كشف مسؤولون روس بغير قصد عن حجم الأضرار التي لحقت بجسر كيرتش الواقع بين شبه جزيرة القرم والبر الروسي، والموعد الذي من يُحتمل أن يعمل بكامل طاقته مرة أخرى.
وحسب صحيفة "إكسبريس" البريطانية، أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مترنحًا بعد إخباره بأن جسر كيرتش لن يعمل بكامل طاقته حتى يوليو 2023 على أقرب تقدير.
وقد افتُتِح الجسر البالغ طوله 12 ميلًا، من قبل بوتين في عام 2018 ويتكون من قطاع السكك الحديدية والطرق، ويربط بين شبه جزيرة القرم والبر الرئيسي لروسيا، حيث يوفر طريق إمداد حيوي لقوات الكرملين بجنوب أوكرانيا.
واستخدم القادة الروس جسر كيرتش لنقل الرجال والمعدات من شبه الجزيرة إلى الخطوط الأمامية على جبهة خيرسون.
وبعد أن تم استهدفه من قبل أوكرانيا في 8 أكتوبر، مما أدى إلى سقوط جزء من الجسر في البحر، زعم المسؤولون الروس أن الضرر يمكن إصلاحه في غضون فترة زمنية قصيرة.
مفاجأة حول موعد الإصلاح
لكن وثيقة نُشرت على موقع إلكتروني للحكومة الروسية، كشفت أن الكرملين عين شركة "Nizhneangarsktransstroy" قد تم تعيينها كمقاول وحيد لترميم العناصر المدمرة للبنية التحتية للنقل والهندسة لجسر القرم.
وبحسب ما تم ذكره، فتم تكليف الشركة بـ"تصميم وترميم العناصر المدمرة في البنية التحتية للنقل والهندسة لجسر القرم"، وتم تحديد الموعد النهائي لإتمام عقود العمل في 1 يوليو 2023.
وعانى جيش بوتين من مشاكل لوجستية طوال الحرب، والضرر الذي لحق بالجسر يزيد الأمور سوءًا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن مشكلات الإمداد التي يواجهها الجيش الروسي في الجنوب "أصبحت على الأرجح أكثر سوءًا" نتيجة لهجوم 8 أكتوبر.
وفي نشرة الحرب يوم الاثنين، كتب محللو وزارة الدفاع: "من المحتمل أن تصبح المشكلات اللوجستية التي تواجهها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا أكثر شدة بعد الأضرار التي لحقت بجسر كيرتش في 8 أكتوبر 2022.
وأضافوا "جهود الإصلاح جارية، والجسر مفتوح لبعض حركة المرور، ومع ذلك، لا يزال هناك طابور كبير من شاحنات البضائع المنتظرة احتياطيًا بالقرب من المعبر".
ومع ذلك، أقروا الآن بأن تقييمهم الأولي كان خاطئًا وأن الجسر لن يعمل بكامل طاقته قبل يوليو 2023.
مشاكل الإمدادات
فيما قال الباحثون إن الروس ربما يضطرون إلى إعادة توجيه الإمدادات عبر ماريوبول للتعويض عن القدرة المنخفضة لجسر كيرتش.
وأضافوا: "مع توتر الوجود الروسي في خيرسون، وتدهور طرق الإمداد عبر القرم، أصبح خط الاتصال الأرضي عبر منطقة زابوريجيا أكثر أهمية لاستدامة الغزو الروسي".
وكان جيش بوتين يحاول صد هجوم أوكرانيا المضاد المنسق على جبهة خيرسون، لكن تمكن الأوكرانيون من السيطرة على المزيد من الأراضي مع تقدمهم نحو المدينة الأوكرانية التي ضمتها روسيا مؤخرًا، وبهذا سيكون السيطرة على خيرسون بمثابة دفعة معنوية كبيرة لكييف.