على مدار الأيام الثلاثة الماضية، استضافت القاهرة فعاليات الدورة الـ 43 لـ مؤتمر منظمة الوحدة النقابية الأفريقية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة رؤساء الاتحادات ووفود نقابية من 52 دولة أفريقية، إلى جانب ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
وناقش المؤتمر، الذي عقد بداية من الثلاثاء الماضي، العديد من التشريعات المحلية والدولية، لتطوير انعكاساتها لصالح التنمية الشاملة بالقارة السمراء وسبل الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية والبشرية.
أجندة 2063 لتحقيق الاندماج الأفريقي
في هذا الصدد، أكد محمد جبران، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بختام فعاليات اليوم الثالث من مؤتمر منظمة الوحدة النقابية الأفريقية، ضرورة توطيد العلاقات المصرية الأفريقية وتحقيق الاندماج القاري وتحقيق حلم توحيد أفريقيا عن طريق تنفيذ أجندة 2063 التي تمثل الإطار الاستراتيجي للتحول الاجتماعي الاقتصادي بالقارة خلال 50 عاما، حيث تتبنى رؤية جديدة للتنمية، تعزز من قدرة الدول الأفريقية على استخدام المواد المتوفرة بشكل كامل وفعال لتنميتها.
وأوضح أن مبادرة الـ 50 عاما تتضمن العديد من الأهداف، إلا أن الهدف الرئيسي لها هو “أفريقيا متكاملة ومزدهرة تنعم بالسلام، أفريقيا يقودها ويديرها مواطنوها، وتمثل قوة ديناميكية على الساحة الدولية”.
وقال جبران: “قمنا خلال اليومين الماضيين بمناقشات عديدة ومثمرة حول الحماية الاجتماعية التي باتت موضوع الساعة, وقد استمعنا جميعاً لمداخلات الحضور المتميزة، كما استمعنا إلى العرض الذي قدمته منظمة العمل الدولية، والذي كان مفصلاً ودقيقاً”.
ووجه الشكر للرئيس السيسي على رعايته لأعمال الدورة 43 للمجلس العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية، والذي يولي اهتماما خاصا بالأعمال وينحاز إلى المواطن ليعيش "حياة كريمة" في ظل السعي الجاد والخطط الطموحة لبناء جمهورية تركز على الإنسان وصحته ورفاهيته.
التعاون بين مصر وأفريقيا
وأكد جبران، أن مصر تعطي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع أشقائها في جميع الدول الأفريقية إيماناً منها بأهمية التعاون والتنسيق المشترك لخدمة دولها وشعوبها، وقد ظهر ذلك منذ عقود طويلة حين كانت مصر تدعم حركات التحرر الأفريقية حتى حصلت الدول على حريتها واستقلالها من الاستعمار.
وأشار رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إلى أنه “على الرغم من الجهود والإنجازات التي تحققت بالفعل من إطلاق السوق الأفريقية المشتركة، والتوقيع على إنشاء منطقة التبادل الحر واعتماد حرية انتقال المواطنين عبر دول القارة تمهيدا لاستخراج جواز السفر الأفريقي، إلا أننا كممثلين عن اتحادات عمالية أفريقية لا بد أن نطور من آليات تعاوننا مع الأطراف المعنية لحل وبحث قضايا الحماية الاجتماعية وتوسع التغطية الاجتماعية لتشمل جميع فئات المجتمع وقضايا التنمية المستدامة من خلال العمل اللائق لجميع أعمالنا، والمدرج بأجندة الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية لعام 2030”.
وتابع: “لابد من حشد جهودنا وأن نتكاتف سويا ونطرح مبادرات للمساهمة في القضاء على الفقر والجوع ومكافحة عدم المساواة بين الجنسين وضمان عمل مستقر للجميع ومرتب لائق”.
مطالب بـ التأمين الاجتماعي والرعاية الصحية
واستطرد: “كما أنه لا بد من المطالبة بتأمين اجتماعي لائق ورعاية صحية وتعليم محترم ومكافحة جميع أشكال التمييز القائم على أساس الشكل أو اللون أو العرق أو الجنس، مع تمكين الشباب في العمل النقابي، ولنتذكر ما قاله الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا: ليكن هناك عدالة للجميع وليكن هناك سلام للجميع، ليكن هناك عمل وماء وخبز وملح للجميع، قارتنا السمراء تحتاج بل وتستحق الاستقرار والسلام والديمقراطية، عمالنا يستحقون حياة أفضل”.
وأعرب جبران عن تطلع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلى مستقبل واعد للعمال والشعوب الأفريقية من خلال أنشطة عملية فعالة، وموجهة نحو مزيد من النضال للدفاع عن حقوق العمال وحماية مصالحهم، ولا بد من تعزيز التواصل بين المنظمات النقابية الأفريقية ووضع آليات للتشاور.