سلطت تقارير صحيفة الضوء على العلاقات السعودية الأمريكية، إثر قرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط، وخيارات بايدن المحدودة للرد.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" في تقرير لها، إن هناك مساحة المناورة للرئيس الأمريكي جو بايدن محدودة أمام المملكة العربية السعودية.
وبينما يواجه بايدن ضغوطا من الديمقراطيين للرد بشكل قوي على السعودية، حذر محللون من أن هذا السلوك قد يعرض علاقات البلدين للخطر، خاصة إذا حاول تجميد مبيعات الأسلحة والتعاون الأمني مع المملكة.
مصالح مشتركة
ذكر التقرير أن السعودية "مهمة جدا" بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك التعاون الاستخباراتي ضمن جهود واشنطن لاحتواء المخاطر التي تشكلها إيران، ولا يمكن التخلي عنها في الجبهة الأمنية.
وأشار إلى أن إدارة بايدن قررت تأجيل اجتماع "مجموعة عمل" لمجلس التعاون الأمريكي الخليجي، كان مقرر عقده في الرياض هذا الشهر، وهي خطوة رمزية فقط.
فيما أكد خبراء أنه في النهاية، لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تقطع التعاون مع السعودية، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ومواجهة الخطر الإيراني.
واعتبروا أن هناك مصالح قوية مشتركة بين السعودية وأمريكا، في ردع تهديدات إيران، متوقعين استمرار التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
وجاءت الدعوات الأمريكية، بعد إعلان "أوبك+" خفض إنتاج النفط الخام، بمقدار مليوني برميل يوميا.
وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، حذرت من أن خفض إنتاج النفط، سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.
في حين أكد الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص أن هدف أوبك والمنتجين من خارجها هو الحفاظ على استقرار السوق.
وأضاف في تصريحات صحفية "نحن لا نتحكم في الأسعار.. والمنظمة لا تستهدف سعرا معينا ولكن تستهدف التوازن بين العرض والطلب".
وأشار إلى أن استقرار أسواق النفط العالمية مهم للمستقبل ونحن لا ننظر فقط إلى اليوم.
وشدد على أن قرار أوبك الأخير ليس من دولة ضد دولة، وليس من دولتين أو 3 ضد مجموعة دول أخرى.
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة التام "للتصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار منظمة أوبك بلس خارج إطاره الاقتصادي البحت".
وأكدت في بيان أن القرار "اتخذ بالاجماع من كافة دول مجموعة أوبك+"، في إشارة لقرار المجموعة بخفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يوميا في نوفمبر المقبل.
وكان وزير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير أكد أن "السعودية لا تستخدم النفط وتحالف أوبك+ كسلاح ضد الولايات المتحدة".
كما نفى الجبير أن تكون السعودية قد خفضت إنتاج النفط لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة، مضيفا في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن النفط بالنسبة لنا "سلعة مهمة للاقتصاد العالمي، الذي نمتلك فيه مصلحة كبيرة لكننا لا نقوم بتسييس النفط ولا القرارات المتعلقة به".