تظهر غالبية استطلاعات الرأي التي أجريت الأسبوع الماضي، وقبل أقل من أسبوعين من إجراء انتخابات الكنيست "الخامسة"، أن المعسكر الذي يقوده زعيم المُعارضة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن يتمكن من الحصول على غالبية الـ 61 مقعدًا اللازمة لتشكيل الحكومة منفردا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى اقتراب تحالف "البيت اليهودي" الذي تتزعمه وزيرة الداخلية أيليت شاكيد من تجاوز نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست.. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المتبقية على الانتخابات، أن يوجه نتنياهو ناخبي اليمين لدعم "شاكيد" لتوفر له أربعة مقاعد إضافية في الكنيست، وهو ما يضمن له تشكيل الحكومة بـ 62 مقعدًا على أقل تقدير.
وكان نتنياهو قد بذل جهودا مضنية على مدار الأشهر الماضية، لحث "شاكيد" على الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية خوفا من أن تتسبب في هدر أصوات الناخبين اليمينيين، بخوضها الانتخابات، دون تمكنها من بلوغ نسبة الحسم ودخول الكنيست.
وذكرت تقارير صحف إسرائيلية أن نتنياهو عرض عليها عبر وسطاء "وظيفة" مرموقة حال موافقتها على الانسحاب من الانتخابات. لكن "شاكيد" خرجت على وسائل الإعلام لتعلن مرارًا خلال الشهرين الماضيين أنها لن تنسحب من سباق الانتخابات، وقالت مخاطبة نتنياهو إنه لن يتمكن من تشكيل حكومة دونها، وأنها لا تريده أن يشكل حكومة تكون "رهينة" لتحالف "الصهوينية الدينية" الذي يقوده السياسيان المتطرفان إيتمار بن جفير وبتسلائيل سموتريتش.
وحسب نتائج الاستطلاع، يبدو أن "شاكيد" تكسب رهانها، فبدونها لن يتمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة القادمة. وأظهرت غالبية الاستطلاعات حصول الحزبين الحريديين، (شاس) الذي يمثل "السفارديم" الأرثوذكس المتطرفين، و(يهدوت هتوراة) الذي يمثل الجانب "الأشكنازي"، مجتمعين على 15 مقعدًا. والحزبان المذكوران ضمن مُعسكر "نتنياهو". وكان للحزبين 16 مقعدًا في الانتخابات الأربعة الماضية، أي أن معسكر نتنياهو خسر مقعدًا.
وترجع خسارة الحزبين التقليديين لهذا المقعد، لما يمكن وصفها بظاهرة "سموتريتش-بن جفير" وتحالف الصهيونية الدينية، حيث يروق خطاب سموتريتش وبن جفير المتطرفين للتيار الحريدي الشاب. فخسارة المقعد جاء نتيجة انصراف شباب الحريديم عن (شاس) و(يهوديت هتوراة) لصالح (الصهوينة الدينية).
ويضم معسكر نتنياهو (الليكود)، و(شاس)، و(يهوديت هتوراة)، و(الصهيونية الدينية). وحسب آخر استطلاع أجري فقد حصلت هذه الأحزاب على؛ 32، و8، و7، و13 مقعدًا على الترتيب، بإجمالي (60 مقعدًا).
وفي المقابل، يسعى رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية يائير لابيد زعيم حزب "يش عتيد" إلى البقاء على كرسي رئاسة الوزراء، منتهجا نفس سياسة نتنياهو ولكن بتدعيم أحزاب اليسار التقليدية الممثلة في (ميرتس) و(العمل)، كما أنه وبكل تأكيد، عازم على إعادة تجربة "القائمة العربية الموحدة"، الذراع السياسية للحركة الإسلامية الجنوبية في إسرائيل، ودمجها في حكومة ائتلافية برئاستها.
لكن غالبية نتائج الاستطلاعات تمنح هذا المعسكر على أفضل تقدير 56 مقعدًا، بما يجعله عاجزًا عن تشكيل الحكومة.
ويسعى لابيد إلى خطوة غير تقليدية بمغازلة القائمة المشتركة (بعد خروج التجمع منها) والتي باتت ممثلة الآن في الجبهة - والتغيير (أيمن عودة-وأحمد الطيبي) لضمهما إلى معسكره، بما يمنحه أربعة مقاعد، لكن يبقى هذا المسعى مرهونًا بتراجع معسكر نتنياهو إلى 59 مقعدًا، وزيادة حصة مُعسكر لابيد إلى 57 مقعدًا بدون قائمة (عودة الطيبي).