قديما كانت تستخدم العصا والخرزان كنوع من أنواع الشياكة والأناقة، وكان العمد والمشايخ وأصحاب المقام الرفيع يمسكون عصيهم التي تتنوع بتنوع الجلباب، وكانت تصنع من أغلى أنواع الأخشاب وأجودها، بينما الآن لا يستخدم العصي والخرزان إلا من يحتاجها فقط، فالرجل العجوز يحتاج العصا لكي يتكئ عليها وتكون له رجلا ثالثة، أو راعي الأغنام.
80 سنة في بيع العصي
يقول نشأت يحيى، صاحب أشهر محل لبيع العصي والخرزان بالمنيا: “توارثت المهنة عن جدي ثم توارثها والدي ثم أنا، فالمهنة نعمل بها منذ 80 سنة وأكثر، فنحن الجيل الثالث لبيع العصي والخزان وتصليحها”.
ويضيف نشأت أن المحل به مجموعة من العصي والخرزان النادرة، والتي تعد من التحف والأنتيكات لأنها من عشرات السنين من أيام جدي.
شياكة وأناقة
وأشار إلى أن لكل شخص احتياجاته من العصا، فهناك بعض الأشخاص يقتنون العصا كنوع من الشياكة مثل السبحة والعملات القديمة، وهذا النوع من العصي يقتنيه العمد والمشايخ وأصحاب المقامات الرفيعة.
وتابع: “وهناك الرجل العجوز الذي يستخدم العصا لكي يستند عليها ويعتبرها رجله الثالثة، وهناك العصا التي يستخدمها راعي الأغنام، والعصا الدوقلة، والعصا الدوقلة بدبابيس، وهناك من يحتاج العصا عند ركوب الخيل”.
اندثار لعبة التحطيب
وأوضح أن الإقبال على شراء العصي والخرزان في الوقت الحالي قل كثيرا عن الماضي، فحاليا العصا تستخدم في الاحتياجات الفعلية فقط، ففي الماضي كان معظم رجال القرى يقتنون العصي والخرزان، أما الآن القليل منهم فقط، وكذلك في الماضي كانت لعبة التحطيب منتشرة، أما الآن فقليل جدا من يلعب هذه الألعاب في الوقت الراهن.
العصا الأبنوس
وأوضح أن أغلى العصي هي التي تصنع من الأبنوس، ويصل سعرها إلى أكثر من 300 جنيه، بينما سعر العصا العادية من 50 جنيها فأكثر.
ولفت إلى أن المحل به ورشة لإعادة إصلاح العصي، وفي حالة تلف جزء منها يتم إصلاحه وإعادتها إلى طبيعتها لتكون في أحسن صورة.