فى كل بلد قصة ورواية وحكاية، وفى عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الأفريقية محافظة أسوان عروس المشاتى، أرض بلاد الذهب، العديد من القصص والحكايات.
ويستعرض "صدى البلد"، قصة وحكاية الأثر التاريخي الذي يجسد عظمة الحضارة المصرية، وتفاصيل حدوث الظاهرة الفلكية الفريدة لتعامد الشمس مرتين سنوياً خلال يومى 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.
فمدينة أبو سمبل السياحية تبعد عن مدينة أسوان العاصمة بنحو 280 كم، وتضم أبرز المعابد الأثرية فى العالم، وهو معبد رمسيس الثاني، والذي سيشهد فجر الثلاثاء القادم 22 أكتوبر 2021، حدوث الظاهرة الفلكية الفريدة من نوعها، وهي تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس داخل قدس الأقداس.
تعامد الشمس
واختار الموقع رمسيس الثاني الذى يعرف أيضاً بـ “رمسيس الأكبر”، وتم بناؤه خلال خمس سنوات من فترة حكمه الطويلة، ولكنه لم يستكمل بناؤه إلى حين العام الخامس والثلاثين له كفرعون، إنه الأكثر جمالاً بين العديد من الآثار التى أقامها رمسيس الأكبر فى جميع أنحاء مصر لكي يظهر سلطته، والواجهة الضخمة المقطوعة فى جانب الجبل تصور أربعة تماثيل لرمسيس نفسه كل منها بارتفاع 20 مترا، ويقف أصغر تماثيل الأسرة الملكية بين التماثيل الأربعة العملاقة، وهذه تشمل أم رمسيس وزوجته نفرتاري وأبناءهما وبناتهما.
وأيضاً بالخارج قريباً من التماثيل يوجد "زواج ستيلا"، الذي يحيى ذكرى الزواج لابنة رمسيس الثانى وملك من الحيثيين، وهو نقش على مدخل الواجهة يقرأ "رمسيس الثانى بنى معبدا" محفورا فى الجبل للعبادة الأبدية للملكة الأولى نفرتارى، معشوقة مو فى النوبة إلى الأبد ودائماً، نفرتارى التى تلمع الشمس لأجل خاطرها.
تاريخ معبد رمسيس الثانى
وداخل المعبد هناك ثمانية تماثيل ضخمة تصف رمسيس كالإله أوزوريس يدعم السقف الضخم والثقيل للغاية، وبعد المرور خلال القاعات المحتوية على الغرف لمختلف الشعائر، يصل الزوار إلى الجزء الأكثر شهرة للمعبد الداخلي أبو سمبل، وغرفة مقدسة مع مذبح صغير وأربع تماثيل لرمسيس كآلهة مختلفة، وقد تم تصميم المعبد بدقة هائلة، بحيث إنه خلال يومين في العام في أكتوبر وفبراير تسقط شمس الصباح أشعتها المتلالئة مباشرة إلى داخل المعبد وعلى الغرفة المقدسة الصغيرة مضيئة التماثيل الأربعة، وإلى جنوب المعبد الرئيسى هناك معبد أصغر مخصص لزوجة رمسيس نفرتارى والآلهة هاتور.
ومع إعلان خطة بناء السد العالي في أسوان، تهددت أبو سمبل بأن تصبح مشهداً تحت الماء وظهرت صور التماثيل العملاقة على الصفحات الأولى للصحف حول العالم، ولم يرغب أحد ما في أن يرى التماثيل غارقة تحت مياه النيل المرتفعة، وبدأ إنقاذ أبو سمبل فى عام 1963 في مشروع بين مصر واليونسكو بتكلفة 36 مليون دولار أمريكي تقريباً.
وتم تحريك التماثيل والمعابد إلى هضبة أعلى، حيث يمكنها الترحيب بالشمس المشرقة كل صباح، وتعد هذه الأسطورة التاريخية لمعبد رمسيس الثانى خالدة، حيث بقيت أبو سمبل في حالة عظيمة إلى العصور الحديثة، وعندما زار الإغريق الموقع في القرن السادس ق. م، تزايدت أكوام الرمال في علوها حتى غطت تماثيل رمسيس إلى الركبة.