قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مصر والصين.. كيف تحولت العلاقات من المستوى الدبلوماسي لشراكة اقتصادية غير مسبوقة

حجم الاستثمارات الصينية فى مصر تجاوزت 100%
حجم الاستثمارات الصينية فى مصر تجاوزت 100%
×

أصبحت الصين ومصر نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة، حيث تمر العلاقات المصرية الصينية بمرحلة تطور عظيمة.

الزعيمان الصيني والمصري

علاقات مصرية - صينية مضيئة

فالعلاقة بين البلدين حاليا تمر بمرحلة تطور سريع وملحوظ، وأهم سبب للتطور الشامل والعميق والمستقر للعلاقة بين البلدين هو التخطيط الاستراتيجي والتوجيه الشخصي لقادة الصين ومصر، اللذان أعطا زخما وقوة دفع للعلاقات الصينية المصرية، مما أحدث طفرة في تطور العلاقات بين البلدين.

وتعد الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر حاليا في أفضل حالاتها، ففي السنوات الأخيرة تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر، وأسفر التعاون العملي بين الجانبين عن نتائج مثمرة.

كما أن هناك العديد من النقاط المضيئة في التعاون المتبادل بين البلدين في كافة المجالات، لذا أصبحت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نموذجًا يحتذى به للتضامن والتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية.

وعقد اليوم بالتزامن مع المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني في بكين، منتدى في مصر بعنوان "مصر والصين في عشر سنوات.. التقدم مستمر"، وذلك بهدف توثيق الإنجازات التي حققتها مصر والصين خلال العشر سنوات الماضية، تحت قيادة الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وشي جين بينج الرئيس الصيني.

وقال شانج تاو القائم بأعمال السفارة الصينية في مصر، إن مصر أول دولة عربية وأفريقية تدشن علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وأنه منذ عام 2014، تحت قيادة ورعاية للرئيسين شي جين بينغ والسيسي، ارتقت العلاقات الصينية المصرية إلى شراكة استراتيجية شاملة واستمرت في التطور بعمق.

وأضاف تاو، أنه "خلال العشر السنوات الماضية، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر من 10 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار، وارتفع حجم الاستثمارات الصينية في مصر من 500 مليون دولار إلى مليار و500 مليون دولار، حيث تجاوزت نسبة الزيادة 100%".

السفارة الصينية

حجم الاستثمارات الصينية بمصر

وأشاد القائم بأعمال السفارة بمشروعات منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع القطار الكهربائي الخفيف، وأبراج مدينة العلمين، ووصفها بأنها رموزًا جديدة للتعاون البراغماتي بين الصين ومصر، وقال إنها عززت بشكل فعال تنفيذ مبادرات التنمية العالمية في مصر، وساهمت في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، وتدريب عددًا كبيرًا من الكوادر المهنية والفنية من الشباب المصري.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن الصين تعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر منذ العام 2011، وتمثلت الشراكة بين البلدين في أوجه عدة منها: الصناعات المعدنية والكيماوية والسيارات، غيرها من أوجه تعاون.

وأوضح عامر - تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الصين تعتبر من أهم الشركاء المعماريين في عمليات التطوير وإنشاء المدن وبخاصة الشراكة مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

وتابع: بالإضافة إلى ما سبق هناك شراكة صينية - مصرية في مشروعات النقل والسكة الحديد، بجانب شراكتها في تنمية قناة السويس من خلال إنشاء المراسي الاقتصادية المختلفة التي ستقوم بتقديم المساعدات اللوجستية للسفن التي ترسوا لمدة 3 أيام لحين الحصول على تصريح للخروج.

واخترق التعاون العملي الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر الأمواج العالية وحقق نجاحات مبهرة، حيث ترتبط مبادرة "الحزام والطريق" ارتباطًا وثيقا بـ"رؤية مصر 2030"، كما أن مفهوم البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق" متجذر بعمق في مصر.

وظلت الصين على مدار ثماني سنوات متتالية أكبر شريك تجاري لمصر، وهي البلد الأكثر نشاطا في مجال الاستثمار في مصر في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر في العام 2021 بنسبة 37٪، وهو ما يعكس بشكل كامل التكامل العالي بين الاقتصادين.

الدكتور عادل عامر

المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة

واكتمل الهيكل الرئيسي للبرج الأيقوني في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، والذي تم بناؤه من قبل الشركات الصينية، كما ان مشروع سكة حديد الضواحي "العاشر من رمضان" يسير بسلاسة، ومشروع ابراج مدينة العلمين الجديدة الفائقة، وتم بناء مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية المصرية بمساعدة صينية.

ووفرت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تبدأ السويس بشكل مباشر أو غير مباشر فرص عمل لأكثر من 40 ألف مصري.

تلك الأرقام والبيانات والمشاريع الاقتصادية والتجارية جاءت لتعزيز التنمية وتحقيق الفائدة لمعيشة الناس واحدة تلو الأخرى، مما يدل بشكل كامل على طبيعة التعاون بين الصين ومصر التي تعتمد على المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.

واخترقت التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ومصر العقبات، وخلقت نقاط مضيئة، بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز العلاقات الودية الشعبية بين الصين ومصر هو أيضا أهم أهداف جمعية الصداقة المصرية الصينية.

وتدعم الصين ومصر بقوة المصالح الجوهرية والرئيسية لبعضهما البعض، وتنسقان وتتعاونان بشكل وثيق في الشؤون الدولية والإقليمية، يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان.

وتشترك الصين ومصر في مفاهيم واستراتيجيات متشابهة فيما يتعلق بالدفاع عن مصالحهما، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز رفاهية الشعب، وتعزيز العدالة في العالم، كما تلتزمان بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، ودعم التعددية، ومعارضة تسيس قضايا حقوق الإنسان، ومعارضة الأحادية، وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية.

زعيما البلدان

بناء مجتمع تعاوني صيني مصري

وفي السنوات الـ 10 الماضية حتى الأن، أقامت الصين ومصر أخوة وشرعتا في طريق التعاون وحققتا نقاط مضيئة في رحلة التنمية والإنعاش، وكتبتا فصلا رائعا من المساعدة المتبادلة في خضم التغييرات المعقدة وقدمتا مثالًا رائعًا لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية.

ولطالما وضعت الصين علاقتها مع مصر كأولوية في دبلوماسيتها مع الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي على استعداد للعمل مع مصر للتحرك بحزم نحو هدف بناء "مجتمع صيني مصري" ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، ودفع العلاقات الصينية المصرية إلى آفاق جديدة.

ومن خلال التكامل العميق بين مبادرة الحزام والطريق و"رؤية مصر 2030”، تواصل الصين ومصر ابتكار أشكال التعاون وتوسيع مجالات التعاون فيما بينهما، مما يظهر قوة دفع جيدة للتعاون المستمر.

وستواصل الصين تعزيز التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، ويتوافق ذلك مع استراتيجية مصر الوطنية لتعزيز التحول الأخضر للطاقة والهيكل الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة.

ففي نوفمبر 2021، وقعت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء المصرية ومعهد الموارد الزراعية والتخطيط الإقليمي الصيني على مذكرة تفاهم للتعاون في الزراعة الذكية، إيذانًا بالتوسع في التعاون المصري الصيني في مجال الزراعة.

وفي ديسمبر 2021، تم التوقيع على مشروع "التعاون الأخضر" بين الجانب المصري ومجموعة ويتشاي الصينية، والتي ستساعد الحكومة المصرية في أعمال مشروع التحول من "النفط إلى الغاز" لـ 240 ألف حافلة صغيرة في مصر، مما يساعد مصر في تنفيذ مبادرة "التنمية الخضراء".

مصر والصين تعاملات تجارية قوية

التعاون الأخضر بين البلدين

كما أنشأت جامعة نينغشيا وجامعة عين شمس مختبرًا ذكيًا للري موفرًا للمياه، يوفر نظام الري الذكي هذا أكثر من 20 ٪ من المياه مقارنة بالتقنيات العادية، وسيعزز ويدعم تنمية الزراعة الموفرة للمياه في مصر وتحسين القدرة الإنتاجية الشاملة للزراعة.

بجانب أن الصين على استعداد لمواصلة تعزيز التعاون الأخضر مع مصر، وتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى بقوة، ومواصلة تشجيع ودعم الشركات الصينية للمشاركة بنشاط في مشروعات التنمية الخضراء في مصر، وتقديم الدعم العملي في مجال التكنولوجيا وبناء القدرات، ومساعدة مصر على تحقيق التحول الى الطاقة الخضراء منخفضة الكربون للتصدي المشترك للتحديات التي يفرضها تغير المناخ.

من ناحية أخرى، تولي الصين أهمية كبيرة للتعاون مع مصر في تشييد البنية التحتية وتدريب الموظفين، حتى يشعر الشعب المصري بشكل ملموس بنتائج المشاركة والمكاسب الذي يجلبها التعاون الصيني المصري، والتي تهدف لتعزيز التنمية المستدامة لمصر.

والجدير بالذكر، أن التعاون العملي رفيع المستوى بين الصين ومصر سيعود بالفائدة على الشعب المصري وسيجلب المزيد من الرفاهية والمكاسب المختلفة بين البلدين.