أعلنت ليز تراس، رئيسة وزراء بريطانيا أمس الخميس، عن استقالتها من منصبها كرئيس لحزب المحافظين، معلنة أنه سيتم إجراء انتخابات مبكرة للحزب خلال الأسبوع المقبل، وأنها تولت منصبها في فترة عدم استقرار، لذلك لم تستطع الوفاء بالتزامتها في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.
وبهذا تكون قد قلت شعبية حزب المحافظين في بريطانيا بشكل كبير، ما دفع زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، بالمطالبة بإجراء انتخابات عامة في البلاد، بعد أقل من شهرين تولت فيها ليز تراس منصبها، وقدمت استقالتها أمس نتيجة الضغوط الواسعة التي تعرض لها برنامجها الاقتصادي، والتي كانت قد تراجعت عنه، وكان يتضمن تخفيضات ضريبية واسعة ودعما كبيرا لأسعار الطاقة.
تفاصيل الأزمة الاقتصادية في بريطانيا
الأزمة الاقتصادية كانت سببا رئيسيا في تخلي ليز تراس عن منصبها، وذلك حسب ما صرحت به أثناء إعلانها عن استقالتها، فقد تراجع الجنيه الاسترليني أمام الدولار خلال الشهر الماضي كثيرا، وبمجرد إعلان تراس عن استقالتها شهد ارتفاعا بنحو 0.5% خلال تعاملات أمس، ما يعطي مؤشر إلى تدهور الوضع الاقتصادي أكثر.
خطة إصلاح اقتصادي
بدأت الأزمة الاقتصادية تعصف بحكومة تراس عندما أعلن وزير المالية السابق كواسي كوراتنج، في 23 سبتمبر الماضي، عن خطة اقتصادية تضمنت تخفيضات ضريبية تاريخية بتكلفة 45 مليار جنيه إسترليني، والتي سيتم تمويلها عبر الاقتراض الحكومي، ما أثار فزع الأسواق من تفاقم الديون والتضخم في البلاد، وأثار الشكوك حول مستقبل الاقتصاد البريطاني.
أما البنك البريطاني فقد كان يتجه لتشديد الأوضاع النقدية لامتصاص التضخم، وأدت هذه السياسات المتخوفة إلى شكوك حول انهيار الجنيه الاسترليني لأدنى مستوياته في تاريخيه خلال الشهر الماضي، كما تضررت سوق السندات الحكومية بشدة ما اضطر البنك المركزي للتدخل بشراء السندات مؤقتا لتهدئة السوق.
انهيار الجنيه الاسترليني
دفعت التدهور الاقتصادي والانهيار في قيمة الجنيه الاسترليني، ليز تراس، إلى إقالة كوارتنج من منصبه كوزيرا للمالية، الجمعة الماضي، وعينت بدلا منه جيرمي هانت، الذي أعلن عن إلغاء أغلب التخفيضات الضريبية، وتقليص مدة دعم أسعار الطاقة للأسر البريطانية إلى 6 أشهر بدلا من عامين، كمحاولة أخيرة للحفاظ على منصبها.
ليز تراس تواجه انتقادات لاذعة
ولكن أساس حكم ليس تراس، كان محملا بالمخاطر منذ البداية، ولا ينتظر سوى القشة التي تقسم ظهره، وهو ما حدث تحت سقف مجلس العموم البريطاني أمس، حيث واجهت ليز تراس انتقادات عاصفة من المعارضة، رغم اعتذارها واعترافها بخطأ حكومتها، مؤكدة خلال كلمتها بمجلس العموم في داونينج ستريت، أنها ستبقى في منصبها لحين انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين، لتولي رئاسة الحكومة.
أما عن ردود الفعل عن استقالة ليز تراس، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الخميس، إن إن الولايات المتحدة وبريطانيا حليفتان دائمتان و الأواصر بينهم القوية ودائمة، معربا عن شكره لرئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس، على شراكتها في مجموعة من القضايا، بينها تحميل روسيا مسؤولية حربها على أوكرانيا.
وأكد بايدن أن واشنطن ستواصل مع لندن التعاون الوثيق، والعمل على مواجهة التحديات العالمية التي تواجه الدولتين.
أقصر فترة رئاسة وزراء في تاريخ بريطانيا
وبعد أن قدمت ليز تراس استقالتها، أصبحت صاحبة أقصر مدة في رئاسة الوزراء بتاريخ بريطانيا حيث تولت منصبها في 6 سبتمبر الماضي، أي قبل 44 يوما فقط، وسط أزمات اقتصادية وخلافات سياسية تشهدها المملكة المتحدة، كما أنها آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 سبتمبر الماضي.
وفيما يلي نعرض قائمة 5 فترات رئاسة وزراء في بريطانيا:
- ليز تراس من 6 سبتمبر 2022 وحتى 20 أكتوبر 2022 لتمضي أمضت 44 يوما فقط.
- أندرو بونار لو من 1922 وحتى 1923، وأمضى 209 يوما.
- أليك دوغلاس هيوم من 1963 وحتى 1964، أمضى 364 يوما.
- أنتوني إيدن من 1955 وحتى 1957، وأمضى عام و279 يوما.
- جوردون براون من 2007 وحتى 2010، وأمضى عامان و319 يوما.