واصل أسبوع القاهرة الخامس للمياه، فعالياته، والتي انطلقت الأحد وتختتم غد الأربعاء، تحت شعار "المياه في قلب العمل المناخي"، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أسبوع القاهرة الخامس للمياه
وشارك ممثلين عن 70 دولة، منهم 16 وفدا وزاريا و 54 وفدا رسميا و66 منظمة دولية بإجمالي يزيد عن 1000 مشارك، وتتضمن العديد من الفعاليات رفيعة المستوى وورش العمل والجلسات الفنية والحلقات النقاشية، حول القضايا المعنية بالمياه وتأثير تغيرات المناخ.
ويهدف أسبوع القاهرة الخامس للمياه لدمج قضايا المياه ضمن العمل المناخي، وتعزيز الابتكارات لمواجهة التحديات المائية الملحة بأساليب غير تقليدية بإستخدام التكنولوجيا الحديثة، والعمل على دعم وتنفيذ سياسات الإدارة المتكاملة للمياه، والتوصل لحلول مستدامة لإدارة الموارد المائية لمواجهة الزيادة السكانية والتغيرات المناخية.
ويقول الدكتور عباس شراقي، خبير المياه، إن أسبوع القاهرة الخامس للمياه أصبح ينافس الأسبوع العالمي للمياه، كما أصبح يجذب الخبراء من جميع دول العالم والحاصلين على أفضل جوائز في المياه، مؤكدا أن "هناك 66 دولة شاركت بالمؤتمر هذا العام ويعد ذلك إنجاز كبيرا لمصر".
وتابع شراقي: العالم أصبح يعرف قيمة ومكانة مصر في الزراعة، لأن مصر تعد من أولى البلاد التي أخرجت الزراعة منذ عهد الفراعنة، مشيرا إلى أن "التغيرات المناخية تساعد مصر في الزراعة بشكل كبير عن البلاد الأخرى".
ولفت شراقي - إلى أن المؤتمر طرح جميع القضايا المتعلقة بالمياه ومنها: المياه في أفريقيا - مياه تغير المناخ - التقنيات الجديدة المستخدمة في تحلية مياه البحر - التقنيات الجديدة في معالجة مياه المخلفات - إعادة استخدامات المياه في التربة - التصحر - التدهور - ومشاكل سد النهضة.
وأكد شراقي، أن المياه شريان الحياة؛ فهي تستخدم في الصناعة والتجارة والسكن والزراعة، وأن أسبوع القاهرة الخامس للمياه هذا العام سبق المؤتمر العالمي حول المياه في السويد، ولكن ما يعيبه قلة الدعاية والترويج لعمل المؤتمر، معقبا: "مؤتمر المناخ الذي سينطلق الشهر المقبل يوجد به يوم للتحدث عن المياه".
واختتم شراقي، أن الاستشعار عن بعد أصبح يعطي قوة للبحث العلمي، خاصة في مجال الزراعة، كما أن الدول العربية تمثل 5% من عدد سكان العالم ومع ذلك تستقبل أقل من 10% من أمطار العالم، وتمثل 10% من مساحة العالم الدول العربية، وتحظي بأقل من 10% من أنهار العالم، لذلك نحن نعيش في أماكن شديدة الجفاف تترواح بين الصحراء الأفريقية الكبري التي تعد أكبر صحراء العالم جفافا ثم تأتي دول الخليج.
الجفاف وأكثر الكوارث الطبيعية
ويعتبر الجفاف أحد أكثر الكوارث الطبيعية تدميرا من حيث الخسائر في الأرواح، وتداعيته مثل فشل المحاصيل على نطاق واسع، وحرائق الغابات، والإجهاد المائي.
وقد تفاقمت حالات الجفاف بسبب تدهور الأراضي وتغير المناخ، وتزايدت وتيرتها وشدتها بنسبة 29% منذ عام 2000 مع تضرر 55 مليون شخص سنويا.
وانخفضت كمية المياه العذبة المتاحة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنسبة 60% في الأربعين سنة الماضية، بحسب منظمة (الفاو).
وأشارت المنظمة - إلى أن الأراضي الجافة حاليا هي موطن لحوالي 40% من سكان العالم، وذكرت أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص الذين "يعيشون في المناطق الجافة أدنى بكثير من وضع الناس في المناطق الأخرى".
و"لا يوجد أي بلد محصّن ضد الجفاف، ولكن يمكننا جميعا الاستعداد بشكل أفضل لمكافحة الجفاف بشكل فعال"، هكذا صرحت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ قبل عدة أشهر.
وبحسب مفوضية اللاجئين، في العام 2021 وحده نزح 23 مليون شخص داخل بلدانهم بسبب حوادث الطقس المتطرفة مثل الفيضانات والعواصف والجفاف.
وأطلقت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في وقت سابق، حملة تسمى "أرض الجفاف"، وتصور أمة خيالية تعاني من جفاف شديد في الأرض، ولكن ليس في الروح، لإثارة حوار عالمي وحشد العمل على جميع المستويات لتعزيز مكافحة الجفاف.