أقامت كلية الآداب بجامعة عين شمس احتفالية بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد تحت رعاية الدكتور محمود المتيني رئيس الجامعة، ا.د محمد أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث.
قامت اليوم ا.د حنان كامل القائم بأعمال عميد كلية الآداب بتكريم عدد من رموز وشاهدى العيان على نصر اكتوبر ١٩٧٣ ، على رأسهم اللواء طيار أحمد كمال المنصورى ، واللواء صاعقة علمى كامل ، والسيناريست محمد السيد عيد
وذلك في إطار الموسم الثقافي للكلية تحت إشراف الدكتور شيرين مظلوم وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وبالتنسيق مع قسم التاريخ برئاسة ا.د خالد حسين، وقدم فقرات الحفل الدكتور محمود عبدالله مدرس مساعد التاريخ الحديث والمعاصر .
وفي كلمتها الافتتاحية رحبت ا.د حنان كامل بضيوف الكلية أبطال النصر الذين كتبوا بأحرف من نور تاريخ العزة والكرامة لمصر ، وأعربت عن سعادتها بالإقبال الطلابي والإنصات الشديد لحكايات الحرب والنصر المجيد.
كما أكدت حرص الكلية على عقد هذه الاحتفالية والتقاء الأجيال : جيل المقاتلين القدامى وجيل الشباب لينالوا جزءا من حكمتهم من خلال عرض خبراتهم التاريخية في نصر أكتوبر ١٩٧٣، انطلاقا من مبدأ التسلح بالمعرفة ، وعدم تصديق الدعاية المضادة، وحرب المعلومات التي يستخدمها أعداء مصر لبث الفتنة بين الشعب المصري العظيم وجيشه الباسل، كما حثتهم على عدم نشر أي معلومة عبر وسائل التواصل الإجتماعى إلا بعد التأكد من صحتها .
وأشارت الدكتورة شيرين مظلوم إلى أن روح أكتوبر وما تمثله من قيم تتجلي في الضيوف الأفاضل الموجودين علي المنصة وأن الاحتفالية تهدف لتحقيق التواصل بين الأجيال حيث تنقل روح وقيمة ومعني أكتوبر إلي الأجيال القادمة والمتمثلة في الحضور.
واكدت أن حرب اكتوبر ترتبط بالنصر والتضحية من أجل الوطن.وقدمت " مظلوم " الشكر لكل من منسق الندوة وصاحب الفكرة الدكتور محمود عبد الله استاذ التاريخ الحديث والمعاصر وفريق العمل معه.
واستعرضالدكتور أحمد زكريا الشلق، تاريخيا لحرب ٧٣ التي بدأت من النكسة موضحا المناخ الذى كانت تعانى منه مصر بعد هزيمة ٦٧ والاستعداد للحرب فى حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر والنصر.
ثم استعرض موقف الجيش المصرى في حرب الاستنزاف وشرح لأسباب النصر في حرب ١٩٧٣ ، موضحا إصرار مصر على النصر من مبدأ " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، والقوة هنا أتت من تلاحم الشعب والجيش، واصفا هذه الحرب بأنها حيرت العالم، مستعرضا لدور حائط الصواريخ ، وسلاح الدفاع الجوي في شل الطيران الإسرائيلي ، بالإضافة إلى دور العمليات البرية على الأرض في النصر .
ومن جانبه قال اللواء طيار أحمد كمال المنصوري، أحد أبطال حرب أكتوبر، إنه فخور بإطلاق لقب "الطيار المجنون" عليه من قبل الجيش الإسرائيلى، قائلًا: "افتخر أني حصلت على لقب الطيار المجنون وأنا بعشق تراب مصر".
واستعرض اللواء المنصوري، خلال كلمته، نشأته ودور والدته في تكوين شخصيته وحلم الطفولة الذي حققه، كما تحدث عن معركة المنصورية أطول معركة جوية والتي استمرت ١٣ دقيقة والأوسمة والتكريمات التي نالها أثناء مشواره العسكري ، حيث شارك المنصوري في ٥٢ طلعة جوية في ١٨ يومًا خلال شهر رمضان وأثناء صيامه ، وتفرد بالهبوط بطائرته وهي معطلة على طريق الزعفرانة، والوحيد الذي قام بحركة بهلوانية وهو في مناورة جوية مع أحد الطيارين الإسرائيليين، ونال العديد من الأوسمة منها وسام الشجاعة ووسام النجمة العسكرية وميدالية جرحى الحرب مرتين، وغيرها من الأوسمة.
فيما أعرب اللواء صاعقة "علمي كامل "عن سعادته بالتواجد بين أبناء هذه الكلية العريقة وتكريمه من قبل ا.د حنان كامل، كما استطرد حول معركة أبو عطوة العسكرية التى أذلت " شارون " التى حدثت جنوبى الإسماعيلية حيث تقع هذه القرية؛ حين حاول العدو تطويق مدينة الإسماعيلية، وحينها استطاع لواء المجموعة ١٣٩ التصدي للعدو، ومنعه من محاصرة المدينة.
وأكد أن أبطال معركة أبو عطوة شاركوا في المعركة التي منعت محاصرة الإسماعيلية .
وقال إن حرب أكتوبر محفورة في الوجدان، وأحداثها لا تنسى، متابعا: "أقمت متحفا لتخليد ذكرى شهداء أكتوبر وقامت القوات المسلحة بترميمه. وأعرب عن فخره بوضع حراسة عليه لأنه يحتوي على الأثر الوحيد لقوات شارون المدمرة، مؤكدا على أن الحرب كانت من أجل تراب مصر، ولم نكن نطمع في أي شيء معنوي أو مادي.
أما عن ذكرياته مع الحرب والنصر فقد قال السيناريست محمد السيد عيد : دخلت الجيش عام ١٩٦٩، وهو العام المرتبط بحرب الاستنزاف، وعندما كنت فى معسكر فى المعادى للتدريب بداية دخولى الجيش، صدرت أوامر مفاجئة بأن نغادر المكان فورًا، لأن العدو صور المكان، وفى هذه الفترة لم يكن لدى مصر صواريخ تتعامل مع الطائرات المنخفضة، وبالتالى كانت تستطيع أن تدخل وتضرب دون أن يعترضها أحد، وإنما كانت لدى مصر صواريخ فقط تواجه الطائرات المرتفعة.
وبعد ذلك تم نقلنا من المعسكرات خلال ٢٤ ساعة فقط من هذه المنطقة، وفى هذا الوقت لم تكن الحياة بسيطة أو سهلة، فمعنا آلاف الجنود معظمهم من المؤهلات العليا نظرًا للتنقلات الكثيرة، ولم يكن لدينا الوقت لتغيير الملابس ولا توجد مياه ولا دورات مياه، إلى جانب أننا لا بد أن نتأقلم على هذه الحياة رغم قسوتها فى حرب الاستنزاف.
وفي كلمته ، تقدم الدكتور خالد حسين الشكر الخاص للطلاب لاستجابتهم وتفاعلهم مع الجيل العظيم من نسور مصر برا وجوا والذين قدموا كل ما يملكون من عزيز وحملو أرواحهم على أيديهم وشعارهم : ( وعجلت إليك ربي لترضى ) فداء لهذا الوطن العظيم الذى لا يستحق منا إلا كل عظيم ، كما اتضح لنا من خلال عرض التجربة العسكرية في ميدان الجو والصاعقة والتاريخ والواقع المعاش فليس الخبر كالمعاينة، ومدى المعاناة التي عانتها الأمة المصرية والعربيةمشيرا الى التضحيات التى قدمها هذا الجيل من أجل النصر لمصر .
كما استمتع الحضور بمشاهدة فيلم تسجيلي قصير حول مقتطفات من بيان السلام الذى ألقاه الرئيس السادات ولقطات حية من الحرب وتدمير المقاتلات الإسرائيلية وكذلك وقائع حية لساعة الصفر والضربة الجوية القاضية .