عادات وتقاليد تأصلت لدى بعض الأسر الريفية ، بعضها جيد وبعضها يحتاج للمراجعة مثل عادة عدم تعليم البنات، التي تمردت عليها "إيمان " حتى حصلت دبلوم التجارة ومنها إلي كلية التجارة بجامعة بني سويف .
قصة كفاح ونجاح خاضتها إيمان رضوان وشهرتها ايمان الجزار بنت قرية الشناوية مركز ناصر شمال محافظة بني سويف ليست وحدها فقط بل هي وابنتها أمل رفيقة كفاحها في التعليم .
فعلي الرغم من محاولة الأسرة إيقاف مسيرتها في مواصلة كفاحها واستكمال تعليمها، قررت تحدي الجميع وحتى نفسها، فلم تستسلم وقررت قهر ظروفها التي حالت سابقا في طفولتها من التعليم، وتمكنت من الحصول على شهادة محو الأمية، واستكمال تعليمها بداية من المرحلة الإعدادية مع ابنتها "أمل
انها حديث الساعة في محافظة بني سويف “إيمان ربيع رضوان” ،38 سنة سيدة من الشناوية التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف، تسربت من التعليم في سن مبكرة، و نجحت في الالتحاق بكلية التجارة، لتلحق بابنتها أمل مصطفى عبد التواب، التي تدرس حاليا بالفرقة الثانية في نفس الكلية، في مفارقة جديدة من نوعها على محافظة بني سويف، لتحقق حلم عمرها باستكمال دراستها: «كان حلم عمري أني أكمل دراستي، حيث أنني قد تركت أو أجبرت على ترك المعهد الأزهري في المرحلة الابتدائية لظروف أسرية، بالإضافة إلى بُعد المسافة عن منزل، وشعرت بالقهر وقتها، ثم تزوجت في السادسة عشر من عمري، وبدأت أفكر في استكمال تعليمي»، هكذا تروي ابنة الشناوية بداية رحلتها مع استكمال دراستها.
وقالت: " ظللت أبكي لسنوات طويلة على تركي للتعليم، وعند بداية كل عام دراسي كنت أشاهد التلاميذ يتوجهون إلى المدارس أدخل في حالة بكاء شديدة وينتابني الحزن، قبل أن أقرر استكمال دراستي ونجحت في الحصول على شهادة محو الأمية، ثم توقف لسنوات، وحينما وصلت ابنتي أمل إلى الصف الأول الإعدادي، قررت استكمال الدراسة معها ودخلنا في تحدي سويا ومنافسة الغرض منها تفوقنا رغم أنني كنت بدرس منازل، وظللنا كذلك وتفوقت عليها في نتيجة الشهادة الإعدادية، والتحقنا بالمدرسة الثانوية التجارية، وتفوقت عليها في المجموع لكن تفوقت هي علي ونجحت في المعادلة والتحقت بكلية التجارة" ومع ذلك كنت في غاية السعادة والسرور وكأنه نجاح لي أيضا .
وأضافت: «لم أخجل أنني أدرس مع ابنتي، بالعكس أوقات كنت بذاكر لها العربي أو الرياضة، وأصدقائها وزملائها كانوا أصدقائي وبناتي، وشجعنا بعض وأخذنا الشهادة الإعدادية مع بعض والثانوية التجارية أيضا مع بعض إلا أنني واجهت تعثرا في المعادلة والتحقت هي بكلية التجارة العام الماضي، ثم التحقت أنا هذا العام بنفس الكلية، بعد نجاحي في المعادية".
وتابعت: “ الناس والله مبسوطة مننا ويشجعونا، ولا أستطيع أن أنسى بعض المُدرسين في المرحلة الإعدادية أو الثانوية، كانوا يرفضوا يعاملونا على أننا اثنين في فلوس الدروس الخصوصية، وبيخدو مننا ثمن واحدة مننا فقط، ويشجعونا، كذلك زوجي كان وما زال مؤمن بما فعلته وشجعني رغم أنني بذلت مجهودا في البدايات لإقناعه إلا أنه كان السند الأول لي” .
واستكملت: “ لدي 4 أبناء 2 بنات و2من ولاد ، والحمد لله كلهم بيدرسوا وبيتعلموا وأنا سعيدة بكده، وشخصيا أنا هكمل تعليم لآخر يوم في عمري حتي احصل علي الدكتوراة باذن الله " .
كان الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، قد استقبل امس الاربعاء ، السيدة "إيمان ربيع رضوان"، وابنتها "أمل مصطفي" الطالبتين بكلية التجارة، وذلك لدعمهما وتشجيعهما بعد وصول السيدة إيمان "الأم" إلى المرحلة الجامعية من فصول محو الأمية، والالتحاق بالفرقة الأولي، مع ابنتها الطالبة بالفرقة الثانية بالكلية.
وقرر رئيس الجامعة دعم السيدة في المصروفات الدراسية للعام الدراسي الحالي نظراً لقصة كفاحها والإصرار على استكمال التعليم الجامعي.
وأكد الدكتور منصور أن السيدة وابنتها نموذج مشرف للمرأة المصرية، مقدماً الشكر لهن وبالأخص إلى الأم والتي حرصت على استكمال تعليمها بإرادة وعزيمة حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية من فصول محو الأمية وتحدي كل الصعاب لتثبت للجميع أن المرأة قادرة على فعل المستحيل وحصد النجاح في جميع المجالات في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
ووجه رئيس جامعة بنى سويف، بتوفير كل ما تحتاجه السيدة وابنتها أثناء دراستهما بكلية التجارة، مؤكداً أننا نعمل دائماً على تشجيع الموهوبين والمتميزين لما يتمتع به طلاب الجامعة من إبداع وتميز في المجالات المختلفة، وتوفير جميع الإمكانات اللازمة، وأننا كجامعة فخورون بقصة نجاح السيدة إيمان لأنها نموذج مشرف وملهم، فى قوة العزيمة وتحدي الصعاب، حيث نعمل على إبراز النماذج المشرفة من الطلاب والتي تعد قدوة للجميع.
وأعربت السيدة وابنتها الطالبتان بكلية التجارة عن امتنانهما وتقديرهما لاستقبال الدكتور منصور حسن، رئيس الجامعة، لهما بمكتبه ودعمه وتوفير جميع الاحتياجات لهما خلال دراستهما بالكلية.