الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اقتصاد بريطانيا أمام نفق مظلم .. وليز تراس تكافح للبقاء في السلطة

ليز تراس
ليز تراس

تعيش بريطانيا في الوقت الراهن على صفيح ساخن بعد تراجع رئيسة الحكومة ليز تراس عن خطتها الاقتصادية فضلاً عن استقالة وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، وهو الأمر الذي أثار مخاوف بشأن إمكانية تحقيق حكومة تراس لالتزماتها أمام الناخبين.

لكن أكثر الأمور التي تثير مخاوف البريطانيين هو النفق المظلم الذي يقبع أمام الملف الاقتصادي لبلادهم، في وقت وصلت فيه أسعار التضخم لمستويات قياسية بعد الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية.

تضخم وخطر ارتفاع الأسعار

فقد ذكر مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا يوم الأربعاء، أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 10.1% خلال الشهر الماضي بعد أن بلغ 9.9% في الشهر السابق، ليتطابق ذلك مع أعلى مستوى يُسجّله منذ 40 عامًا في يوليو، متجاوزاً بذلك توقعات الاقتصاديين عند 10%.

وبحسب وكالة "بلومبرج" فإن هذا الأمر يعني أن معدلات التضخم أعلى بكثير من المعدّل المستهدف الذي يسعى بنك إنجلترا إلى بلوغه عند 2%، ما يساهم في استمرار الضغط على واضعي السياسات النقدية لرفع سعر الفائدة الرئيسي بشكلٍ كبير خلال الشهر المقبل.

وأشارت الوكالة إلى أن الخطر يكمن في تسارع ارتفاع الأسعار مرّة أخرى في أوائل العام المقبل بعد أن تخفّف الحكومة دعمها لفواتير الكهرباء المنزلية، فقد قال قال وزير المالية، جيريمي هانت في بيان: "أفهم أن الأُسر في جميع أنحاء البلاد تعاني من ارتفاع الأسعار وفواتير الطاقة"، مُشيراً إلى أنّ الحكومة ستعطي الأولوية لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً".

وأشار مكتب الإحصاءات الوطني إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 14.8% عن العام الماضي، وهي أيضاً أقوى ارتفاع تشهده في أكثر من 40 عاماً. وكانت السلع المنزلية والأثاث محركًا آخر، حيث ارتفعت أسعارها بنسبة 10.7% في سبتمبر.

وارتفعت أسعار الانتاج، التي تقيس تكلفة السلع الخارجة من المصانع، بنسبة 15.9% عن العام الماضي في سبتمبر. وهي نسبة تقل عن مستوى الشهر السابق، لكنّها أعلى قليلاً من التوقعات. كما ارتفعت أسعار المواد الخام بنسبة 20%، متجاوزةً بذلك التوقعات.

بريكست يقضم صادرات بريطانيا

في الوقت نفسه، أشار معهد "البحوث الاقتصادية والاجتماعية" في إيرلندا، الأربعاء، إلى أن التجارة من المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة 16% بينما كان هناك انخفاض بمقدار 20% في التجارة من الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة، مقارنةً بسيناريو عدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ونظر التحليل في البيانات على مستوى المنتج فيما يتعلق بتدفقات تجارة السلع لعام 2021، بعد أول عام كامل لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

اعتذار تراس

في وقت سابق، الأربعاء، اعتذرت تراس قائلةً إنها أوضحت أنها "آسفة"، وأنها ارتكبت أخطاءً ولكن ما يتوجب فعله الآن هو "المضي قدماً في العمل"، مشددة على أنها "مقاتلة وليست انهزامية"، ردًا على دعوات نواب المعارضة لها للاستقالة بعدما تراجعت بشكل كامل عن خطتها الاقتصادية.

وأضافت تاَس أمام مجلس العموم: "أنا شخص مستعد للمواجهة واتخاذ قرارات صعبة"، مشيرة إلى أن الإنفاق الحكومي سيزيد العام المقبل والعام الذي يليه، ولكن يجب أن "نحصل على قيمة مقابل تلك الأموال المنفقة".

خطاب لسحب الثقة

وقال النائب البريطاني المحافظ ويليام راج، الأربعاء، إنه قدم خطابًا لسحب الثقة من تراس  للبرلمان، بسبب شعوره بـ"الخجل" من ميزانيتها المصغرة، فيما قال المتحدث السياسي باسم تراس إنها ستكون في الحكم عند عرض الخطة المالية يوم 31 أكتوبر وإنه ليس لديها خططاً للاستقالة.

وجاء ذلك قبل اقتراع في البرلمان حول التنقيب عن النفط والغاز باستخدام التكسير الهيدروليكي، وهو تصويت يعتبره حزبها اقتراعًا حول الثقة في الحكومة في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي تراجع شعبية حزب المحافظين بنحو 30 نقطة عن حزب العمال المعارض وأن شعبية ترَاس في وضع كارثي.