استعرض الدكتور ناظر الدين محمد، مفتي سنغافورة، تجربة لجنة الإفتاء بسنغافورة في معالجة القضايا المستجدة الملحّة وبيان الحكم الشرعي في مجال الأطعمة والأوقاف.
تصور الواقع تصورًا صحيحًا
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه الشيخ محمد سيف العدل أيوب مدير مكتب الإفتاء بسنغافورة بمؤتمر الإفتاء الدولي السابع حول الفتوى والتنمية المستدامة، أشار إلى أن من أهم المعتبرات التي ارتأت فيها لجنة الإفتاء بسنغافورة قبل إصدار الفتوى ألا وهي تصور الواقع تصورًا صحيحًا بكل تفاصيله خاصة وضعَنا بسنغافورة. ومرحلة تصور واقع سنغافورة مرحلة عويصة، حيث إن العصر الذي نعيش فيه شديد التعقيد وشديد التغير بما يتطلب من أهل العلم أن يدركوا هذه التغيرات والواقع المعقَّد وفي نفس الوقت نراعي النصوص وقواعدها المرعية ومآلات الأمور.
وأضاف أن واقع سنغافورة تأثَّر بالأحداث التي حدثت في العالم كله في كل مجالات الحياة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا لتدل على أنَّ تصور الواقع لا يقتصر على إدراك واقعة فحسب، بل يتعدى إلى إدراك واقع العالم بأكمله وقد مثّلنا ذلك بجائحة كورونا حيث أثَّرتْ تأثيرًا بالغًا في وضعنا الحالي اقتصاديًّا وذلك بتعطل سلسلة الإمدادات الغذائية وبتوقف السياحة نظرًا لشيوع الوباء، كل هذه العوامل والأحوال تضطرنا إلى البحث عن التنمية المستدامة والحلول الملائمة للواقع الذي نعيش فيه؛ وذلك عن طريق بناء المناهج المعتبرة في الإفتاء كالاستنجاد بالعلوم الحديثة المتطورة كعلم النفس وعلم الاجتماع، والاستعانة بأهل الاختصاص في كافة المجالات.
واختتم مفتي سنغافورة كلمته بعرض نموذجين؛ الأول في مجال الوقف كالفتوى التي أصدرتها لجنة الإفتاء وهي وقف الاستبدال، والنموذج الثاني في مجال الأطعمة الذي باحثتها اللجنة كاللحوم المصنعة في المعمل وبروتين البديل وقد أتينا بهما لبيان كيف أن هذه الفتوى والمسائل دعمت في بناء الاقتصاد الوطني وتحقيق الأهداف الاقتصادية للتنمية المستدامة مستدلين ببعض الإحصاءات في سنغافورة لتقرير هذا المعنى.
فيما تحدث توشيو إندو رئيس رابطة مسلمي اليابان عن تطورات وضع الإسلام في اليابان وفعاليات رابطة مسلمي اليابان، قائلًا: أود أن أغتنم فرصة المشاركة في مؤتمر "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة"، لعرض تصور موجز للتطورات الأخيرة لوضع الإسلام في اليابان وما تقدمه رابطة مسلمي اليابان من أنشطة وفعاليات حيث وصل عدد المساجد في اليابان عام 2020 م إلى 110 مساجد بعد أن كان عددها أربعة مساجد فقط في عام 1980م، كما بلغ تعداد المسلمين في اليابان 230 ألف مسلم بنهاية عام 2019، منهم 183 ألفًا من الأجانب و46 ألفًا من اليابانيين، بعد أن كان عدد المسلمين في عام 1960 م 3500 مسلم فقط، بالإضافة إلى الموافقة على تأسيس أكثر من 22 مؤسسة دينية.
وأضاف: لدينا علاقة وثيقة بالمساجد والمؤسسات الدينية ونطمح إلى مزيد من التعاون في المستقبل، حيث نتمنى الوصول إلى مجتمع يتحقق فيه التعايش السلمي بين الأفراد ذوي القيم المختلفة، وقد كنا محظوظين إذ أدركنا منذ البداية أهمية بناء مجتمع يدعم التنوع والاختلاف من خلال الحوار بين الأديان والتعاون مع القادة الدينيين داخل اليابان وخارجها.