة في إسرائيل.
وأضاف هيشت: "نحن ندرس الأمر ونفكر في إمكانية استخدام الإيرانيين لهذه الطائرات تجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية".
نبذ إسرائيلي لروسيا
ظهرت هذه المناقشات إلى العلن قبل ، حينما دعا وزير في الحكومة الإسرائيلية إلى الانحياز إلى جانب أوكرانيا.
وتقول التقارير الصحفية الدولية نقلا عن مصادر مخابراتية وعسكرية، أن الدرون الإيرانية التي تستخدمها الآن روسيا، تحلق على ارتفاع منخفض مستهدفة مواقع في العاصمة الأوكرانية كييف، وأنحاء أخرى من البلاد.
تأتي التقارير المخابراتية الامريكية التي تقول باستخدام روسيا للدرون الإيرانية، وسط إصرار من طهران على نفي تورطها في ذلك، حيث نفت الحكومة الإيرانية تزويد موسكو بالطائرات المسيرة ، لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنها تفعل ذلك منذ أغسطس .
وكتب نحمان شاي ، وزير شؤون الشتات الإسرائيلي ، على تويتر: "لم يعد هناك أي شك في المكان الذي يجب أن تقف فيه إسرائيل في هذا الصراع الدموي".
وأضاف "لقد حان الوقت لكي تتلقى أوكرانيا أيضًا مساعدات عسكرية ، تمامًا كما توفرها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو".
عاصفة في روسيا
أثارت تعليقاته عاصفة في روسيا، حيث قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على تيليجرام، إن تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا سيكون "خطوة متهورة للغاية" من قبل إسرائيل.
كتب ميدفيديف: "سوف يدمر ذلك كل العلاقات بين بلدينا"، في تهديد واضح من قبل روسيا لإسرائيل.
لكن شاي قال أن دعوته و موقفه، مجرد اقتراح لا يعكس بالضرورة الموقف الرسمي للحكومة في تل أبيب.
تابع "نحن في إسرائيل لدينا خبرة كبيرة في حماية سكاننا المدنيين على مدى 30 عامًا.. لقد تعرضنا لهجوم بصواريخ من العراق وصواريخ من لبنان وغزة. إنني أتحدث عن معدات دفاعية لحماية السكان المدنيين في أوكرانيا".
وامتنع كل من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الدفاع عن التعليق.
على مدى سنوات، تمتعت روسيا وإسرائيل بعلاقات عمل جيدة وتنسيق مشترك لتجنب الاشتباكات في سماء سوريا، الجارة الشمالية الشرقية لإسرائيل، حيث دعمت القوة الجوية الروسية الرئيس السوري بشار الأسد.
وسمحت روسيا للطائرات الإسرائيلية بقصف أهداف مرتبطة بإيران قيل إنها مخابئ أسلحة تهدد إسرائيل.
كما تحرص إسرائيل على البقاء على الحياد في الحرب بسبب القلق على سلامة الجالية اليهودية الكبيرة في روسيا.
و تشعر إسرائيل بالقلق من تجدد الهجمات المعادية للسامية في البلاد.
9.2 مليون
ويوجد أكثر من مليون من سكان إسرائيل البالغ عددهم 9.2 مليون نسمة، لديهم جذور تعود للإتحاد السوفيتي السابق.
حافظ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت على الحياد الصارم بعد الحرب ، وامتنع عن إدانة تصرفات روسيا وحتى محاولة وضع نفسه كوسيط في الصراع.
مع قيام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتكثيف العقوبات على روسيا ، أصبح بينيت الزعيم الوحيد الموالي للغرب الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
لكن في الأشهر الأخيرة ، أصبح موقف إسرائيل الحذر واقعًا تحت ضغوط كبيرة.
ومع تسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ، منصبه المؤقت بعد بينيت ، اتخذ موقفا أكثر نشاطًا من سلفه.
كوزير للخارجية ، وصف التقارير عن الفظائع في بوتشا بأوكرانيا بأنها جرائم حرب محتملة.
وبعد أن قصفت روسيا كييف الأسبوع الماضي ، أدان "بشدة" الهجمات وأرسل "تعازيه القلبية لأسر الضحايا والشعب الأوكراني" ، مما أثار رد فعل عنيف من موسكو.
الوكالة اليهودية
وتصاعدت التوترات أكثر عندما أمرت محكمة روسية في يوليو الوكالة اليهودية ، وهي منظمة غير ربحية كبرى تروج للهجرة اليهودية إلى إسرائيل ، بإغلاق مكاتبها في البلاد ، وهو الأمر الذي أحدث ضجة في إسرائيل.
وقال إيجال بالمور المتحدث باسم الوكالة "يمكن أن يحدث أي شيء".
قال عاموس يادلين ، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية "أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تساعد أكثر".
ووصف "معرفة إسرائيل بكيفية التعامل مع الهجمات الجوية" ، و "معلوماتها الاستخباراتية حول الأسلحة الإيرانية" و "قدرتها على تشويشها" على أنها قد تكون حاسمة بالنسبة لأوكرانيا.
ولفت جيفري كورن ، خبير قانون الحرب في كلية الحقوق بجنوب تكساس في هيوستن إلى، إن إيران تخوض معركة اختبار أسلحة يمكن استخدامها ضد حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية.
وذكر كورن، إنه إذا أثبتت الطائرات بدون طيار فعاليتها في أوكرانيا ، فإن إيران "ستضاعف من تطوريها".
وتقول الدعوات داخل إسرائيل أن الخطر يتصاعد والخسائر السياسة ربما تزداد كلفة وخطر على الكيان وعلى المنطقة.