الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تخوفات ورعب في إسرائيل بعد اعتراف أستراليا بدولة فلسطين

تخوفات إسرائيلية
تخوفات إسرائيلية من اعتراف أستراليا بدولة فلسطينية

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الأربعاء، أن تخوفات كبيرة تسود الأوساط الإسرائيلية من إقدام الحكومة الأسترالية على خطوة جديدة بعد إعلانها أمس الثلاثاء، عن إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة العبرية على لسان مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، أن التخوف الإسرائيلي الآن هو من إعلان أستراليا اعترافها بدولة فلسطين، وهو من شأنه أن يلحق ضررًا شديدًا في العلاقات بين البلدين.

وأشارت إلى أن إسرائيل تلقت ضربة من الأستراليين بعد إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة، لكنها أقل بكثير من اعترافها بدولة فلسطينية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

وقال دبلوماسي إسرائيلي سابق ومطلع على العلاقات بين إسرائيل وأستراليا، إن أضرار إلغاء أستراليا اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل كانت "صغيرة نسبيًا"، وأن السؤال الأكبر هو إذا كانت أستراليا ستعترف بدولة فلسطين.

وكانت أستراليا قد أعلنت أمس الثلاثاء في بيان رسمي لها، إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنها لا تزال ملتزمة بحل الدولتين.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية “بيني وونغ” من حكومة حزب العمال إنه يجب حل القضية كجزء من محادثات السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، وأوضحت أن “أستراليا لن تدعم نهجاً يعارض هذا الاحتمال”.

“أكدت الحكومة الموقف الأسترالي السابق والطويل الأمد، والذي بموجبه أن الوضع النهائي للقدس هو قضية يجب حلها كجزء من أي مفاوضات سلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني”.


وصرحت وزيرة الخارجية وونغ لوسائل الإعلام: “السفارة الأسترالية كانت دائماً في تل أبيب وستبقى هناك، وأستراليا ملتزمة بحل الدولتين حيث توجد إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية جنباً إلى جنب، في سلام وأمن وداخل حدود معترف بها من قبل المجتمع الدولي، ونجدد التزامنا بالمساهمة في الجهود الدولية والعمل من أجل حل الدولتين العادل والدائم”.

وأضافت وزيرة الخارجية الأسترالي: “ستظل أستراليا دائماً صديقاً مخلصاً لإسرائيل، كنا من أوائل الدول التي اعترفت رسمياً بإسرائيل في عهد رئيس الوزراء من حزب العمل بن تشيبلي، ولن تتراجع حكومتنا أبداً عن دعمها لإسرائيل والجالية اليهودية في أستراليا، وبالمثل، فإننا ندعم الشعب الفلسطيني بثبات، ونقدم له الدعم الإنساني كل عام منذ عام 1951، وندعو إلى استئناف مفاوضات السلام، ويؤسفني أن قرار رئيس الوزراء السابق موريسون قد أدى إلى تغيير الموقف في أستراليا وإلى القلق الذي تسببت فيه هذه التغييرات لكثير من الناس في المجتمع الأسترالي الذين يهتمون بشدة بهذه القضية”.

ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية القرار بالفعل الليلة الماضية، لكن في أستراليا نفوا ذلك حتى الليلة.

يأتي ذلك بعد حذف عبارات من موقع وزارة الخارجية الأسترالية في الأيام الأخيرة، والتي أضيفت بعد اعتراف موريسون بالقدس الغربية كعاصمة للكيان، فقد قال سابقاً “وفقاً لسياسة طويلة الأمد، اعترفت أستراليا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2018، تتوقع أستراليا نقل السفارة إلى هذه المنطقة في أقرب وقت ممكن كجزء من دعمها لحل الدولتين”.

ورد متحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية على التقرير الليلة الماضية وقال: “تواصل الحكومة التعامل مع وضع القدس كقضية يجب حلها خلال مفاوضات السلام”.

وقد أعلن رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون في 15 ديسمبر 2018 أن بلاده تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وذلك بعد شهرين من إعلانه أنه يفكر في هذه الخطوة.

وعلى الرغم من الإعلان، أشار موريسون في ذلك الوقت إلى أن السفارة الأسترالية لن تنتقل إلى القدس على الفور وأن أستراليا تعتزم أيضاً الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، ولكن فقط بعد التوصل إلى اتفاق بين “إسرائيل” والفلسطينيين، كجزء من حل “الدولتين”.

وأكد أن بلاده لا تزال ملتزمة بهذا الحل وأن القرار يحترم هذا الالتزام وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وصرح موريسون في عام 2018 أن الشخص الذي أثر عليه للنظر في مسألة القدس هو ديف شارما، السفير الأسترالي السابق لدى “إسرائيل”، والذي ترشح في ذلك الوقت لمقعد في البرلمان الأسترالي نيابة عن الحزب الليبرالي في منطقة وانورث – حيث 12 % من الناخبين هم من اليهود – بدلاً من رئيس الوزراء السابق مالكولم تورنبول.

ومع ذلك، نفى موريسون التقارير التي تفيد بأن إعلانه بشأن هذه القضية له أي علاقة بالاعتبارات السياسية وهو ادعاء تم تقديمه بسبب حقيقة أن البلاد كانت يجري فيها انتخابات عامة في عام 2019.

القرار في 2018 قوبل بخيبة أمل في تل ابيب، حيث كان انسحاباً من الوعد الذي قطعه موريسون بنقل السفارة الأسترالية إلى القدس خلال حملته الانتخابية.


-