صدر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب، ضمن سلسلة الثقافة الشعبية كتاب بعنوان «الأمثال الشعبية وعلم الجغرافيا»، للدكتور حارص عمار النقيب.
يتناول الكتاب الأمثال الشعبية العربية والأجنبية التي لها علاقة بعلم الجغرافيا، عن طريق ربط تلك الأمثال الشعبية بفروع علم الجغرافيا المختلفة، والتي تندرج تحت قسمي الجغرافيا البشرية والجغرافيا الطبيعية مع شرح علاقة كل مثل بالفرع الذي ينتمي إليه، ويتضح من ذلك أن هناك علاقة وثيقة بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والبيئة الطبيعية والموروث الشعبي.
والأمثال الشعبية ناتجة عن تفاعل الإنسان مع بيئته الاجتماعية بما تحويه من علاقات متشابكة بالأسرة والجيران، وبيئته الطبيعية بما تحويه من مناخ ونبات وتضاريس وفلك، وبيئته الاقتصادية من زراعة وصناعة وتجارة، والحرف والأنشطة المختلفة التي يمارسها، وما ينتج عن ذلك من تجارب وخبرات تتحول إلى أمثال شعبية تعبر عن تراكم خبرات الإنسان وتهدف إلى تفسير الظواهر المحيطة به، فعلم الجغرافيا يهدف إلى تفسير العلاقة بين الإنسان والبيئات المختلفة التي تحيط به.
وهذا الكتاب يوضح العلاقة الوثيقة بين الأمثال الشعبية والعربية والأجنبية وعلم الجغرافيا.
ويعد المثل الشعبي مرآة تعكس خبرات الشعوب وتجاربها المختلفة على مراحل التاريخ، ويتضح من خلال بنية المثل الشعبي الزمان والمكان والمناسبة التي قيل فيها، ولأهمية الأمثال الشعبية كوعاء لمعرفة الشعوب؛ تناولتها العديد من البحوث والدراسات لتحقيق أكبر الاستفادة منها، والحفاظ عليها، ونقلها من جيل إلى جيل.
وتعد الأمثال الشعبية خلاصة تجارب أي شعب من الشعوب؛ يعبر عن أحاسيسه ومشاعره، وهي جزء من شخصيته، فنجد أنه يستخدمها في حياته اليومية وأحاديثه العادية في كافة المناسبات لتأكيد المعاني التي يقصدها وليصل عن طريقها إلى الإقناع، فقد عاشت الأمثال الشعبية في ضمير الشعوب مئات السنوات يتوارثها الخلف عن السلف ويجد الناس في كلماتها التوجيه الصائب ويستضيئون بحكمتها المأخوذة من صميم الحياة التجارب.