نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية اليوم الجمعة أنه بعد توثيق التعاون بين روسيا وإيران تدور هذه الأيام مناقشات محمومة في المنظومة السياسية والأمنية حول مسألة زيادة مستوى المساعدة الأمنية التي تقدمها “إسرائيل” لأوكرانيا.
وتابعت أنه منذ غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، كانت “إسرائيل” تدرس الموقف الذي يجب أن تتخذه سواء على المستوى الإعلاني أو العملي فيما يتعلق بالحرب، من حيث الموقف الرسمي ل “إسرائيل” فهي تدعم أوكرانيا والغرب شفهياً، لكن مساعدتها الأمنية إلى كييف ضئيلة ومعظمها إنساني.
وأفادت أنه ومع ذلك، بعد تقديم إيران المساعدات العسكرية لروسيا، أثير السؤال من جديد ألم يحن الوقت ل “إسرائيل” أن تتبني سياسة عملية من شأنها أن توضح أنها تقف إلى جانب أوكرانيا والغرب.
وعلمت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن معسكرين مهنيين قد تشكلا بالفعل: أحدهما يدعم الحفاظ على الوضع الراهن واستمرار سياسة شبه محايدة، والآخر يعتقد أنه في ضوء انضمام إيران إلى المعركة لم يعد بإمكان “إسرائيل” الجلوس على الحياد.
ويقدم كل معسكر في المناقشة قائمة طويلة من الحجج المهمة لتبرير موقفه، ويؤكد المعسكر الذي يرفض التدخل أن “إسرائيل” ليست طرفًا في الحرب وأن لديها من التحديات الأمنية ما يكفيها.
وأكدت انه من الأسباب الأخرى احتمال التعطيل الفعلي لسلاح الجو في العمل ضد إيران في سوريا، والقلق على الجاليات اليهودية في روسيا وأوكرانيا، والخوف من أن تتخذ روسيا كقوة عظمى إجراءات أخرى ضد “إسرائيل” في مختلف المجالات، مثل الأمم المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أنه في هذه المرحلة لا توجد ضغوط دولية حقيقية على “إسرائيل” لتغيير موقفها.
من ناحية أخرى في المعسكر الذي يفضل اتخاذ خطوات عملية لصالح أوكرانيا يقولون: “منذ اللحظة التي دخلت فيها إيران الساحة كان لدى إسرائيل فرصة لزيادة مستوى نشاطها”، وفقًا لوجهة النظر هذه ك “دولة” تشدد كثيرا على المزاعم الأخلاقية لتبرير أفعالها، لا يمكن ل “إسرائيل” أن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتعرض دولة أخرى لهجوم وحشي من قبل جارتها.
هناك أسباب أخرى تمثل فرصة ل “إسرائيل” لترسيخ نفسها عميقا في التكتل الغربي وتقوية التحالف مع الولايات المتحدة والغرب، والنقد الذي سيوجه إلى “إسرائيل” بعد الحرب لبقائها على الحياد، والمثال الذي أظهرته دول أضعف بكثير لها حدود جغرافية مع روسيا وليس مجرد “حدود جوية” مثل “إسرائيل” والضعف الواضح الذي يعاني منه الجيش الروسي.
في هذه المرحلة لا ينوي المستوى السياسي تغيير السياسة، رغم الضغط الشديد من أوكرانيا، وعلى الرغم من الاعتبارات التي قدمها داعمو تقديم المساعدة.
عاد وزير الجيش جانتس وقال أمس: “إسرائيل لن تغير سياستها ولن ترسل أنظمة أسلحة إلى أوكرانيا”، ورداً على كلماته ألغى نظيره أليكسي ريزنيكوف مكالمة هاتفية كان الاثنان قد رتبا لإجرائها أمس.
على هذه الخلفية، تحدث رئيس الوزراء يائير لبيد الليلة الماضية مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كولبا، وأكد له لبيد أن إسرائيل تقف إلى جانب الشعب الأوكراني وتشعر بالقلق إزاء العلاقة العسكرية بين إيران وروسيا.
في غضون ذلك دعا سفير “إسرائيل” السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون الاتحاد الأوروبي أمس إلى إنهاء المحادثات النووية مع إيران، وفي لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي في “إسرائيل” قال دانون مرشح الليكود للكنيست: “يجب على الاتحاد الأوروبي قطع جميع الاتصالات الدبلوماسية مع إيران”.
نشرنا أمس أنه في “إسرائيل” تشير التقديرات إلى أن تدخل إيران في الحرب الروسية الأوكرانية والقمع العنيف للاحتجاج في إيران قد يؤدي إلى الدفن النهائي للاتفاقية النووية، بل قد يؤدي إلى سلسلة طويلة من العقوبات الدولية الجديدة على إيران.
يعتقد مسؤولون في “إسرائيل” أنه عندما يطلع الرأي العام الغربي على جانبين مهمين من “السلوك الوحشي” لإيران فإن مكانتها ستتضرر، وستتعرض لانتقادات شديدة في وسائل الإعلام في أوروبا، كما أن بيع الصواريخ الباليستية لروسيا يتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2231، وهو جزء من الاتفاقية النووية الأصلية، إذا ثبت بالفعل أن إيران نقلت مثل هذه الصواريخ إلى روسيا فمن المتوقع أن يطالب الأوروبيون بتفعيل بند “snapback” – إعادة العقوبات المفروضة على إيران حتى عام 2015، قبل الاتفاق النووي.