استعار متحف اللوفر أبوظبي -احتفالاً بالذكرى الخامسة لتأسيسه- من اللوفر باريس قطعة فنية استثنائية تُعد من أشهر روائع عصر النهضة، وهي لوحة ليوناردو دا فينشي «القديس يوحنا المعمدان». ومن المقرر أن تُعرض هذه اللوحة في صالات العرض الدائمة في اللوفر أبوظبي ابتداءً من 15 نوفمبر 2022 ولمدة عامَين.
تجسيد للعبقرية
وتُعرض هذه اللوحة الخشبية المرسومة بألوان زيتية، والتي تجسد العبقرية الرائعة التي تميّز بها فنانو عصر النهضة، في الجناح رقم 3 في اللوفر أبوظبي المخصص لأعمال العصر الحديث (من القرن الخامس عشر وحتى الثامن عشر). ولوحة «القديس يوحنا المعمدان» التي أبدعتها أنامل ليوناردو دا فينشي تجلّت فيها عبقريته، وجسدت ذروة إبداعات عصر النهضة بأكمله، حيث تعتبر واحدة من أشهر لوحات متحف اللوفر.
ويعد الغموض والبهاء اللذان ينبعثان من شخصية القديس يوحنا وأسلوب الجلاء والقتمة «كياروسكورو» الذي طُبق بمهارة بالغة في رسم هذه اللوحة عناصر متميزة جعلتها موضع إعجاب ملايين الزوّار الذين يأتون إلى المتحف الأكثر زيارةً على مستوى العالم كل عام.
وقد ظلّت لوحة القديس يوحنا المعمدان غير مكتملة بعد وفاة رسامها، حيث كانت في حيازة شخصيات بارزة للغاية مثل الملك تشارلز الأول ملك إنجلترا، وعقبه ملك فرنسا لويس الرابع عشر، وذلك قبل انضمامها إلى مجموعة مقتنيات متحف اللوفر عقب افتتاحه في عام 1793.
ورُممت لوحة القديس يوحنا المعمدان في عام 2016 بإشراف قسم اللوحات في متحف اللوفر. وقد أسهمت هذه العملية الدقيقة في تمكين القائمين على عملية الترميم من تخفيف طبقات الورنيش السميكة المُصفرّة والمؤكسدة التي كانت قد وضعت على اللوحة بعد وفاة دا فينشي، والتي ألحقت الضرر بألوانها، وأخفت ملامح القديس يوحنا. وبعد عملية الترميم، استعادت شخصية القديس يوحنا صورتها المقصودة، حيث برزت حركة جسده وتجلّت تعبيرات وجهه بصورة أكثر دقة.